#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
الاجتماعُ غيرُ الحاسمِ للتيارِ الوطنيِّ الحرِّ والذي حضرهُ الرئيس ميشال عون، يبدو أقلَّهُ حتى الساعةَ وكأنهُ رسالةٌ مزدوجةُ الاهدافِ:
اوَّلها لِمنْ حاولوا ايقاعَ جبران باسيل بفخِّ القبولِ بجهاد ازعور،
وثانيها لحزبِ الله وحركةِ امل بما يعني الاستمرارَ في إستدراجِ العروضِ منهما،
لعلَّ في فتحِ التواصلِ معهما من جديدٍ،بالوصولِ الى مرشَّحٍ وسطيٍّ يُريدهُ جبران باسيل ويَقبلُ بهِ الثنائيُّ ...
وإلاَّ فما معنى ان ينعقدَ التكتُّلُ في نفسِ توقيتِ اجتماعِ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مع الرئيسِ الفرنسيِّ ايمانويل ماكرون،
والذي يبقى رغمَ كلِّ التسريباتِ حولهُ مُلْكَ الكاردينال الراعي والرئيس ماكرون.
كلُّ ذلكَ يجعلُ المشهدَ لا يحملُ أيَّ جديدٍ إلاَّ إذا حدَّدَ رئيسُ المجلسِ النيابيِّ موعداً لجلسةِ انتخابِ رئيسٍ، وعندها يكونُ الجميعُ امامَ اختبارِ نوايا...
لكنَّ الرئيس نبيه بري اقلَّهً حتى الساعةَ وكما قالَ في حديثٍ صحافيٍّ،
لنْ يدعو الى جلسةٍ لانتخابِ رئيسٍ طالما ان الجلسةَ لنْ تُوصِلَ سليمان فرنجيه،
وهو لا يزالُ مع فريقهِ السياسيِّ يملكُ كتلةَ التعطيلِ ميثاقياً وعددياً... فما العملُ إذا غابَ نوابُ الشيعةِ عن أيِّ جلسةٍ رئاسيةٍ حتى ولو تأمَّنَ نصابها الــ 86؟
واستطراداً أينَ نضعُ موقفَ كتلةِ نوابِ اللقاءِ الديمقراطيِّ بعدَ انسحابِ وليد جنبلاط من المشهدِ السياسيِّ واستمرارهِ راعياً القرارَ الاخيرَ في الحزبِ؟
من الواضحِ انهُ رغمَ اصرارِ تيمور جنبلاط على جهاد ازعور ، لكنَّ اللقاءَ يبدو انهُ ذاهبٌ في أيِّ اقتراعٍ الى ورقةٍ بيضاءَ.
***
كلُّ ذلكَ يعني نتيجةً واحدةً... ما دامَ فريقُ المعارضةِ حوَّلَ جهاد ازعور الى مرشَّحِ مواجهةٍ وليسَ توافقياً، فهذا يعني ان الامورَ لنْ تُوصلهُ الى مكانٍ...
وهذا ان يؤكِّدُ على شيءٍ فعلى ان لا انتخابَ من دونِ تسويةٍ ولا توافقٍ...
فهلْ يخسرُ الجميعُ وينتصرُ الجميعُ لجوزف عون في نهايةِ المطافِ،
ام تبقى اللعبةُ مفتوحةً بكلِّ تداعياتها الماليةِ والاقتصاديةِ والاجتماعيةِ الى حينِ عقدِ مؤتمرٍ جديدٍ حولَ لبنانَ يُكرِّسُ ادواراً جديدةً للطوائفِ وللمجموعاتِ السياسيةِ.
ولعلَّ الاشاراتَ التي اطلقها المجلسُ الدستوريُّ برفضهِ الطعنَ بقانونِ التمديدِ للبلدياتِ حفظاً لمصالحِ الناسِ ولعدمِ حدوثِ الفراغِ في المؤسساتِ،
وحدها كافيةٌ للقولِ ان لا نيَّةَ لكسرِ ارادةِ احدٍ وان المطلوبَ تمريرُ الاستحقاقاتِ بهدوءٍ على ابوابِ موسمِ الصيفِ،
لعلَّ في مجيءِ بعضِ المغتربينَ والسياحِ "تنفيسةٌ" ماليةٌ واقتصاديةٌ للبلادِ امامَ الحصارِ الدوليِّ الماليِّ عليها.
وقد جاءَ قرارُ اضرابِ موظفي الادارةِ العامةِ ليطرحَ بدورهِ علاماتِ استفهامٍ حولَ مصيرِ الامتحاناتِ الرسميةِ وليعزِّزَ نظريةَ التمديدِ للبلدياتِ حتى لا يُصابَ منظمو أيِّ انتخاباتٍ بخيباتٍ نتيجةَ عدمِ حضورِ الموظفينَ.
***
ولكنْ مهلاً... هلْ قلنا "صيفيةٌ" وسياحٌ...
منْ وكيفَ ولماذا توقيتُ خطفِ المواطنِ السعوديِّ بغضِّ النظرِ عن الخلفياتِ والجهاتِ؟
وما هي الرسالةُ التي خرجتْ الى السعودية عن بلدٍ كانَ يعملُ على استقطابِ السياحِ العربِ والسعوديينَ تحديداً، كما على تصديرِ المواسمِ الزراعيةِ.
فأذا بهِ من جديدٍ مسرحٌ لعملياتِ الخطفِ..
أليستْ هذهِ رسالةً بحدِّ ذاتها من هنا الى هناكَ؟