#الثائر
استضافت رابطة المتقاعدين المدنيين في محافظة النبطية ،ندوة حول (الخط الازرق ) ترسيم الحدود اللبنانية الفلسطينية وبحضور حشد من الاكادميين والعسكريين المتقاعدين من الرتب كافة والمهتمين أفتتحت الندوة بالنشيد الوطني اللبناني ثم كلمة للأستاذ خليل سلامة أمين الشؤون الثقافية في رابطة المتقاعدين المدنيين في محافظة النبطية ضمنها قصيدة. ثم عرَّف الأستاذ إسماعيل قبيسي بالمحاضر وبدأ العميد الركن م. حسن بشروش شرح معضلة الحدود اللبنانية الفلسطينية من البر وصولاً للبحر، وقد استعرض العميد الركن حسن بشروش المراحل التي استغرقها ترسيم الحدود اللبنانية الفلسطينية ، واكتسبت محاضرته بالعمل الميداني ،بحيث أوضح علمياً ولوجستياً كيفية ترسيم النقاط وما رافق ذلك من مناورات وتدخلات من قبل العدو ، الذي جوبه بمواقف صلبة من قبل الفريق اللبناني التابع للجيش اللبناني .فبعد عرض لفهرس محتويات الندوة تحت عناوين عدة تتمحور حول الحدود البرية والبحرية،استناداً الى القوانين والمعاهدات الدولية المتعلقة بالموضوع
وبعد فراغ العميد بشروش فتح باب الحوار فكانت مداخلات مهمة للعميد الركن بسام ياسين والدكتور يوسف طباجه ويمكن تلخيص المراحل التي مر ّ بها ترسيم الحدود على ثلاث مراحل :
مرّت الحدود البريّة بين لبنان وفلسطين المحتلة منذ ما بعد اتفاقية «سايكس ــ بيكو» الشهيرة، بثلاثة مراحل تاريخية، كان آخرها مرحلة «الخطّ الأزرق»، الذي ضم جزءاً من الأرض اللبنانية لصالح العدوّ الإسرائيلي.
المرحلة الأولى، أو اتفاقية 1923، وهو اتفاق «ترسيم الحدود النهائي» بين الانتدابين الفرنسي والبريطاني، حيث مثل الانتداب الفرنسي المقدّم بوليه (N. PAULET) ومثّل بريطانيا المقدّم نيوكومب (S.F.NEW COMB)، ووقّع الاتفاق في 7 آذار 1923، وتضمّن 38 نقطة فصل بين لبنان وفلسطين، بالإضافة إلى النقطة 39 على الحدود المشتركة اللبنانية ــ السورية ـ الفلسطينية، من رأس الناقورة إلى منطقة الحمّة السورية. وقدّ حدّدت النّطاق بعلامات موصوفة ومرقّمة، وأودع الاتفاق في عصبة الأمم وتمّ التصديق عليه كوثيقة دوليّة في 6 شباط 1924.
المرحلة الثانية للحدود اللبنانية ــ الفلسطينية، فرضها تأسيس الكيان الصهيوني، وحرب العام 1948، التي تلتها اتفاقية هدنة لبنانية ــ «إسرائيلية» بتاريخ 23 آذار 1949، ووقّع وصادق عليها مجلس الأمن. وبموجب المادة الخامسة يتبع خط الهدنة الحدود الدولية بين لبنان وفلسطين وفقاً لاتفاقية بولييه نيوكامب ، شُكلت لجنة عسكرية لبنانية ــ «إسرائيلية» بإشراف الأمم المتّحدة. وبعد اجتماعات مطوّلة للجنة الهدنة، شارك فيها عن الجانب اللبناني المقدّم شهاب، النقيب غانم، النقيب ناصيف، ومن جانب العدوّ الضابطان غوزنسكي وسيجال، تم الاتفاق على رسم الحدود على أساس اتفاق بولييه ونيو كمب (1923)، وعلى أن تتناول الأعمال إعادة وضع إشارات ونقاط الحدود في مكانها، وكذلك وضع إشارات أو نقاط متوسّطة بين النقاط الـ 38 الأساسيّة، وهي من النقطة B1 عند الراس الصخري ويقابلها النقطة BP1 عند اول امتدادخط القنن بالخط الازرق (الناقورة) لغاية BP38 (الجسر الروماني على نهر الوزاني).
