#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لم يسبقْ لأيِّ رئيسِ حكومةٍ أنْ خاطبَ مجلساً نيابياً بالطريقةِ التي خاطبَ فيها "النجيبُ" المجلسَ النيابيَّ رئيساً ونواباً.
وبغضِّ النظرِ عنْ رأينا بمناقشاتِ النوابِ العقيمةِ للموازنةِ منْ دونِ الدخولِ في بنودها، فلا يُعقلُ لرئيسِ حكومةِ تصريفِ الاعمال أن يتوجَّهَ إلى النوابِ بالقولِ:
"روحوا انتخبوا رئيس وحلُّوا عنَّا"...!
أليسَ هذا "النجيبُ" مسؤولاً امامَ المجلسِ النيابيِّ الذي منْ أُولى واجباتهِ المراقبةُ والمحاسبةُ والمساءلةُ عنْ اعمالِ الحكوماتِ...؟
هلْ يَطلبُ "النجيبُ" منْ النوابِ السكوتَ عنْ ارتكاباتهِ،وعنْ موازنةٍ أُرسلتْ بارقامٍ هجينةٍ ومصطنعةٍ؟
ولولا تدخُّلُ لجنةِ المالِ والموازنةِ بتعديلاتها لكانتْ الكارثةُ وقعتْ، ومع ذلكَ...
لا يُمكنُ التكهُّنُ "بصفرِ عجزٍ" مع الارقامِ غيرِ الدقيقةِ، إنْ لجهةِ الوارداتِ او لجهةِ النفقاتِ...
***
وتِبعاً لذلكَ... هلْ يُعقلُ أنْ لا يحتملَ صدرُ نجيب ميقاتي انتقاداتِ النوابِ للموازنةِ المعدَّلةِ؟
فكيفَ إذاً لو جاءتْ الموازنةُ إلى الهيئةِ العامةِ كما أرسلتها حكومتهُ، فماذا كانَ ليفعلَ؟
وللأمانةِ نعتقدُ أنَّ النوابَ أنصفوا "النجيبَ" لأنهمْ لم يطالبوا بمحاسبتهِ وتحويلهِ إلى القضاءِ إثْرَ كلِّ الصرفِ الذي تمَّ منْ اموالِ السحبِ الخاصِ او عبرَ سلفاتِ الخزينةِ، بشكلٍ لا يقبلهُ عقلٌ ومنْ دونِ أنْ يرجعَ للمجلسِ النيابيِّ او للهيئاتِ الرقابيةِ...
الرقمُ المعلنُ فقط للسحوباتِ منْ السحبِ الخاصِ مليارٌ ومئتان وخمسونَ مليونَ دولارٍ و 80 الفَ مليارِ ليرةٍ سلفاتَ خزينةٍ.
وهذا كلُّهُ منْ دونِ علمِ احدٍ... فقط "النجيبُ" وحكومتهُ.
ألا يصحُّ هنا طرحُ الصوتِ بدلَ صراخِ "النجيبِ" :
"لو سَمَحتْ إنتَ حِلْ عنَّا"، بدلَ أنْ تقولَ للنوابِ حلُّوا عنَّا...!