#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لم يكنْ تَحرُّكَ المُودعينَ في بيروت يومَ الثلاثاءِ اكثرَ من فشَّةِ خُلْقٍ لا تقدِّمُ ولا تؤخِّرُ، فما راحَ راحَ ولنْ يعودَ وما كُتبَ كُتبَ،
ووحدهُ القدرُ سيحدِّدُ للناسِ مصائرهمْ مع اموالهمْ مع زمرةِ الاشرارِ والسارقينَ الذينَ نهبوا الاخضرَ واليابسَ.
لم تُتعبْ نفسها الحكومةُ بالحوارِ مع احدٍ منْ المتظاهرينَ، ولا بإصدارِ بيانٍ او تعليقٍ او موقفٍ وكأنَ لا علاقةَ لها ولا لسابقاتها بسرقةِ اموالِ الناسِ عبرَ المصرفِ المركزيِّ والمصارفِ،
وسلسلةِ مصادرِ النهبِ على مدى اربعينَ عاماً.
أقصى ما قامَ بهِ "النجيبُ" في الساعاتِ الماضيةِ هو الدعوةُ لاجتماعٍ وزاريٍّ للتباحثِ في ملفِّ النازحينَ وعلى هامشهِ أثيرَ موضوعُ خلافةِ حاكمِ البنكِ المركزيِّ.
هكذا ومنْ دونٍ أيِّ أثرٍ لأزمةِ الودائعِ... وَعدنا "النجيبُ" بجلسةٍ مخصَّصةٍ لأزمةِ النازحينَ سرعانَ ما رفضها التيارُ الوطنيُّ الحرُّ، ولعلَّ المفاجأةَ هذهِ المرَّةَ إعادةُ الاعتبارِ لوزيرِ شؤونِ المهجرينَ بدعوتهِ الى الاجتماعِ على عكسِ المرَّاتِ السابقةِ،
وكأنَ وقعَ المصالحةِ السعوديةِ – السوريةِ حلَّ على "النجيبِ"، فاستدعى وزيرَ المهجرينَ من الاحتياطِ ليعطي الاجتماعاتَ المقبلةَ طابعَ الجدِّيةِ،
وكأننا لا نعرفُ حجمَ وخطورةَ وعبءَ وثقلَ هذا الملفِّ الذي هو اكبرُ من وزيرٍ.
***
ولعلَّ السؤالَ الاكبرَ ماذا كانَ يفعلُ "النجيبُ" في هذا الملفِّ على مدى سنتينِ؟
ولماذا اصطدمَ بكلِّ الناسِ واوَّلهمْ وزراءُ التيارِ الوطنيِّ الحرِّ ووزيري المهجرينَ صالح الغريب وعصام شرف الدين عندما اصروا على عرضِ ملفِّ النزوحِ على طاولةِ مجلسِ الوزراءِ ...
واليومَ، هلْ بإمكانِ أيِّ حكومةٍ وهي حكومةُ تصريفِ اعمالٍ ووسطَ الضغطِ الدوليِّ تحتَ عناوينَ إنسانيةٍ، إنجازُ أيِّ شيءٍ لملفِّ النازحينَ،
خصوصاً عندما تتكشَّفُ الاوراقُ، وبدأتْ تتكشَّفُ حيالَ النوايا الاوروبيةِ تحديداً لتوطينِ هؤلاءِ وإعطائهمْ اقاماتٍ في لبنانَ ووظائفَ وطبابةً واستشفاءً.
هذا الملفُّ هو نموذجٌ آخرُ من نماذجِ الخفَّةِ الحكوميةِ في معالجةِ الملفَّاتِ ولا سيما الحياتيةَ والانسانيةَ منها...
***
اليومَ نقرأُ عن ارتفاعِ اسعارِ الموادِ الغذائيةِ 2000 % بينَ تشرين 2019 وكانون 2022..
فكيفَ صارتْ الاسعارُ في اولِ خمسةِ اشهرٍ من 2023...البلدُ يعيشُ في الكارثةِ،
وآخرُ رحلاتِ "النجيبِ" السياحيةِ ترؤُّسُهُ وفدَ لبنانَ الى القمةِ العربيةِ الاسبوعَ المقبلَ،
فيما لبنانُ لم ُيدعَ الى اجتماعِ الدولِ الخمسِ لأزمةِ النازحينَ.
فهلْ من ضرورةٍ لهذهِ المشاركةِ؟
إلاَّ لفرضِ نفسهِ كرئيسِ حكومةِ تصريفِ اللااعمالِ!