#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
ليسَ غريباً أمرُ بعضِ نوابِ الأمَّةِ الذينَ ذهبوا إلى لندن للقاءاتٍ صارتْ ممجوجةً وغيرَ معروفةِ الأهدافِ وفولكلوريةٍ وسياحيةٍ.
لكنَّ الغريبَ تزامنُ زيارةِ حاكمِ المركزيِّ بالإنابةِ وسيم منصوري مع هؤلاءِ النوابِ وإلقاؤهُ كلمةً في الجالية اللبنانيةِ وامامَ النوابِ،
الذينَ كانوا يَهزُّونَ برؤوسهمْ ترحيباً وموافقةً على كلامِ منصوري،
منْ دونِ أنْ يُدركوا أنهمْ همْ ايضاً يتحمَّلونَ المسؤوليةَ بالتقصيرِ عنْ التشريعِ وعنْ الإصلاحاتِ.
واللافتُ في كلامِ منصوري الذي صارَ يُشبهُ بعضَ السياسيينَ ببيعِ الاوهامِ والشعاراتِ والمواقفِ الشعبويةِ،
أنهُ تحدَّثَ عنْ إنجازاتهِ بزيادةِ إحتياطي الدولارِ في مصرفِ لبنانَ منذُ تسلُّمهِ بقيمةِ تسعماية مليونِ دولارٍ،
وإنَّ إعادةَ اموالَ المودعينَ بحاجةٍ إلى المحاسبةِ وإلى القضاءِ ليُحاسِبَ أينَ ذهبتْ أموالُ المودعينَ وكيفَ تبدَّدتْ.
***
ولعلَّ المستغربَ أنَّ منصوري يتنكَّرُ لمسؤوليتهِ هو أساساً عندما كانَ نائباً لحاكمِ المركزيِّ المسؤولَ مع الدولةِ عنْ تطييرِ أموالِ المصارفِ وأموالِ المودعينَ...
فهلْ حاسبَ نفسهُ منصوري؟
أم يتنكَّرُ لتواقيعهِ على اجتماعاتِ المجلسِ المركزيِّ سابقاً لمصرفِ لبنانَ؟
وإستطراداً وفي مجالِ الحديثِ عنْ المحاسبةِ...
أينَ وما هو مصيرُ تقريرِ ألفاريز اند مارسيل؟
ألمْ يتمَّ إنتزاعُ اقسامٍ منهُ خدمةً لإهدافٍ سياسيةٍ؟
أولم يكنْ استعمالُ هذا التقريرِ مُخالفاً للقانونِ؟
وإستطراداً لو كانتْ هناكَ جرائمُ نصَّ عليها التقريرُ، فلماذا لم يتمَّ البدءُ بملاحقةِ المجرمينَ؟
***
أضفْ إلى ذلكَ يقولُ منصوري أنهُ تمَّ تجميعُ 900 مليون دولارٍ في الاحتياطيِّ...
هلْ سألَ نفسهُ لماذا؟
أوليسَ وقفُ الدَّعمِ على الادويةِ والكهرباءِ والاستشفاءِ والجيشِ واللوازمِ الطبيةِ وغيرها، هو ما أدخلَ هذا الاحتياطيِّ إلى مصرفِ لبنانَ،
على حسابِ صحةِ الناس، مِما جعلَ الحكومةَ تلجأ إلى اموال السحبِ الخاصِ منْ صندوقِ النقدِ وتُبدِّدها؟
فمنْ أينَ سيأتي الدعمُ اليومَ للجيشِ وبعضِ ادويةِ السرطانِ والكلى وغيرها عندما نحتاجُ اليها؟
***
ولعلَّ ما يُضحكُ،
المسارُ الذي تحدَّثَ عنهُ منصوري لإعادةِ اموالِ المودعينَ،
وكأنَّ هؤلاءَ لا يزالونَ يُصدِّقونَ كلَّ منْ يمتُّ إلى هذهِ المنظومةِ إياها بصلةٍ!