#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
في كلِّ لحظةٍ،على كلِّ طريقٍ، وفي أيِّ محطةٍ تُعرِّي الطبيعةَ وحدها، ومنْ دونِ أيِّ طرفٍ آخرَ،
السلطةُ الفاسدةُ في لبنانَ والتي سرقتْ على مدى سنواتٍ طويلةٍ اموالَ الدولةِ والمساعداتَ والبرامجَ الدوليةَ للبنى التَّحتيةِ،
فإذا بها تنفِّذها اسوأَ تنفيذٍ وبأغلى الاسعارِ ليعودَ المواطنُ فيغرقَ فيها بالسيولِ او تنهارَ عليهِ الجسورُ او تقتلهُ عتمةُ الطرقاتِ،
وهذا ما جرى ليلَ السبتِ الاحدِ على الطرقاتِ وتحديداً قربَ "الفوروم" والكرنتينا و"نهر بيروت" يدلُّ على مدى إستهتارِ هذهِ المنظومةِ بالناسِ الذينَ غرقوا وجَرفتْ السيولُ سياراتهمْ و"تبهدلوا" على الطرقاتِ التي حُوِّلَ السيرُ منها إلى شوارعَ فرعيةٍ ضيِّقةٍ تغرقُ بالعتمةِ وبالوحشةِ.
وما يُبكي أنَّ عناصرَ الدفاعِ المدنيِّ والبلدياتِ وإطفاءِ بيروت كانوا وحدهمْ على الطرقاتِ تحتَ "الطوفانِ" يرشدونَ الناسَ منْ دونِ بذلاتٍ حتى، وهمْ الذينَ بالكادِ يقبضونَ ثمنَ ربطاتِ الخبزِ.
***
أيُّ بُنى تحتيةٍ نعيشُ في ظلِّها لبلدٍ غرقَ في الديونِ وصرفَ عشراتَ الملياراتِ منْ الدولارِ على قطاعاتٍ سقطتْ؟
فماذا عنْ الطرقاتِ؟
ماذا عنْ الكهرباءِ التي دفعنا عليها 50 مليارَ دولارٍ ولا كهرباءَ؟
ماذا عنْ شبكاتِ الأليافِ الضوئيةِ للانترنتْ والاتصالاتِ وأغلبيةِ المنازلِ والمؤسساتِ لم تصلْ إليها؟
ماذا عنْ النفاياتِ وأزمتها التاريخيةِ، ونصفُ محطاتِ الفرزِ او الحرقِ هالكةٌ فيما صارتْ المكبَّاتُ والمطامرُ غيرَ قادرةٍ على الاستيعابِ، وتُهدِّدُ بأزمةٍ منْ جديدٍ؟
نغرقُ بالأزماتِ ولا منْ ينتشلنا، والاسوأُ أننا حتى منْ خلالِ التشريعِ نختلقُ أزماتٍ،
وها هي أزمةُ ردِّ قوانينَ شرَّعها مجلسُ النوابِ تثيرُ المزيدَ منْ العواصفِ الاجتماعيةِ والاقتصاديةِ والدستوريةِ...
***
لم يكنْ ينقصُ البلادَ منْ فوضى إلاَّ وقد زادتها الانقساماتُ حيالَ ما يجري على الحدودِ مواكبةً لحربِ غزة...
وها هي محاولةُ تسلُّلِ عناصرَ منْ "الحزبِ" إلى داخلِ الاراضي المحتلةِ، يفتحُ منْ جديدٍ النقاشَ حولَ إنخراطِ لبنانَ في الحربِ بعدَ مئةِ يومٍ على الحربِ في غزة...
فإلى أينَ منْ هنا وسطَ السيناريوهاتِ المتشائمةِ التي يُصدرها الخبراءُ العسكريونَ ولا سيما مع تصاعدِ التوتُّرِ بشكلٍ كبيرٍ في البحرِ الاحمرِ؟