#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
انشغلنا في الساعاتِ الماضيةِ بخبرِ فرارِ احدِ الموقوفينَ النافذينَ منْ سجنٍ تابعٍ لجهازِ امنِ الدولة، لِيُعادَ إلقاءُ القبضِ عليهِ داخلَ الاراضي السوريةِ بتعاونٍ بينَ الامن العام اللبنانيِّ وامنِ الدولةِ والاجهزةِ الامنيةِ السوريةِ.
هذا الموقوفُ الذي تربطهُ علاقةٌ وثيقةٌ بالبعضِ في سوريا، لهُ علاقاتٌ وثيقةٌ ايضاً بالقضاءِ والامنِ والسياسةِ في لبنانَ، مِما ساعدهُ على التفلُّتِ منْ العقابِ عدَّةَ مرَّاتٍ.
ما يهمُّ في المسألةِ أنَّ القضاءَ العسكريَّ حقَّقَ مع رئيسِ الجهازِ الذي تمَّ التوقيفُ اساساً فيهِ، واصدرَ مذكرةَ توقيفٍ بالعميدِ المسؤولِ عنْ السجنِ.
بحدِّ ذاتها، خطوةُ المحاسبةِ والمساءلةِ جيدةٌ وتستحقُ التنويهَ في بلدٍ كلبنانَ يظنُ الجميعُ فيهِ أنهُ خارجُ المساءلةِ والمحاسبةِ،
ويُصبحُ سياسيون ونوابٌ ووزراءُ وقضاةٌ وموظفونَ عامُّونَ وعسكرٌ فوقَ القانونِ.
***
ولكنْ ماذا عن الملفَّاتِ الاخرى، وماذا عنْ الملفَّاتِ العالقةِ امامَ محاكمِ التمييزِ وامامَ المجلسِ العدليِّ او امامَ القضاةِ العدليينَ، ولعلَّ أبرزها قضيةُ إنفجارِ مرفأِ بيروت ونحنُ ندخلُ الاسبوعَ المقبلَ مع اعتصامِ الاهالي في الرابعِ منْ كلِّ شهرٍ، ندخلُ في محطةٍ جديدةٍ منْ محطاتِ الإنتظارِ.
ولعلَّ "الفرحةَ" بعودةِ التحقيقِ مع طارق البيطار لم تصلْ إلى "القرعة" مع إستمرارِ التعقيداتِ المحيطةِ باجتماعِ محكمةِ التمييزِ ومجلسِ القضاءِ الاعلى،
وهذا يعني مزيداً منْ الإنتظارِ الذي يعيشهُ الاهالي بحرقةٍ فيما بعضهمْ استسلمَ وتعبَ.
هي جلجلةٌ طويلةٌ يعيشها اللبنانيونَ ومنهمْ اهالي الضحايا،
واليومَ في كلِّ منزلٍ ضحيةٌ: ضحيةُ الاهمالِ، ضحيةُ الجوعِ، ضحيةُ الفَقرِ،ضحيةُ البطالةِ، ضحيةُ غيابِ الاستشفاءِ، ضحيةُ اليأسِ..
فمتى قيامةُ هؤلاءِ؟ ومتى يأتي النورُ إلى بيوتهمْ وقلوبهمْ وعيونهمْ؟
***
في الاعيادِ نستعيدُ كما كلَّ يومٍ جزءاً مِما يعانيهِ الناسُ ونطلبُ برجاءٍ كبيرٍ عبوراً لهؤلاءِ نحوَ الفرحِ والحياةِ بعدَ موتِ القبورِ.
فمتى يتحقَّقُ ذلكَ؟