#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
سيمضي وقتٌ طويلٌ قبلَ ان تتكشَّفَ اوراقُ الملفَّاتِ القضائيةِ المفتوحةِ، إن على صعيدِ البنكِ المركزيِّ، او على صعيدِ المصارفِ اللبنانيةِ التي اودعها الناسُ اموالهم، فإذا بها تغامرُ مع البنكِ المركزيِّ بإدانةِ دولةٍ مفلسةٍ مع مسؤولينَ لصوصٍ ومجرمينَ.
ولكنْ، وبغضِّ النظرِ عمَّا ستؤولُ إليهِ التحقيقاتُ مع حاكمِ المركزيِّ والتي حتى الساعةَ محصورةٌ بملفِّ شركة فوري،
هلْ ازماتُ البلدِ فقط هي في المصرفِ المركزيِّ والمصارفِ والسياساتِ النقديةِ او الماليةِ او الاجتماعيةِ او الاقتصاديةِ؟
صحيحٌ ان هناكَ نقاشاتٍ جدِّيةً حصلتْ وتحصلْ وستحصلُ حولَ تبعاتِ كلِّ هذهِ السياساتِ وفعاليتها وصحتها ومشروعيتها او عكسَ ذلكَ،
لكنْ هلْ هذهِ هي الاسبابُ الوحيدةُ وراءَ إنهيارِ البلدِ؟
أوليسَ هناكَ سعيٌ صارَ واضحاً لجعلِ بعضِ الناسِ اكباشَ فداءٍ بغضِّ النظرِ عمَّا قاموا بهِ او لم يقوموا بهِ؟
***
1- أينَ الدولةُ
اساساً منْ حيثُ السيادةُ والحدودُ الفالتةُ والمشرَّعةُ على التهريبِ والمخدَّراتِ والسلاحِ والمسلحينَ والموادِ الاستهلاكيةِ والدولارِ والعملاتِ الصعبةِ؟
2- أينَ الدولةُ
اساساً لا تبسطُ سلطتها على جزرٍ امنيةٍ وعلى مخيَّماتٍ وعلى مناطقَ تتجرأُ مثلاً على إطلاقِ الرصاصِ على طائراتٍ قادمةٍ الى مطارِ بيروتَ، او تشرِّعُ بالرصاصِ نشرَ الفتاوى والتشريعاتِ والنفوذِ على قواعدها؟
3- أينَ الدولةُ
التي لم تخطِّطْ منذُ سنواتٍ لبنى تحتيةٍ وقد أهدرتْ الاموالَ العامةَ على صفقاتٍ وسمسراتٍ وجسورٍ وسدودٍ وطرقاتٍ إنهارتْ او لم تُجدِ نفعاً او تبينَ أنها معرَّضةٌ للانهيارِ او لم نكنْ بحاجةٍ لها؟
4- أينَ الدولةُ
التي لم تأتِ بالكهرباءِ وتمدُّنا بالمياهِ الآسنةِ المختلطةِ بمياهِ الشفةِ، والتي تغمرنا بمياهِ البحرِ الملوَّثةِ بالمجاريرِ وبزيوتِ السياراتِ وبفيولِ المعاملِ؟
5- أينَ الدولةُ
التي لم تنظِّفْ سدَّ القرعون، ولم ترسمْ سياساتٍ تربويةً واضحةً، ولم تُلزمْ قطاعاتٍ خاسرةً للخصخصةِ، ولم تقدِّمْ حوافزَ للمزارعينَ، ولم تدعمْ الصناعةَ، ولم تمنعْ الاحتكاراتِ،ولم تضبطْ السارقينَ، ولم تُعِدْ النازحينَ، ولم تنظِّمْ العمالةَ الاجنبيةَ، ولم تُقدِّمْ نظاماً لدعمِ الشيخوخةِ، ولم تنظِّمْ اصلاحاتٍ ضرائبيةً، ولم تنظِّمْ العلاقاتِ بينَ المالكينَ والمستأجرينَ، ولم تستثمرْ اموالَ الضمانِ الاجتماعيِّ بدلَ ان يُفلسَ الضمانُ؟
هذا غيضٌ من فيضِ جمهوريةٍ فاشلةٍ،
تحاسبُ فقط شخصاً فيما الجميعُ مسؤولٌ،
لكنَّ النظامَ الطائفيَّ والمذهبيَّ والمحاصصاتِ تمنعُ المحاسباتِ.
هلْ نعيشُ في دولةٍ أم عمارةٍ يحكمها الزعرانُ؟