وفي العام 1961، عقدت لجنة الهدنة اجتماعاً وتمّ الاتفاق على وضع الشارات الـ 38 (سميّت BP)، وتمّ زيادة نقاط وسيطة (سميت B وعددها 97، ونقاط مساعدة (سمّيت /BP) وهي ثمانية. وفيما بقي الموقف اللبناني مستنداً على اتفاق بولييه ــ نيوكمب واتفاقية الهدنة، أقرّ العدو بالاتفاقيتين، لكنه تحفّظ على «دقّة» الخرائط لترسيم الحدود.
أمّا المرحلة الثالثة، وهي مرحلة ما بعد الانسحاب في 25 أيار 2000، الذي رُسِّم على أساسه «الخطّ الأزرق». فقد تسلّم الجانب اللبناني خريطة كناية عن صورة جويّة سميّت بخريطة «لارسن» نسبة لتيري رود لارسن المنسق الخاص السابق للأمم المتّحدة لـ«عملية السلام». وقد أجريت عليها دراسة، وتمّ وضع ثلاثة تحفّظات في BP16 رميش، وBP35 وBP36 وBP37 (مسكاف عام) وBP38 وBP39 (المطلة). ثمّ بتاريخ 23 حزيران 2000، تسلّم لبنان من اليونيفيل، لائحة إحداثيات مؤلّفة من 198 نقطة. إلا أن لبنان تحفّظ على مزارع شبعا والجزء اللبناني من بلدة الغجر. وتم الترسيم مع مراعات شرط الحفاظ على السيادة الوطنية بان يتم تثبيت النقاط الحدودية التي تتطابق مع الحدود الدولية وتم التحفظ خلال العمل على ١٣ منطقة تبين ان العدو قد غير بخط الحدود لمصلحته وانجزت عملية تثبيت ٢٧٨نقطة حدودية وبعد البر جاءت عملية الترسيم البحري عارضاً لجميع مراحلها اعتباراً من ٢٠٠٢ حتى اليوم مروراً باتفاق الاطار والتوقيع على اتفاقية تحديد الحدود البحرية وما سبق ورافق وتلا ذلك من تفاصيل واستنادا للقوانين الدولية ،لقد اكدت هذه الندوة الثقافية حول موضوع اساسي في سيادة الدول هو الحدود وذلك في بيت المتقاعد في محافظة النبطية وذلك بتاريخ ١٩-٥-٢٠٢٣ الساعة ٤ وللامانة العلمية القيت المحاضرة من محاضر مخضرم في مجال ترسيم الحدود كيف لا وهو ابن المؤسسة العسكرية التي تتميز بمصداقيتها ومناقبيتها رغم كل الظروف التي تحاك بوطننا لبنان ولقد استمتع الحضور بامعان الى العميد الركن المتقاعد حسن بشروش وهو حاليا مستشار اللجنة الدولية لحقوق الانسان وعضو التجمع اللبناني للبيئة والرئيس السابق للفريق اللبناني في ترسيم الحدود البرية في مهمة امتدت لأكثر من ١٠ سنوات بحيث عرض لموضوعه بدقة متناهية وفقاً لقواعد القانون الدولي وقوانين البحار واما المهمة التي اعتمدها المحاضر فكانت وفقاً لبانوراما ميدانية واضحة المعالم تشد الحضور اذ عرض باسلوب منطقي لجميع المعلومات الدقيقة والميدانية المدعمة بالخرائط والتي توضح نقاط الترسيم منذ انشاء الخط الازرق من البر الى البحر بعد المداخلات للعميد الركن الطيار م. بسام ياسين والدكتور يوسف طباجا وقصيدة وجدانية ثم اسئلة طرحها بعض الحضور اجاب المحاضر بطريقة اقنعت الجميع نظراً لخبرته الواسعة في مجال الحدود
كل التقدير الى سيادة العميد الركن حسن بشروش الذي ابدع في نقاشه بانتظار حضور مناقشة اطروحته عن الموضوع ذاته في القريب العاجل