#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
عاشَ اللبنانيونَ طوالَ يومِ وليلِ الاحدِ تطوُّراتٍ دراماتيكيةً بارزةً وخطيرةً على الحدودِ بينَ لبنانَ وفلسطين المحتلةِ. ولوهلةٍ، وعلى وقعِ الاخبارِ المتسارعةِ عنْ القصفِ والتسلُّلِ والاشتباكاتِ والعملياتِ العسكريةِ،
شعرنا أنَ الحربَ بدأتْ وأنَ حزبَ اللهِ أتخذَ القرارَ بالتدخُّلِ،
ومِما زادَ الطينَ بلَّةً تسريبُ فيديوهاتٍ عنْ "انفاقٍ" تبينَ أنها من حربِ 2006،
فضلاً عن تسريباتٍ لبعضِ الشخصياتِ القريبةِ منْ فريقِ الممانعةِ، بأنَ قرارَ التدخُّلِ أتخذَ ليعودَ الاشخاصُ أنفسهمْ ويُعلنوا النفي.
أنها حربُ اعصابٍ واستنزافٍ لاعصابِ ومعنوياتِ الناسِ قبلَ أنْ تتحوَّلَ حرباً حقيقيةً ربما او جحيماً حتى،
والاسوأُ أنَ جزءاً منْ الرأيِّ العام وإذ يخشى التدخُّلَ العسكريَّ ،
يعتبرُ في الوقتِ نفسهِ أنها فرصةٌ للانتهاءِ منْ الامرِ الواقعِ الجاثمِ على صدورِ اللبنانيينَ منذُ سنواتٍ رغمَ الكلفةِ العاليةِ،
فيما يعتبرُ آخرونَ ان الحربَ إذا وقعتْ فقد تمنحُ الحزبَ دوراً في السياسةِ، إذا خسرَ الحربَ، اكبرَ مِما هو عليهِ اليوم.
أنها سيناريوهاتٍ يتداولها البعضُ قد تكونُ اوهاماً فيما صارَ واضحاً أن قواتِ الاحتلالِ الاسرائيليةِ التي تُحضِّرُ للبدءِ بالغزوِ البريِّ، لا تريدُ اشغالَ نفسها بمواجهةٍ قاتلةٍ على الحدودِ الشماليةِ، وقد كانَ واضحاً وزيرُ دفاعِ اسرائيل حينَ قالَ أننا لا نرغبُ بإشعال حربٍ في الشمالِ ولا نسعى لتصعيدِ الموقفِ هناكَ.
***
وقد جاءَ هذا الموقفُ بعدَ سلسلةِ تقاريرَ عن تخبُّطٍ داخلَ الرؤؤسِ الامنيةِ الكبيرةِ في اسرائيل حيالَ إتخاذِ قرارٍ باشعالِ الحربِ الواسعةِ على الحدودِ مع لبنانَ.
ومع ذلكَ، لماذا طلبَ الرئيسُ الفرنسيُّ ايمانويل ماكرون الرئيس الايراني مُحذِّراً إياهُ من التدخُّلِ في الحربِ ومنْ التصعيدِ، ولماذا بحسبِ وكالةِ بلومبيرغ،
طلبتْ الولاياتُ المتحدةُ الاميركيةُ منْ قطر ابلاغَ حزبِ اللهِ بعدمِ فتحِ جبهةٍ ثانيةٍ للحربِ؟
فهلْ ان ايران أتخذتْ قرارَ الحربِ لتريِّحَ حماس في الداخلِ؟
وهلْ منْ مصلحةِ ايران فتحُ جبهةِ لبنان مع ما يعني ذلكَ من خسارةِ ورقةٍ اخرى، إذا خسرتْ حماسَ الحربَ، وتمَّ سحقها بشكلٍ كبيرٍ،
فما مصلحةُ طهران هنا ان تخسرَ ايضاً ورقةَ حزبِ اللهِ في ايِّ حربٍ وسطَ الحشوداتِ العسكريةِ الاميركيةِ والبريطانيةِ؟
***
نحنُ امامَ مشهدٍ معقَّدٍ تخرقهُ بينَ الحينِ والآخرَ الاخبارُ عن الحشوداتِ باتجاهِ غزة،
مع ما يحملُ ذلكَ من مخاطرَ على صعيدِ الناسِ في الداخلِ الجائعينَ والمشرَّدينَ بدونِ منازلَ وماءٍ وغذاءٍ وطبابةٍ..
نحنُ امامَ كارثةٍ إنسانيةٍ لشعبٍ مسحوقٍ ومحاصرٍ ينتظرُ الاعدامَ..
أينَ المجتمعُ الدوليُّ لا يسمعُ إلاَّ لاسرائيل؟