#الثائر
ذكرت "اللواء"، أن ليس الرئيس نبيه بري من يوصد أبواب المجلس النيابي أمام جلسة انتخاب رئيس للجمهورية. ولكن، فتح أبواب المجلس شيء وسير الجلسة الانتخابية شيء آخر وفق ثابتة لا يمكن تخطّيها: لا رئيس للجمهورية دون الميثاقية الشيعية وهذا ينطبق في المجلس النيابي وخارجه وفي مجمل الحياة السياسية في لبنان... وحدها باريس اعترفت بهذه القاعدة، الدول الأخرى شذّت عنها على أمل يأس ثنائي الممانعة من فكرة ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى الرئاسة الأولى بعد نجاحها في استمالة رئيس التيار الحر جبران باسيل الى المعارضة المسيحية.
ولكن، للأسف، كل هذه الترتيبات الرئاسية التي تقوم بها المعارضة المسيحية المتمثلة بترويكا «القوات - الكتائب - التيار» ليست إلّا «ذر للرماد في العيون» على حد تعبير قيادي رفيع المستوى في الثنائي، فالملف الرئاسي ما زال في دائرة المراوحة، وسقف كل هذه التحركات الرئاسية التي يقومون بها هو الدعوة الى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية، ولكن من يضمن أن لا يتم تطيير النصاب في الدورة الثانية من الجلسة من قبل الفريق الآخر أو من قبلنا، وهذا يعود بنا الى ضرورة التوافق والتفاهم حول الموضوع الرئاسي قبل الدعوة الى أي جلسة.
وفي هذا السياق تحديدا، ووفقا لمعلومات موثوقة، لم تنجح المساعي والاتصالات حتى اللحظة في جمع «فرنسا - السعودية - أميركا - قطر - مصر - إيران - سوريا» للتباحث جدّيا في الملف الرئاسي اللبناني... نحن هنا لا نتحدث عن لقاءات على مستوى ممثلي اللقاء الخماسي فقط إنما على مستوى أعلى وبمشاركة إيرانية وسورية... وقد كشف قيادي الصف الأول في الثنائي انه قبل اتفاق الدول المعنية على توجه رئاسي معيّن في لبنان، فان الغموض سيبقى سمة الموقف، ومن موقعنا نجزم بانه لا معطيات جدّية يُبنى عليها للقول ان انتخاب رئيس للجمهورية قريب أو بمتناول اليد، فالتسوية ما زالت بعيدة، وقد نشهد حل الملف الرئاسي خلال شهر أو قد يطول لأشهر...
وتأكيدا على صحة هذا الكلام، سرّبت مصادر مقرّبة من بكركي بان لقاءات البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في الفاتيكان وباريس انتهت بنتائج سلبية، بعد فشله في إقناع باريس بالتنازل عن تأييد فرنجية، وقد سمع الراعي نصيحة واضحة بضرورة إقناع القوى المسيحية المعارضة بفتح حوار شامل مع الرجل، ومحاولة ترتيب البيت المسيحي على أساس انه هو الرئيس المقبل للجمهورية، وعاجلا أو آجلا سوف يكون هناك تسوية شاملة حول الملف اللبناني، ولذلك على المسيحيين أن لا يذهبوا بعيدا في معارضة فرنجية وتحدّي حزب الله.
والرسالة التي سمعها الراعي وصلت ذاتها وبنبرة أعلى الى جبران باسيل، هنا تحديدا كشف القيادي ان التواصل بين الحزب وباسيل غير مقطوع، ولكن لا يوجد تواصل حاليا بين الطرفين «ما في موضوع لنحكي فيه»... نقطة على أول السطر...