#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
تتأرجحُ توقُّعاتُ اللبنانيينَ بعدَ كلِّ تطوُّرٍ كلاميٍّ او ميدانيٍّ حولَ إحتمالِ وقوعِ حربٍ في البلادِ نتيجةَ عدوانٍ اسرائيليٍّ يُدمِّرُ كلَّ شيءٍ.
وتبدو الاجواءُ وكأنها "مسحوقةٌ" ونعيشُ حالةَ إنتظارٍ مُوجعٍ وقاتلٍ وينعكسُ على الحركةِ والاقتصادِ والاعمالِ وغيرها...
منذُ عشراتِ السنينَ يعيشُ لبنانُ تداعياتِ الصراعِ العربيِّ – الاسرائيليِّ، ودفعِ الثمنِ غالياً لهذهِ القضيةِ التي لا تزالُ تنزفُ،
ولنْ تُحلَّ قبلَ اعلانِ دولةٍ مستقلةٍ تبدو ورغمَ تفاؤلِ كثيرينَ بعيدةَ المنالِ، خصوصاً بعدَ الكلامِ الاسرائيليِّ،
حولَ وضعيةِ غزةَ بعدَ انتهاءِ الحربِ التي لا يُعرفُ بدورها متى تنتهي ...
والسؤالُ...
هلْ على لبنانَ أنْ ينتظرَ وينزفَ ويموتَ وحيداً حتى تُحلَّ ازماتُ المنطقةِ واوَّلها القضيةُ الفلسطينيةُ،
وثانيها الملفُّ السوريُّ بتداعياتهِ الامنيةِ، ولجهةِ النازحينَ والتهريبِ،
وثالثها الملفُّ الايرانيُّ حيثُ لبنانُ في قلبِ التفاوضِ الاميركيِّ – الايرانيِّ ...
ماذا نُضيفُ بعدُ، وهلْ يُمكننا أنْ نتحمَّلَ المزيدَ منْ تبعاتِ المنطقةِ حتى يعيشَ الآخرونَ ونموتَ نحنُ؟
***
كفى!!! نقولُ كفى!!
كفى انتظاراً لاعدامٍ آتٍ لنا ولاقتصادنا ولدولتنا ولأرزاقنا وممتلكاتنا ومستقبلنا وشبابنا وآمالنا...
والأنكى أنَ منْ يُساهمُ في قتلنا هي المنظومةُ الحاكمةُ التي رغمَ كلِّ اصواتِ الشارعِ الغاضبةِ في الثورةِ الناقصةِ، تابعتْ نهشنا ونحرَنا.
والدليلُ حجمُ الارتكاباتِ التي تُمارسُ بحقنا يومياً.
وها نحنُ هذا الاسبوعَ ايضاً مع مدٍّ وجزرٍ في فصولِ موازنةٍ،
اريدَ لها أنْ تجوِّعنا أكثرَ وتُذلَّنا أكثرَ وتُفقرنا اكثرَ.
ماذا تريدونَ بعدُ؟ ماذا فعلنا؟ ماذا أرتكبنا حتى نستحقَ هذهِ العقوباتِ بحقنا منْ الخارجِ ومنْ الداخلِ؟
نقولُ كفى لأننا تعبنا منْ العبثِ بمصيرنا!!
نقولُ كفى لأننا قرفنا أنْ نكونَ ساحةً لتبادلِ الرسائلِ ولعقدِ التسوياتِ!!
نقولُ كفى لأننا ملَلنا انتظارَ الحلولِ على حسابنا، فيما نحنُ نغرقُ في العتمةِ والآخرونَ يذهبونَ إلى الحداثةِ والمستقبلِ وصولاً إلى القمرِ!!
نقولُ كفى مزايداتٍ ولعباً بمصائرنا.. تعبنا!!