متفرقات

"داعش".. خلايا نائمة تحركها فوضى السلاح والأزمات

2024 حزيران 06
متفرقات

#الثائر

أحيت العملية الأمنية التي نفذها مسلح يشتبه بأنه ينتمي إلى تنظيم «داعش» ضد السفارة الأميركية في لبنان، المخاوف من استيقاظ الخلايا النائمة للتنظيم المتشدد الذي تم دحره من منطقة كان يحتلها على الحدود الشرقية اللبنانية عام 2017 في إطار عملية أطلق عليها اسم «فجر الجرود».

وظلت الأجهزة الأمنية تتابع من كثب نشاط عناصر مفترضين يؤيدون هذا التنظيم، في إطار العمل الأمني الاستباقي الذي أثبت فاعليته في السنوات الماضية، بحيث لم يتم تسجيل أي حدث أمني كبير منذ فبراير (شباط) 2019، حين أقدم أحد العناصر اللبنانيين الذين كانوا يقاتلون في صفوف «داعش» في سوريا على استهداف آليتين للجيش وقوى الأمن الداخلي في مدينة طرابلس (شمالاً) عشية عيد الفطر.

وتأتي العملية التي تم تنفيذها في محيط السفارة الأميركية بعد أيام معدودة من إعلان الجيش اللبناني عن «توقيف 8 مواطنين، تبيّن بالتحقيق معهم أنهم من يحملون فكر التنظيم، واعترفوا، إضافة إلى قيامهم بأعمال سرقة من أجل تمويل مخططاتهم، بإطلاق النار على محال تجارية واستهداف آلية عسكرية، إلى جانب تصوير أحد مراكز الجيش اللبناني بنية استهدافه».

وسبق أن أعلن الجيش اللبناني في العامين 2021 و2022 عن سلسلة عمليات أمنية أسفرت عن توقيف خلايا مرتبطة بـ«داعش»، كان بعضها يتهيأ لتنفيذ «مخططات إرهابية».

وشهد لبنان بين عامي 2013 و2015 عدداً كبيراً من التفجيرات، أغلبها نفّذت بواسطة انتحاريين، دخلوا بسيارات مفخخة من سوريا إلى لبنان، والبعض الآخر عبر دراجات نارية مفخخة وأحزمة ناسفة أوقعت عشرات الضحايا.

ويشير مصدر أمني لبناني إلى أن «الوجود العسكري لـ(داعش) انتهى مع معركة (فجر الجرود) عام 2017، لكن المعركة الأمنية لا تتوقف ولا تنتهي؛ لأن الفكر الداعشي موجود وينمو في المجتمعات الفقيرة بشكل خاص، ومحاربة هذا الفكر ليست بالأمر السهل على الإطلاق»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «الأجهزة الأمنية لا تزال تتابع من كثب أي تحركات، وهي بالمرصاد دائماً لبعض الموجات التي تصل من دول أخرى، ولكن لا يتم الإعلان عنها حتى نتأكد من إيقاف كل أفراد الخلية».

ويرجح الخبراء أنه نتيجة فوضى السلاح، وخاصة في ظل العمليات العسكرية المستمرة جنوباً، ومشاركة مجموعات متعددة إلى جانب «حزب الله»، وكذلك نتيجة الأزمات السياسية المتواصلة، وأبرزها الشغور الرئاسي المتواصل منذ عام ونصف العام، فإن ذلك يؤدي إلى قيام بيئة مواتية للخلايا النائمة للتنظيمات المتطرفة.

ويوضح رئيس «مركز الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري» (أنيجما)، رياض قهوجي، أن «(داعش) يحتاج إلى بيئة ومناخ يساعدانه على التحرك. فظهوره في الساحتين العراقية والسورية في العام 2013 كان نتيجة ضعف الحكومات المركزية وجو الحرب الأهلية المذهبية – الطائفية التي كانت قائمة في ذلك الحين»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «في لبنان تم دحره من خلال عملية عسكرية واكبتها عمليات أمنية خاصة، ومناطق تواجد العناصر المتطرفة كانت محددة في الشمال وداخل المخيمات الفلسطينية كما في منطقة عرسال شرقاً، لكن بقيت خلايا للتنظيم بعد عملية (فجر الجرود)، وبقي العمل الأمني قائماً على ملاحقتها، ولم يكن ذلك بالأمر الصعب لأن البيئة اللبنانية لم تكن خصبة».

