#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
عندما يقولُ جيشُ العدوِّ الاسرائيليِّ أننا بدأنا الاستعدادَ للانتقالِ منْ الدفاعِ إلى الهجومِ في الجبهةِ الشماليةِ مع لبنان، فهلْ هذا يعني حُكماً أنَّ الحربَ قد بدأتْ،
أم أنَّ ما يُقالُ لا يتعدَّى كونهُ منْ بابِ التهويلِ الاضافيِّ ردَّاً على ما يُحكى عنْ سيناريوهاتٍ للردِّ على قصفِ القنصليةِ الايرانيةِ في دمشق؟
التساؤلاتُ كبيرةٌ وخطيرةٌ في اسبوعٍ يبدو مفصلياً نتيجةَ ما يتمُّ تداولهُ منْ اخبارٍ عنْ تحضيراتٍ وقائيةٍ في كثيرٍ منْ الدولِ المعنيةِ بالصراعِ، خشيةَ ردَّاتِ فعلٍ تليها ردَّاتُ فعلٍ مقابِلةٌ لتبدأ معها الحربُ.
ولكن، لماذا في هذا التوقيتِ بالذاتِ يتحدَّثُ جيشُ العدوِّ عنْ الإستعدادِ للهجومِ،
ماذا تبدَّلَ؟ وما هو نوعُ هذا الهجومِ؟ هلْ هو توغُّلٌ بريٌّ أم سيناريو لضرباتٍ متتاليةٍ وعنيفةٍ منْ الجوِّ؟
وما هو المدى الجغرافيُّ لهذا الهجومِ وما هي اهدافهُ؟هلْ هو بُنى تحتيةٌ للدولةِ اللبنانيةِ جنوباً أم يصلُ إلى بيروت؟
واساساً ما الذي يتبدَّلُ بعدَ هذا الكلامِ ما دامتْ الطائراتُ الاسرائيليةُ والمسيَّراتُ تُغيرُ أينما كانَ وساعةَ ما تريدُ وكيفما كانَ في الجنوبِ وبعلبك والبقاعِ الغربيِّ، فماذا يعني إذاً الاستعدادُ للهجومِ؟
وهلْ كانتْ اسرائيلُ تدافعُ عنْ نفسها عندما تقصفُ بنى تحتيةً ومخازنَ اسلحةٍ او اهدافاً في بعلبك على بعدِ مئاتِ الكيلومتراتِ منْ حدودها الشماليةِ؟
***
نحنُ امامَ عدوٍّ يستفزُّ الجميعَ والدولَ والانظمةَ والشعوبَ، ما يرتكبهُ في غزة مروراً لِما يُحضِّرهُ لرفح وصولاً إلى لبنانَ حيثُ الايامُ والاسابيعُ المقبلةُ قد تكونُ حافلةً بأحداثٍ وتطوُّراتٍ خطيرةٍ لا يُعرفُ مداها،
والخوفُ أنْ تكونَ محطةُ عيدِ الفطرِ فاصلةً لحسمِ الخياراتِ وتحديدِ الوجهاتِ...
فكيفَ سيواجهُ لبنانُ الرسميُّ وبأيِّ ادواتٍ؟
وهلْ منْ إمكانيةٍ باقيةٍ لديهِ لمقاومةِ حربٍ تدميريةٍ؟
منْ ينقذنا منْ هذا النفقِ المظلمِ الذي لم نعدْ نَعرفُ كيفَ نَخرجُ منهُ، بينما نعرفُ للأسفِ منْ أدخلنا إليهِ...!