#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
في موازاةِ الانتظارِ المُقلقِ لنتائجِ محادثات آموس هوكستين في اسرائيل بعدَ زيارتهِ بيروت، والتي تنتظرُ بدورها ما سينتجُ عنْ مفاوضاتِ الهدنةِ في غزة،
يعيشُ الداخلُ اللبنانيُّ انتظاراتٍ اخرى لمهماتٍ مستحيلةٍ، عدا عنْ الوضعِ العسكريِّ منْ الرئاسةِ المقفلةِ إلى الاصلاحاتِ الاقتصاديةِ المعلَّقةِ وصولاً إلى الملفَّاتِ الحياتيةِ المعطَّلةِ.
ويبدو حديثُ رئيسِ حكومةِ تصريفِ الاعمالِ "النجيبُ" التلفزيونيُّ ضرباً منْ ضروبِ الخيالِ، وبيعاً جديداً للاوهامِ والاحلامِ،
ومحاولةً مستميتةً للدِّفاعِ عنْ مشاريعهِ وعنْ أفكارهِ بعدما أنكشف امامَ الداخلِ والخارجِ.
ولعلَّ المأزقَ الحقيقيَّ اليومَ هو في ما ستخلُصُ إليه الطعونُ في الموازنةِ، فبعدَ قبولِ الطعنِ حتى الساعةَ بــ 14 مادةً منْ الموازنةِ، تبقى الطعونُ المقدَّمةُ منْ حزبِ الكتائبِ ببنودٍ اخرى في الموازنةِ .
فما الذي سيبقى منْ هذهِ الموازنةِ، وكيفَ ستُطبَّقُ، وما مصيرُ البنودِ المردودةِ وعلى ايَّ اساسٍ سيتمُّ إحتسابُ بعضِ الضرائبِ والرسومِ المقبولِ الطعونُ بها؟
***
نحنُ امامَ فوضى جديدةٍ منْ ضمنِ سلسلةِ الفوضى التي نكتبُ عنها منْ دونِ ايِّ اعتبارٍ، لا لمصالحِ الناسِ ولا لاوضاعهمْ ولا لقانونٍ ولا لدستورٍ ولا أنظمةٍ.
والامرُ مماثلٌ على صعيدِ سعرِ الصرفِ، فحتى الساعةَ لم تحدِّدْ وزارةُ المالِ سعراً لصرفِ الدولارِ، فهلْ يبقى على الــ 15 الفاً أم 25 الفاً أم 89.500 ليرة.
في وقتٍ يتشاطرُ حاكمُ المركزيِّ بالإنابةِ بإحتسابِ ارقامِ الاحتياطيِّ، وكيفَ زادتْ الارقامُ في عهدهِ،
وكأنهُ نسيَ أنهُ لا يَصرفُ ايَّ دولارٍ لدعمِ ادويةِ الناسِ ولا الكهرباءِ ولا الاستشفاءِ وأنهُ يستعملُ اموالَ "الحساب 36" لشراءِ الدولارِ،
فيما يقنِّنُ في الوقتِ نفسهِ العملةَ اللبنانيةَ كما العملةَ الصعبةَ على المصارفِ...
فعنْ ايِّ إنجازٍ يتحدَّثُ؟
***
ولعلَّ الطامةَ الكبرى ما يجري على صعيدِ التعويضاتِ والمنحِ للموظفين وللعسكريين وللمتقاعدينَ،وعنْ العشوائيةِ في إعطاءِ هذهِ التعويضاتِ منْ دونِ أنْ نعرفَ حقيقةَ مصدرِ هذهِ الاموالِ التي ستُعطى،
والتي لم ترضِ احداً حتى الساعةَ،
وحتى لنْ يُعرفَ كيفَ ستصرفُ، ومنْ يراقبها..
تخبُّطٌ يُقاربُ العبثيةَ في إدارةِ الدولةِ.
ولكنْ منْ يُحاسبُ؟