#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
للحظةٍ تنطوي الملفَّاتُ الخلافيةُ ويتصدَّرُ الوضعُ الامنيُّ الاولويةَ لننسى معهُ كلَّ مصائبنا المجتمعةِ،
تحتَ سقفِ بلادٍ صارتْ للفشلِ عنواناً، كما لكلِّ انواعِ الهزائمِ والإنكساراتِ والإنهياراتِ.
للحظةٍ تنطوي اخبارُ التفاصيلِ الداخليةِ لنجلسَ قبالةَ شاشاتِ التلفزيون، او امامَ هواتفنا الخليويةِ، منتظرينَ العاجلَ حولَ غارةٍ هنا وجدارِ صوتٍ هناكَ ومسيَّرةٍ هنالكَ.
وصارتْ لخروقاتِ جدارِ الصوتِ حكاياتٌ وحكاياتٌ واحياناً مبالغٌ بها.
المهمُّ في كلِّ ذلكَ أننا نسينا في لحظةٍ ملفَّ النازحينَ السوريينَ وخطورتهِ على الهويَّةِ والديموغرافيا ، نسينا (حتى ولو ذكَّرَنا بعضُ القضاءِ) ملفَّ المُودعينَ والمصارفِ والمصرفِ المركزيِّ والملاحقاتِ القضائيةِ هنا وفي الخارجِ إنْ كانتْ ذاتَ جدوى ام لا.
نسينا في لحظاتٍ أزماتَنا المعيشيةَ ورواتبَ القطاعِ العامِ ومطالبَ الاساتذةِ، وهي كلُّها ستنفجِرُ في لحظةٍ واحدةٍ اواخرَ الصيفِ حينَ يخرجُ المغتربونَ (الهاربونَ اليومَ)، وتعودُ البلادُ إلى سخونةِ ملفَّاتِ الداخلِ.
***
وحتى لا نضجَرُ، إنفجرَ في وجهنا ملفُّ معملِ دير عمار حيثُ توقَّفَ عنْ العملِ لنفادِ الفيول، وإذ بسحرِ ساحرٍ،
يطلُّ وزيرُ طاقتنا (المُكثرِ منْ زيارةِ الضاحيةِ الجنوبيةِ هذهِ الفترةَ ولا نعرفُ لماذا)، ليُبشِّرنا بأنَّ الأزمةَ،
حُلَّتْ وأنَّ الفيولَ الاسودَ العراقيَّ قادمٌ، وبأنْ لا أزمةَ بلْ على العكسِ ستزدادُ ساعاتُ التغذيةِ..
أيُّ هراءٍ هذا ومتى سننتهي منْ مسخرةِ الكهرباءِ،
والفيولِ العراقيِّ والدَّفعِ المتأخِّرِ والدَّفعِ المُسبَقِ والدَّفعِ المشروطِ وغموضِ كلِّ هذهِ الصفقةِ.
***
عدا ذلكَ يُلهينا وزراءُ "النجيبِ" بعرضِ خططهمْ للإنقاذِ وللإجلاءِ وللطوارىءِ، إذا وقعتْ الحربُ على شاشاتِ التلفزيون،
فيما الجميعُ يعرفُ أنْ لا خططَ ولا تمويلَ، وأنَّ اوَّلَ صاروخٍ منْ العدوِّ قد يُطيحُ بكلِّ الخططِ الكرتونيةِ لحكومةٍ هجينَةٍ، أغلبيةُ وزرائها شخصياتٌ كرتونيةٌ،
لا تُقدِّمُ ولا تُؤخِّرُ ولا تُنجزُ ولا تفعلُ شيئاً..
فلنْنظرْ إلى الأعلى ابعدَ مِما تُحلِّقُ الطائراتُ والمسيَّراتُ، حيثُ وحدهُ القديرُ قادرٌ على أنْ يساعدنا بعدما خذلنا حُكَّامُ الارضِ!