#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
فيما الحديثُ يتعزَّزُ عنْ وساطاتٍ لهدنةٍ بينَ العدوِّ الاسرائيليِّ وحركةِ حماس بانتظار وصولِ وزيرِ الخارجيةِ الاميركيِّ انطوني بلينكن نهايةَ الاسبوعِ إلى اسرائيل وبعضِ دولِ المنطقةِ،
جاءتْ الخطوةُ الاسرائيليةُ باقتحام مستشفى ابن سينا وقتلِ مقاتلينَ جرحى منْ حماس داخلَ المستشفى، لتضعَ على المحكِّ منْ جديدٍ القواعدَ الانسانيةَ للتعاملِ خلالَ الحروبِ.
فرغمِ ما صدرَ عنْ المحكمةِ الدوليةِ، ورغمَ كلِّ الإداناتِ العربيةِ والغربيةِ لِما تقومُ بهِ اسرائيل، يستمرُّ خرقُ كلِّ الاعرافِ والقوانينِ والنُّظمِ الدوليةِ تحتَ عنوانِ امنِ اسرائيل.
وتطرحُ على البساطِ مسألةُ الهدنةِ أم لا ...
ومع ذلكَ ثمَّةَ رِهانٌ كبيرٌ على هذهِ الهدنةِ التي توقِفُ
العملياتَ العسكريةَ وتفتحُ البابَ لتبادلِ الأسرى.
***
لكنَّ الخوفَ أنْ تكونَ هذهِ الهدنةُ على حسابِ لبنانَ والجنوبِ.
وهنا تُبدي مصادرُ ديبلوماسيةٌ عسكريةٌ تخوُّفها منْ أنْ يعمدَ الجيشُ الاسرائيليُّ وبعدَ سحبِ بعضِ قواتِ النُّخبةِ منْ غزة (وتبدو كإستراحةِ المحاربِ) إلى التفرُّغِ للجبهةِ الشماليةِ اي الحدودِ مع لبنانَ،
وهنا يأتي كلامُ وزيرِ الدفاعِ الاسرائيليِّ امامَ ضباطهِ، حينَ يَعدُّ بالتحرُّكِ بالايامِ المقبلةِ باتجاهِ الجبهةِ الشماليةِ...
هلْ نحنُ امامَ تهويلٍ، أم امامَ قرارٍ جديٍّ بالحربِ قد تلاقيهِ واشنطن في أيِّ لحظةٍ بعملياتٍ ضدَّ مواقعِ ميليشياتٍ قريبةٍ منْ ايران؟
وأينَ وماذا سيكونُ موقفُ ايران وحزبِ اللهِ مِما قد يجري،
بعدما صارَ واضحاً أنَّ القرارَ ليسَ بالإنخراطِ بالحربِ لِما لها منْ كلفةٍ عاليةٍ على الطرفينِ.
***
وحتى بالنسبةِ لواشنطنْ فهي تعلمُ رغمَ الحساباتِ الانتخابيةِ الرئاسيةِ، أنَّ قرارَ التوغُّلِ بالحربِ الواسعةِ والاقليميةِ مُكلفٌ وكبيرٌ وخطيرٌ،
والدَّليلُ على ذلكَ التريُّثُ في الردِّ على حزب اللهِ العراقيِّ بعدَ الاشتباهِ بدورهِ في الاعتداءِ على القاعدةِ الاميركيةِ في الاردن.
***
نحنُ في سباقٍ بينَ التهوُّرِ الاسرائيليِّ نحوَ حربٍ واسعةٍ والحساباتِ الاميركيةِ الانتخابيةِ الرئاسيةِ،وبينَ الحذرِ الايرانيِّ...
فمنْ يسبقُ مَنْ إلى الحربِ الواسعةِ او إلى التسويةِ الشاملةِ؟