#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
يَكثرُ الكلامُ في الندواتِ والبرامجِ والمؤتمراتِ الصحافيةِ حولَ نوايا الجميعِ الطيِّبةِ بحفظِ اموالِ المودعينَ ومواجهةِ خطَطِ الصندوقِ الدوليِّ لشطبها...
وآخرُ المتحدثينَ كانَ رئيسُ لجنةِ المالِ والموازنةِ في ندوةٍ جامعيةٍ حيثُ أكَّدَ على أولويةِ حفظِ اموالِ المودعينَ..
عظيمٌ، ولكنْ كيفَ؟
وما هو السبيلُ لإعادةِ اموالِ المودعينَ،
طالما أنَّ الصغارَ منهم، نُفِّذَ عليهمْ "الهيركات" بنسبةِ ثمانينَ بالمئةِ، ولم يبقَ لديهمْ في المصارفِ إلاَّ الفُتاتُ.
امَّا كبارُ المودعينَ فماذا سيحلُّ باموالهمْ، وكيفَ ستُعادُ؟
وطالما أنَّ لا خططَ عمليةً لإعادةِ هذهِ الاموالِ منْ دونِ BAIL-IN ،
(أي أدخالِ المودعينَ مساهمينَ في المصارفِ)، أو منْ خلالِ إستعمالِ اصولِ الدولةِ وارباحها لردِّ هذهِ الاموالِ فعبثاً نحاولُ...
اليومَ هناكَ كلامٌ عنْ تشريعٍ مقبلٍ "بالقطعةِ" يقترحهُ حاكمُ المركزيِّ بالوكالةِ لإعادةِ بعضِ الودائعِ، فيما يذهبُ آخرونَ للحديثِ،
عنْ صفقةٍ تجري بينَ رئيسِ مجلسِ النوابِ نبيه بري ورئيسِ التيارِ الوطنيِّ الحرِّ جبران باسيل لإجراءِ جلساتٍ تشريعيةٍ قد تكونُ مُوجَّهةً بشكلٍ خاصٍ ضدَّ د. سمير جعجع (لرفضهِ الحوارَ)، واساسها تمريرُ قوانينَ إصلاحيةٍ مطلوبةٍ منْ صندوقِ النقدِ الدوليِّ،
وهكذا يكونُ بري اطاحَ بالقواتِ اللبنانيةِ الرافضةِ للحوارِ وجعلَ منْ حضورِ التيارِ الوطنيِّ الحرِّ للجلساتِ تكريساً لميثاقيةِ الجلسةِ،
وفي الوقتِ عينهِ أرضى "النجيبَ" بتمريرِ قوانينَ صارتْ عبئاً عليهِ منْ الصندوقِ.
***
كلُّ هذهِ الامورُ لا تطعمُ المُودعَ خبزاً ولا تُعيدُ لهُ اموالهُ ولا تُشبعُ الفقيرَ ،
ولا تعيدُ للشبابِ فرصَ العملِ ولا تُوقِّفُ إجتياحَ النازحينَ للبلادِ،
ولا تؤمِّنُ الكهرباءَ 24/24 ولا توقِّفُ الفضائحَ في كلِّ زاويةٍ منْ زوايا الدولةِ.
الناسُ في وادٍ و"الرعاةُ" في وادٍ آخرَ..
ومهما علتْ الصرخاتُ لا يبدو أنَّ احداً يسمعُ..
والدليلُ كمْ علتْ صرخاتُ الناسِ ضدَّ قرارِ الحربِ المتخَّذِ جنوباً،
ولكنْ لا منْ يسمعُ، والامورُ ذاهبةٌ نحوَ المجهولِ والاستنزافِ الطويلِ المُكْلِفِ والمقلقِ والمُوجعِ..
عبثاً نُحاولُ مع هؤلاءِ المتآمرينَ واللصوصِ ومافيا المنظومةِ الفاسدةِ!