#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
كانَ ينقصُ البلادَ إختراقاتٌ الكترونيةٌ تُصيبُ شاشاتِ وتجهيزاتِ مطارِ بيروتَ الدوليَّ، حتى يكتملَ مشهدُ الإختناقِ اللبنانيِّ وتزدادُ مظاهرُ القلقِ منْ أيِّ خطوةٍ اخرى تُهدِّدُ المسافرينَ او تَضربُ مؤسساتٍ اخرى.
هذهِ الحادثةُ يُمكنُ أنْ تَحدُثَ في أيِّ دولةٍ في العالمِ، وتضربَ مؤسساتٍ وشركاتٍ وأنظمةٍ، لكنَّ هشاشةَ الوضعِ الداخليِّ اللبنانيِّ وطبيعةَ ما نُشرَ ومَنْ نُسِبَ إليهِ الكلامُ، تجعلُ الأمرَ وكأنهُ مقدِّمةٌ لفتنةٍ كبيرةٍ علماً أنَّ المعنيينَ كانوا أكثرَ يقظةً وأكثرَ حكمةً مِمنْ حاولَ نشرَ الفتنةِ.
فمنْ يرتكبُ جُرماً لا يُوقِّعهُ، إلاَّ إذا كانَ يريدُ أنْ يُوقِعهُ...
ويبدو أنَّ فريقاً ما داخلياً تعاونَ مع جهةٍ خارجيةٍ لخرقِ تجهيزاتِ المطارِ،
منْ هنا فما الذي يمنعُ أنْ لا يضربَ مؤسساتٍ سياديةً اخرى؟
وما الضمانةُ أنْ لا تقعَ كوارثُ في المرحلةِ المقبلةِ إذا نجحَ المقرصنونَ في إختراقِ قطاعاتٍ حيويةٍ اخرى؟
ومع ذلكَ مشكورةٌ كلُّ الجهودِ التي سهرتْ ليلَ الاحدِ في محاولةٍ لتلافي أيِّ خروقاتٍ لغرفةِ المراقبةِ في الطيرانِ المدنيِّ وغيرهِ، تلافياً لأيِّ حوادثَ لا سمحَ اللهُ يمكنُ أنْ تحدثَ...
***
هذهِ حالنا في لبنان، كلُّ يومٍ حدثٌ يطوي حدثاً ومفاجأةٌ تطوي مفاجأةً وكارثةٌ تطوي كارثةً ..
ولعلَّ ما يجمعُ بينَ كلِّ هذهِ الاحداثِ هو أننا نعيشُ في بلدٍ غارقٍ بالخطرِ منذُ سنواتٍ طويلةٍ، ومسؤولوهُ كما شعبهُ ينتظرونَ الخارجَ في كلِّ لحظةٍ لبتِّ مصائرهمْ وقراراتهمْ منْ الصغيرةِ إلى الكبيرةِ...
وها نحنُ نُعوِّلُ منْ جديدٍ على حركاتِ الموفدينَ الدوليينَ لطمأنتنا إذا كنا سنعيشُ او نموتُ جرَّاءَ أيِّ تصعيدٍ عسكريٍّ على الحدودِ جنوباً،
وها هو رئيسُ مجلسِ النواب نبيه بري يُخبرنا أنَّ نائبهُ الياس ابو صعب سيلتقي الموفدَ الاميركيَّ آموس هوكستين بعدَ زيارةِ موفدِ الاتحادِ الارووبيِّ بوريل.
***
ولعلَّ السؤالَ منْ يديرُ السياسةَ الخارجيةَ للبنانَ، هلْ الحكومةُ أم مجلسُ النوابِ؟
وماذا بإمكانِ ابو صعب أنْ يُقدِّمَ باسمِ لبنانَ المنقسمِ على كلِّ الملفَّاتِ لآموس هوكستين (الذي لا يُعرفُ إذا كانَ موفداً اميركياً بعدَ تل ابيب).
ولماذا على ابو صعب أنْ يلتقيهِ في روما وليسَ في لبنانَ..؟
ولعلَّ السؤالَ الأكبرَ... هلْ القرارُ هو في الدَّاخلِ اللبنانيِّ، أم بيدِ منْ يُديرُ القرارَ الداخليَّ منْ الخارجِ؟