#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
ستقرأونَ اليومَ وتسمعونَ اليومَ الكثيرَ منْ التكريمِ للعمالِ والموظفينَ والكادحينَ في لبنانَ والعالم.
وستُوَجَّهُ لهمْ آياتُ الشكرِ والتبجيلِ لِما يعيشونهُ ويعانون منهُ.
لكن،هلْ فكَّرنا للحظةٍ بالعاطلينَ عنْ العملِ في عيدِ العمالِ؟
أولمْ تُصبحْ نسبةُ العاطلينَ عنْ العملِ في لبنانَ أكثرَ أو توازي نسبةَ العمالِ... او المحسوبينَ على العمالِ وهمْ بالكادِ اساساً يتقاضونَ الحدَّ الأدنى للاجورِ،
حتى مع دفعهِ منْ قبلِ حكومةِ "النجيبِ"، او فلنقلْ مع "الروتوش" التي أُجرِيتْ عليهِ وجاءتْ على طريقةِ منَحٍ او تعويضاتٍ ليسَ إلاَّ...
نعم، منذُ ما قبلَ العام 2019 وبعده نعيشُ كمجتمعِ أزمةِ بطالةٍ حادةٍ، ونسبةُ العاطلينَ عنْ العملِ تُقاربُ الــ 37 % بالارقامِ الرسميةِ، ولكنها بالحقيقةِ تتخطى الــ 40 % منها.
فماذا سنفعلُ لهؤلاءِ، وماذا قدَّمنا خُططاً حتى لا نجعلَ خريِّجي الجامعاتِ والمعاهدِ او ابناءَ المناطقِ البعيدةِ النائيةِ يغرقونَ في الرذيلةِ والممنوعاتِ او يفتشونَ عنْ بابِ هجرةٍ حتى ولو كانتْ بالبحرِ.
ولعلَّ ما فاقمَ الأزمةَ ويُفاقمها، منْ إقفالِ المؤسساتِ وإفلاسِها، إلى تراجعِ الاعمالِ والاستثماراتِ والمشاريعِ،
إلى الحربِ بكلِّ تداعيَاتها جنوباً، أزمةُ النزوحِ السوريِّ التي جعلتْ الشرعيَّ وغيرَ الشرعيِّ منْ النازحينَ السوريينَ يعملُ ما يحقُّ لهُ كنازحٍ وما لا يحقُّ لهُ:
في الزراعةِ والصناعةِ والطبابةِ والمطاعمِ والصرافةِ والثيابِ والهندسةِ وكلِّ اعمالِ المتعهدينَ اللبنانيينَ.
***
فماذا يبقى للبنانيِّ حتى يعملَ؟
ومنْ يحمي حقوقهُ منْ المنافسةِ غيرِ المشروعةِ، ومنْ الحماياتِ التي تؤمَّنُ لهؤلاءِ على يدِ سياسيينَ واحياناً امنيينَ واحياناً قضاةٍ وغيرهمْ...
كلُّ ذلكَ يُفاقمُ مسألةَ "العمالةِ" في لبنانَ ويَطرحُ على الطاولةِ أزمةَ البطالةِ على مصراعيها ولا سيما في اوساطِ الشبابِ في الاطرافِ وخريِّجي الجامعاتِ وبعضِ المعاهدِ الفنيةِ وغيرها ..
وحتى الذينَ يعملونَ فماذا يقبضونَ؟
هلْ هناكَ مشهدٌ أكثرُ حزنا منْ مشهدِ عسكريٍّ متقاعدٍ او عسكريٍّ لا يزالُ في السلكِ يَغسلُ سياراتٍ او يحملُ عرباتَ الخضارِ في السوبرماركت والمحالِّ التجاريةِ... عنْ أيِّ عيدِ عمالٍ نتكلمُ؟
كلُّ عامٍ وأنتمْ بألفِ خيرٍ وبركةٍ ، اعودُ إليكمْ قرَّائي أحبائي صباحَ يومَ الجمعةِ.