#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
في زحمةِ الاعيادِ المعروفةِ في كلِّ دولِ العالمِ، يعيشُ لبنانُ ايضاً الزحمةَ على الطرقاتِ حتى الاختناقِ، منْ دونِ أنْ يدرسَ احدٌ ظاهرةَ لبنانَ واللبنانيينَ الذينَ ما أنْ يقعوا في القعرِ حتى يعودوا ليقفوا...
لكنْ!!! ما نسبةُ هؤلاءِ الذينَ يعيشونَ فرحةَ الاعيادِ والتسوُّقِ والزينةِ والهدايا؟
هلْ همْ هؤلاءُ الذينَ على الطرقاتِ والمحلاتِ التجاريةِ؟ أليستْ هناكَ حكاياتٌ صغيرةٌ في البيوتِ الصغيرةِ والفقيرةِ عنْ ناسٍ بلا خبزٍ وماءٍ ولا دواءٍ.
عنْ ناسٍ تسألُ طفلَ المغارةِ بالصلاةِ والدعاءِ، وتشكو ظلامةَ أهلِ الارضِ...
ما رأيناهُ على شاشاتِ التلفزيون في الليالي التي سبقتْ الاعيادَ...
يُدمي القلوبَ ويذرفُ الدموعَ على وطنٍ وناسٍ وابرياءَ سقطوا في العوزِ والذلِّ.
وهلْ هناكَ أتعسُ منْ ذلِّ المرضِ والعوزِ للدواءِ والاستشفاءِ، وليسَ هناكَ منْ يجيبُ؟
***
تقولُ الارقامُ أنَّ ارقامَ تحويلاتِ المغتربينَ إلى لبنانَ تراجعتْ عن السنواتِ الماضيةِ، وهذا معناهُ أنَّ بعضَ اللبنانيينَ الذينَ ينتظرونَ هذهِ الاموالَ لتأمينِ الحدِّ الأدنى منْ العيشِ،
تراجعتْ مداخيلهمْ وصاروا أكثرَ فأكثرَ تحتَ خطِّ الفقرِ ..
نسمعُ ونرى ونشاهدُ ويأتينا طالبو المساعداتِ والعلاجاتِ، منْ حبَّةِ مسكِّناتِ الألمِ إلى العملياتِ الجراحيةِ التي تتخطى عشراتَ آلافِ الدولاراتِ، منْ يُداوي هؤلاءَ الناسِ، ومنْ يُعيدهمْ إلى الحياةِ؟
***
هي الحياةُ تظلمُ اللبنانيينَ منذُ سنواتٍ، منذُ إندلاعِ الحربِ وحتى اليومَ،
وهلْ عاشَ اللبنانيونَ غيرَ سنواتِ الحربِ والذلِّ والقهرِ؟
وتُضافُ إليهمْ هذا العامَ الاحزانُ الآتيةُ منْ غزة والجنوبِ الذي يخسرُ ناسهُ وشبابهُ ومؤسساتهِ ومساحاتهِ الزراعيةَ والحرجيةَ.
إلى متى الاحزانُ حتى في زمنِ الاعيادِ؟
وفي كلِّ الاحوالِ .. ورغمَ كلِّ شيءٍ، كلُّ عيدٍ وأنتمْ بألفِ خيرٍ!