#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
وسطَ حالاتِ القلقِ والتوتُّرِ والقصفِ والعملياتِ العسكريةِ، تعيشُ البلادُ هبَّاتٍ باردةً حيناً وهبَّاتٍ ساخنةً حيناً آخرَ على خطِّ المفاوضاتِ،
لتجنيبِ لبنانَ إنهياراً عسكرياً كبيراً، ولفتحِ الطريقِ امامَ تسويةٍ سياسيةٍ كبيرةٍ لها علاقةٌ بالقرارِ 1701، كما بترسيمِ الحدودِ البريةِ وإزالةِ الشوائبِ منْ امامِ الإشكالاتِ في الترسيمِ البحريِّ وصولاً إلى مزارعِ شبعا.
وحتى الساعةَ، لا يُعرفُ لماذا يتمُّ ضخُّ هذه الاجواءِ الايجابيةِ عشيَّةَ عودةِ آموس هوكستين إلى بيروت غداً الخميس بعدَ لقاءٍ اجراهُ في روما مع الياس ابو صعب، وغداةَ لقاءاتٍ لهُ في اسرائيل، فهلْ فعلاً هناكَ شيءٌ كبيرٌ يتحضَّرُ للتسويةِ،
وقد فَتحَ بابها السيد نصر الله قبلَ اسبوعٍ، أم أنَّ الامرَ لا يعدو كونَهُ وعوداً وأقنيةً وهميةً لتهدئةِ النارِ المشتعلةِ تحتَ الرماِد والتي إذا إنفجرتْ لا يَعرفُ احدٌ إلى أينَ يصلُ لهيبها...
***
وينقلُ سفراءٌ لبنانيونَ في الخارجِ بموازاةِ القلقِ الغربيِّ منْ أيِّ تصعيدٍ في لبنانَ، تفاؤلهمْ بأنْ الوضعَ اللبنانيَّ مضبوطٌ، وأنَّ هناكَ ضماناتٍ اميركيةٍ بأنْ لا تُفلِتَ اسرائيلُ الوضعَ..
ولكنْ على منْ يردُّ نتنياهو، أوليستْ العشوائيةُ والتخبُّطُ هما منْ يتحكَّمانِ بوجهةِ سيرِ المعاركِ في غزة وغيرها؟
ومنْ يضمنُ عدمَ تهوُّرِ نتنياهو في لحظةٍ ما للاطاحةِ بأيِّ جهودِ تسويةٍ اميركيةٍ – ايرانيةٍ تحتَ الطاولةِ عبرَ شنِّ حربٍ خاطفةٍ ضدَّ لبنانَ؟
تقولُ مصادرُ ديبلوماسيةٌ غربيةٌ كلُّهُ واردٌ، لكنَّ الامرَ قد يأخذُ وقتاً لتحضيرهِ،
وهذا الوقتُ قد يُسرِّعُ مفاوضاتَ التسويةِ التي يتحدثُ مسؤولونَ لبنانيونَ أنها جدِّيةٌ هذهِ المرَّةَ، وتشملُ ملفَّاتَ البحرِ والبرِ وإعادةِ إطلاقِ التنقيبِ عنْ البترولِ وحتى الرئاسةِ الاولى.
هلْ يُمكنُ أنْ يتفاءلَ اللبنانيونَ ولو ليومٍ؟