#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
منْ الطبيعي انْ يكونَ حزبُ اللهِ مُربكاً إلى درجةٍ كبيرةٍ بعدَ حادثةِ إغتيال مسؤولي حماس في قلبِ الضاحية الجنوبيةِ، والدليلُ عدمُ صدورِ أيِّ بيانٍ عنْ حزبِ اللهِ حتى ساعةٍ متأخرةٍ بعدَ عمليةِ الاغتيالِ...
واللافتُ ايضاً عدمُ وجودِ عملياتٍ عسكريةٍ لافتةٍ جنوباً، ولا أيُّ ردِّ فعلٍ عسكريٍّ منْ الساحةِ الجنوبيةِ والتي ووجهتْ في المقابلِ بتعزيزاتٍ عسكريةٍ كبيرةٍ منْ الجانبِ الاسرائيليِّ.
أنهُ الخرقُ الامنيُّ الكبيرُ بعدَ حربِ 2006...
اسرائيلُ تستهدفُ الضاحيةَ الجنوبيةَ لبيروت عرينَ "مقاومةِ" الحزبِ وعاصمةَ "الممانعةِ" في العالمِ...
والحزبُ يردُّ بعدَ العاشرةِ منْ ليلِ الثلاثاءِ، أي بعدَ ساعاتٍ طويلةٍ مُعتبراً "ما جرى اعتداءً خطيراً على لبنانَ وشعبهِ وامنهِ وسيادتهِ ومقاومتهِ".
***
كيفَ وأينَ سيردُّ حزبُ اللهِ الذي اعتبرَ أنَّ جريمةَ إغتيالِ مسؤولي حماس لنْ تمرَّ منْ دونِ عقابٍ، وهو أعلنَ أنهُ سيقومُ بالردِّ،
وما دخلُ لبنانَ حتى يُشركهُ كدولةٍ بالحربِ؟
أليسَ ردُّ حزبِ اللهِ ينتظرُ القرارَ الكبيرَ بالحربِ، وهلْ القرارُ الكبيرُ بالحربِ يتخذهُ حزبُ اللهِ وحدهُ، أم عليهِ أنْ يتشاركَ فيهِ مع ايران وحماس والجهادِ فضلاً عنْ حوثيي "اليمن" وفصائلِ الحزبِ في العراق...
***
والردُّ على إستهدافِ قلبِ الضاحيةِ هلْ يكونُ بضربِ تل ابيب؟
أم أنَّ الامرَ سيكونُ محصوراً بعمليةِ اغتيالِ شخصيةٍ ما او إنفجارٍ ما ضدَّ شخصيةٍ اسرائيليةٍ او ضدَّ موقعٍ اسرائيليٍّ في الداخلِ الاسرائيليِّ، وبذلكَ يكونُ حزبُ اللهِ قد وفى بوعده منْ دونِ أنْ يفتحَ الحربَ التي ستكونُ كلفتها عاليةً عليهِ وعلى لبنانَ،
وعلى ايران التي صارَ واضحاً أنها تتجنَّبُ الحربَ منذُ السابعِ منْ تشرين الاول .. والدليلُ أنها لم تردَّ لا هي ولا حزبُ اللهِ بشكلٍ واسعٍ مع أنَّ هناكَ اسباباً موجبةً للردِّ...
***
تعودُ البلادُ منْ جديدٍ إلى عينِ العاصفةِ، والناسُ تعيشُ على اعصابها، وفي لحظةٍ شعرَ اللبنانيونَ وكأنهمْ يستعيدونَ لحظاتَ حربِ 2006 بقذائفها وطائراتها ووحشيتها...
هلْ تتكرَّرُ المأساةُ، أم أنَّ المقاومةَ ستلتزمُ الردَّ الحذرَ على الخرقِ الكبيرِ؟