#الثائر
في ظل التبدل المناخي على صعيد العالم، يتأكد سنة بعد سنة، أن لبنان بات في قلب معادلة تغيّر المناخ، وهذا ما نلمسه في تغير الفصول، ولهذا الأمر تبعات خطيرة على التنوع الحيوي، فضلاً عن الحرائق، والقضاء على مساحات واسعة من الغابات.
أما الطامة الكبرى فهي أنه،
بدأ موسم هجرة الطيور فوق لبنان، ومعه بدأ موسم القتل العشوائي الذي يمارسه حتى الفتية، الذين كثيراً ما يُشاهد العشرات منهم يمتشقون بنادق الصيد أو أسلحة حربية، مقبلين بفرح على قتل الطيور العابرة، وبات الأمر لديهم كتقليد متوارث، ومظهر من مظاهر "البطولة" الزائفة.
اما ظاهرة الصيد العشوائي، التي لم يوضع لها حد نهائي الى يومنا هذا، جعلت الطيور المتبقية تواجه خطر الانقراض، بعد ان انقرض بعضها، تبعا لمراكز أبحاث علمية محلية.
كما بات الخطر جليا على غابات الصنوبر المتبقية، بعد أن أصبحت المشكلة التي تتجدد كل عام، أكبر وأخطر من السابق، خصوصاً بعد أن عادت “دودة الصندل”، وقد وجدت جواً يساعد على تكاثرها، مع غياب أعدائها الطبيعيين من الطيور والحشرات، لتشكل خطراً مؤكدا يهدد الشجر وصحة الانسان.
وناشد الأهالي الذين يجاورون المناطق الحرجية، التي يوجد فيها أشجار صنوبر حرجية، عبر "غدي نيوز" الجهات المعنية، بالتدخل الفوري، وخصوصا الجيش اللبناني والبلديات، من أجل معالجة هذه الآفة، ورش الأحراج المصابة والمتضررة بهذه الحشرة،، قبل استفحال ضررها".
الصنوبر
عادت أحراج الصنوبر لتكون من جديد في دائرة الخطر، مع ظهور يباس عدد كبير من الأشجار، بسبب أحد أخطر أمراض الصنوبر. فأنّى توجهنا نجد أشجاراً معمرة، تحولت إلى كتلة يابسة، لا أثر فيها لحياة. ما يعد كارثة اقتصادية وبيئة ومناخية.
ليست الحشرات السبب الوحيد، بل أن قلة المتساقطات، والجفاف لسنوات عدة متتالية، وتغيرات المناخ ساهمت بتدهور مناعة الأشجار، وهذا المناخ هو الأكثر ملائمة لتكاثر الخشبيات، كما أن التقليم (التشحيل) الجائر، يزيد من ضعف الشجرة، وحتى التقليم العادي، فالشجرة بعد التشحيل تفرز مواداً تربنتينية تجذب الحشرات، لذا يُمنع خلال الإصابة بهذه الآفة التشحيل".
هذا وتشكل شجرة الصنوبر العمود الفقري لاقتصاد المتن الأعلى، وبعض مناطق عاليه وجزين والشوف، ما يعني تراجع الانتاج، وتقلص المساحات الخضراء، فضلاً عن أن كل شجرة صنوبر، تنفث يومياً أكثر من 200 ليتر من الاوكسيجين، ما يؤشر إلى أن يباس الأشجار يسبب فقدان لبنان لاهم مقوماته الطبيعية والمناخية.
ويشكل مرض يباس الصنوبر مشكلة تفترض اهتماماً يوازي خطورتها، ذلك أن المعالم الخضراء هي صنوبر لبنان وأحد أهم معالمه الطبيعية والسياحية والاقتصادية والمناخية.
وتبقى المعالجة برسم وزارة الزراعة، لتبدد مخاوف المزارعين، ولا سيما أولئك الذين لا يملكون إلا شجرة الصنوبر سبيلاً للقمة عيش حرة كريمة.
ما هي دودة الصندل؟
اسمها العلمي Thaumetopoea، أما في لبنان فتعرف باسم “دودة الصندل”، وأسماء عدة تختلف باختلاف المناطق، وهي حشرة تصنف “كارثية”، كونها تصيب الشجر وتقضي عليه في غضون أسبوعين، ولا ينجو البشر من لدغاتها وما تتسبب به من حساسية تتطلب في معظم الاحيان علاجا، وقد تعاظم خطرها هذا العام، حتى باتت تهدد كافة الأحراج اللبنانية، من الشمال إلى الجبل والبقاع، وصولا إلى الجنوب بسائر مناطقه ومدنه وبلداته وقراه.
تنتمي “دودة الصندل” إلى فصيلة الفراشات التي تعرف بـ “فراش الليل”، من المعروف عنها انها تبدأ رحلتها في شهر أيلول (سبتمبر)، فتضع بيوضها على الأشجار الصمغية، وفي شهر تشرين الأول (أكتوبر) تفقس هذه البيوض لتخرج منها دودة تقوم بدورها في نسج خيوط حول براعم الصنوبر وأنواع أخرى من الأشجار، ولا سيما منها السنديان والبلوط، وفي شهري شباط (فبراير) وآذار (مارس) تخرج الدودة من العش الذي نسجته، لتبدأ بعملية التهام أوراق أغصان الشجرة وصولا الى التربة، حيث تنسج شرنقة حول نفسها يخرج منها بعد عدة شهور فراشة تعاود دورة جديدة في رحلة الفراشات، وتقضي “دودة الصندل” على الاوراق، ما يعطل عملية التمثل الضوئي (الكلوروفيل)، ما يؤدي إلى يباسها، وبالتالي موتها، وخسارة كل شجرة تعني خسارة نحو 200 ليتر من الأوكسيجين يوميا، عدا عن الأضرار البيئية الأخرى، هذا على صعيد النبات، أما أضرارها على الإنسان فمن المؤكد انها مؤذية جدا، لما تسببه من حساسية وطفح جلدي وبعض الإصابات في العيون.