#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
حديثُ "النجيبِ" التلفزيونيُّ يُوحي وكأنهُ الحاكمُ بأمره،
والمُلِمُّ بكلِّ الملفَّاتِ والمفاوضُ الاساسيُّ في الحربِ والسلمِ والممسكُ بقرارِ الحربِ او السلامِ..
وهو وإذ يتحدَّثُ عنْ سلَّةِ التفاهماتِ التي تُواكبُ "تفاهمَ غزة" وهدنةَ رمضان في غزة، يُعلنُ أنهُ المُمسكُ بقرارِ الجنوبِ وانتشارِ الجيشِ جنوباً وتنفيذِ القرارِ 1701 .
"سَمَّعَ" النجيبُ درسهُ وأوصلَ رسائلهُ للاميركيينَ وللفرنسيينَ ولاسرائيل وحزبِ اللهِ، وتحدَّثَ عنْ إتصالٍ منْ آموس هوكستين في الايامِ المقبلةِ لبلورةِ نتائجِ زيارةِ المُوفدِ الاميركيِّ إلى اسرائيل، ولعلَّ السؤالَ الاساسيَّ:
هلْ نسيَ "النجيبُ" أنهُ قالَ قبلَ اشهرٍ أنَّ قرارَ الحربِ والسلمِ ليسَ في يدِ الحكومةِ..
فعلى أيِّ اساسٍ "يُفتي" بالتفاوضِ والاستقرارِ والهدنةِ و 1701 وانتشارِ الجيشِ؟
***
هلْ سلَّمهُ حزبُ اللهِ جوابهُ فسارعَ لبثِ اجواءٍ تفاؤليةٍ عشيةَ شهرِ رمضان المبارك،
أم أنهُ زجَّ نفسهُ زجَّاً في ملفٍّ لا دخلَ لهُ فيهِ ولا قدرةَ لهُ على تقديمِ أيِّ إلتزامٍ فيهِ، طالما أنَّ القرارَ ليسَ عندهُ.
نحنُ امامَ غوغائيةٍ مجانيةٍ تُطرحُ في الاعلامِ فيما نعلمُ أنَّ القرارَ بيدِ العدوِّ الاسرائيليِّ والذي يبدو للأسفِ وكأنهُ أتَّخذَ قرارهُ بالحربِ رغمَ كلِّ شيءٍ، فما الذي يجبرهُ على التراجعِ وما الذي يَجبرُ حزبَ اللهِ على التنازلِ؟
***
كانَ الأجدى "بالنجيبِ" أنْ يتحدَّثَ بملفَّاتٍ يمتلكُ القرارَ فيها،
وهلْ يُعقلُ مثلاً أنَّ رئيسَ حكومةٍ يطلُّ على الناسِ ولا يشرحُ ما مصيرُ رواتبهمْ،
ولا تعويضاتهمْ،
ولا عملتهمْ،
ولا ودائعهمْ، ولا الكهرباءُ ولا الدواءُ ولا المدارسُ،
ولا الامتحاناتُ،
ولا حتى خارطةُ طريقٍ لخطَّةِ طوارىءَ جدِّيةً، وليسَ على الورقِ إذا وقعتْ الحربُ...
"ليتنا لم نُضيِّعْ وقتنا"!