#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
كانَ على حقٍّ عندما شبَّهَ امينُ عامِ الهيئاتِ الاقتصاديةِ الموازنةِ التي تُحضَّرُ للعامِ 2024،
بأنها "تسونامي ضرائبيٌّ" والدليلُ ما تابعناهُ منْ نقاشاتٍ صحافيةٍ وامامَ لجنةِ المالِ والموازنةِ حولَ عشوائيةِ الضرائبِ والرسومِ المفروضةِ على الناسِ،
وكأنَ المطلوبَ أخذُ الناسِ الى عصيانٍ مدنيٍّ كاملٍ يُوقفُ ما تبقَّى منْ عائداتٍ للدولةِ،
وإلاَّ فما المبرِّرُ لحكومةٍ عاجزةٍ وهي حكومةُ تصريفِ اعمالٍ،
أنْ تُرسلَ إلى مجلسِ النوابِ موازنةً مجنونةً تَعرفُ سلفاً أنها لنْ تُقرَّ،
وكأنَ "النجيبَ" يقولُ للمجتمعِ الدوليِّ:"شفتو"؟
لقد حاولتُ سدَّ العجزِ بالموازنةِ وتحسينِ الضرائبِ واجراءَ اصلاحاتٍ ضريبيةٍ، لكنَّ مجلسَ النوابِ لم يسرْ بها،
هكذا وعلى طريقةِ "تهشيل" منْ تبقَّى منْ مواطنينَ ودفعهمْ للافلاسِ،
واخراجِ منْ تبقَّى منْ مستثمرينَ، وتهجيرِ منْ تبقَّى منْ مغتربينَ،
تُمعنُ اكثرَ فأكثرَ حكومةُ تصريفِ الاعمالِ في تدميرِ دورِ لبنانَ الاقتصاديِّ والماليِّ والثقافيِّ...
***
تريدُ هذهِ الحكومةُ نزعَ الهويةِ الاقتصاديةِ عنْ البلادِ لتحويلها كدولةٍ منْ دولِ الاتحادِ السوفياتي السابقِ تقاسمُ المواطنَ على لقمةِ عيشهِ ومائهِ ورزقهِ وحتى على موتهِ منْ دونِ أنْ تقدِّمَ لهُ شيئا،
او فلنقلْ وتماماً كالدولِ الشيوعيةِ السابقةِ، لتقدِّمَ لهُ بطاقاتٍ او بوناتِ الطعامِ والغذاءِ، واكبرُ مثالٍ لدينا هو بطاقةُ "امان" المموَّلةِ منْ البنكِ الدوليِّ والمتوقِّفةِ اساساً منذُ شهرينِ..
***
ألى أينَ تريدُ هذهِ المنظومةُ أنْ تأخذنا تحتَ عنوانِ إعادةِ اموالِ المُودعينَ، وهي اساساً لنْ تُعيدَ شيئاً،
وتريدُ فقط إعادةَ تمويلِ المنظومةِ نفسها بادواتها وزبائنيتها ومحاصصاتها..
هلْ اقترنتْ الحكومةُ الموازنةَ ببنودٍ إصلاحيةٍ؟
وهلْ ضربُ الناسِ ضرائبياً هو اصلاحٌ ضريبيٌّ، أم قتلٌ للاقتصادِ؟
وهلْ عمدتْ الحكومةُ مثلا إلى ترشيدِ الانفاقِ على موظفي القطاعِ العامِ الذينَ لم تجرِ اساساً عمليةَ إعادةِ تقييمهمْ؟
وهلْ أقفلتْ الحكومةُ معابرَ التهريبِ غيرِ الشرعيِّ،
وهلْ أوقفتْ التهرُّبَ الضريبيَّ في الجماركِ والاداراتِ؟
***
نحنُ امامَ "اكذوبةٍ" جديدةٍ هي منْ اكاذيبِ الحكومةِ، لكنَّ الأخطرَ أنْ يُصدِّقَها الوزراءُ كما النوابُ،
وتُقرُّ بسحرِ ساحرٍ، وعندها تكونُ الكارثةُ!