ويلفت قهوجي إلى أن «التنظيم يبحث دائماً عن ثغرات داخل الدول، وهي ثغرات تكون ناتجة من ضعف الحكومات المحلية وانتشار الفوضى والسلاح؛ لأن ذلك يسهّل عملهم وتحركهم. واليوم، ونتيجة الوضع في لبنان، وحاجة (حزب الله) إلى تنشيط عمل مجموعات سنية ليُظهر أن المقاومة في الجنوب ليست محصورة بفئة معينة، أدخل (الجماعة الإسلامية) في اللعبة، وبالتالي، عندما تصبح البيئة مواتية لتحرك المجموعات الإسلامية وتحريك سلاحها من دون أن يتم توقيفها؛ لأن هناك انتشاراً للسلاح غير الشرعي بشكل كبير في لبنان، يصبح عمل (داعش) وسواه ميسراً».

ويضيف قهوجي: «العملية التي شهدناها في محيط السفارة الأميركية قد نشهد المزيد منها في المرحلة المقبلة؛ نظراً للوضع المتفلت في لبنان، واستمرار تفلت الوضع في سوريا، حيث ينشط تنظيم (داعش) هناك أيضاً بشكل متزايد، كما أن له تواجداً في الساحة العراقية، أي أن هناك مجموعات يتم توجيهها من الخارج. أضف إلى ذلك أن وجود المخيمات السورية بالشكل العشوائي الذي تنتشر فيه، يجعل من الصعب على الأجهزة الأمنية القيام بعمليات استباقية لوقف المجموعات الإرهابية».

بولا اسطيح - الشرق الاوسط

اخترنا لكم
عودةٌ إلى الوراءِ!
المزيد
هل نحن مقبلون على حرب شاملة؟
المزيد
خوفًا من الصراع... شركات طيران تعلّق رحلاتها إلى الشرق الأوسط
المزيد
"شُحنَت في صيف 2022".. شركة "البايجر" وهمية؟
المزيد
اخر الاخبار
"خطواتٌ جديدة" على الحدود!
المزيد
بزشكيان: ندعو إلى وحدة المسلمين لوقف المجازر الإسرائيلية
المزيد
تعليق للشركة اليابانية حول انفجارات أجهزة اللاسلكي
المزيد
الحزب ينعى مؤسّس قوة الرضوان ابراهيم عقيل وهيئة أركانها
المزيد
قرّاء الثائر يتصفّحون الآن
هل نحن مقبلون على حرب شاملة؟
المزيد
عملية "بيجر"... إعلان حرب أم بداية تسوية؟
المزيد
السفير خليل كرم يعلن لائحة "تجـذر وصمـود" الاثنين!
المزيد
المجلس الوطني لثورة الأرز: السلطة القائمة تخرق الدستور ما يستدعي المساءلة القانونية
المزيد
« المزيد
الصحافة الخضراء
اتفاقية تعاون بين جمعيّتي "غدي" و"الملكية الاردنية لحماية الطبيعة" الناصر: حماية الطبيعة لا تعرف حدود، فهي مثل الطائر الذي يطير وينتقل من مكان إلى آخر غانم: نؤمن أن التعاون هو أرقى أشكال التطور
بيان للدفاع المدني بعد الانتهاء من عمليات إطفاء مطمر برج حمود
شكوى بجرائم بيئية ضد الدولة اللبنانية امام مجلس حقوق الانسان الدولي
محمية أرز الشوف في المنتدى الإقليمي للحفاظ على الطبيعة لدول غرب آسيا، هاني: نعمل مع شركائنا لزيادة المناطق المحمية
لجنة البيئة تواكب حريق المكب وتدعو لإقفال المطامر الشبيهة.. وياسين يعتذر
فياض: تنظيف مجاري الأنهر بمزايدات لتفادي الفيضانات وحماية البنى التحتية