#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
التحقيقُ مع حاكمِ المركزيِّ وشقيقهِ ومعاونتهِ سيأخذُ في قصرِ العدلِ طابعاً استثنائياً هذهِ المرَّةَ...
الجلسةُ، التي مْنْ المتوقعِ ان يحضرها رياض سلامة على عكسِ ما كانَ بإمكانهِ ان يفعلَ لناحيةِ تقديمهِ دفوعاً شكليةً. تُشكِّلُ مفاجأةً للوسطِ المصرفيِّ والسياسيِّ والشعبيِّ حتى،
وهي قد تحملُ مفاجآتٍ خصوصاً ان قاضيةَ التحقيقِ الفرنسيةَ التي حضرتْ خصيصاً من فرنسا، معروفةٌ علاقتها بكثيرٍ من الافرقاءِ السياسيينَ في لبنان، وهي تذهبُ للتقاعدِ في اوائلِ ايار.
فهلْ تُعتبرُ مشاركتها في الجلسةِ وطرحها اسئلةً عبرَ القاضي شربل ابو سمرا جلسةَ استجوابٍ،
تمهِّدُ لامكانيتها ان تدَّعي على سلامة في فرنسا، أم ان اتفاقيةَ التعاونِ القضائيِّ لا تسمحُ بذلكَ، وبالتالي عليها من جديدٍ ان تستمعَ الى افادتهِ في فرنسا؟
خصوصاً ان ثمَّةَ كلاماً كانَ في التداولِ مْنْ ان فتوى قبولِ شربل ابو سمرا الادعاءَ على سلامة والآتي من مدعي عامِ التمييزِ، هدفها إقفالُ البابِ على تحقيقاتٍ اوروبيةٍ...
ولكنْ يبدو أنهُ لم يكنْ في الحسبانِ أن ما ينطبقُ على اجراءاتٍ واتفاقياتٍ تحتَ الطاولةِ في لبنانَ لا ينطبقُ على الخارجِ،
او أن هناكَ قطبةً مخفيَّةً ما أخذتْ الامورَ باتجاهِ منحى قد يُسرِّعُ في وضعِ اليدِ على حاكميةِ المركزيِّ من خلالِ قرارٍ قضائيٍّ،
او مَنْ خلالِ تسريعِ المجيءِ بحاكمٍ جديدٍ،
أم ان الامورَ مقدَّرٌ لها ان تستمرَ حتى نهايةِ ولايةِ سلامة في آخرِ تموز، مع ما سيرافقها من عجزِ المركزيِّ واستسلامهِ امامَ إنهيارِ العملةِ اللبنانيةِ وارتفاعِ الدولارِ وسطَ شللِ كلِّ المؤسساتِ،
وفراغٍ رئاسيٍّ لا يبدو ان التسويةَ الايرانيةَ – السعوديةَ ستملأهُ.
***
منْ هنا... هلْ جاءَ كلامُ الرئيس نبيه بري بالحديثِ عن سليمان فرنجيه كتكريمٍ لهُ ولمواصفاتهِ قبلَ بدءِ الحديثِ عن بدائلَ ومنازلاتٍ جديدةٍ، لا سيما وان الاشاراتَ القادمةَ من الخارجِ لا تُوحي بأنَ الاتفاقَ شملَ لبنان وسوريا...
اضافةً الى ان ثمَّةَ معطياتٍ تتحدَّثُ عن "زهوٍ" سعوديٍّ بنتائجِ الاتفاقيةِ،
وأن هناكَ رسائلَ نُقلتْ الى عواصمَ معنيةٍ تحسمُ بأن المواصفاتَ التي حدَّدتها المملكةُ للرئاسةِ اللبنانيةِ لم تتبدَّلْ...
فماذا سيفعلُ الثنائيُّ الذي لا يزالُ يربحُ حسبَ البوانتاجْ لمصلحةِ سليمان فرنجيه،
ولكنْ كيفَ يتأمنُ النصابُ إذا لم يكنْ الضوءُ الاخضرُ مؤمناً والجميعُ نزلَ عن الشجرةِ؟
عملياً: ما يجري يؤكدُ ما كتبناهُ قبلَ اشهرٍ، الفراغُ الرئاسيُّ سيطولُ ويطولُ..
امَّا الانهيارُ فيسابقُ الفراغَ.
الدولارُ الواحدُ يساوي مئةَ الفِ ليرةٍ...
نعم.. "صاروا مية" مع المنظومةِ التي ارجعتنا مئةَ سنةٍ الى الوراءِ...
دولارٌ فالتٌ وسيزدادُ الامرُ صعوبةً مع استمرارِ اضرابِ المصارفِ، ومع عدمِ معرفةِ إلى ما ستنتهي إليهِ الاجراءاتُ المصرفيةُ بحقِّ حاكمِ المركزيٍّ المطوَّقِ بينَ ادارةِ التعاميمِ اليوميةِ وبينَ متابعةِ اوضاعهِ الشخصيةِ والملاحقاتِ القضائيةِ...
***
وفي هذهِ الغابةِ المُوحشةِ والوحولِ، يغرقُ المواطنُ اكثرَ فاكثرَ في الفقرِ والبؤسِ والعوزِ، ولا صوتَ طالعاً ولا حنجرةَ هاتفةً غاضبةً، وكأنَ الناسَ تعيشُ على غيرِ كوكبٍ وتكتفي بِما تيسَّرَ...
حرامٌ لبنانُ...لبنانُنا..!