#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
وكأنهُ لم يبقَ إلاَّ بكركي ملاذاً ليذهبَ إليها يومَ الاحدِ الاساتذةُ في الجامعاتِ والمدارسِ والمتعاقدينَ الذينَ لم يبقَ لهمْ احدٌ ليحملوا إليهِ مطالبهم..
دولةٌ بكاملها تنقلُ اعباءها الى الافرادِ والمؤسساتِ الخاصةِ والصروحِ الدينيةِ والزعماءِ ورؤساءِ الاحزابِ ...
وتكونُ بذلكَ تفقدُ دورها الاساسيَّ والرعايةَ...
وعليهِ فلماذا على الناسِ ان تدفعَ الضرائبَ والرسومَ لدولةٍ لا تقدِّمُ لها شيئاً... حتى السلامةَ المروريةَ مفقودةٌ وها همْ ثلاثةُ طلابٍ من جامعةِ البلمند يذهبونَ ضحايا الطريقِ الدوليةِ كما يقالُ، والتي هي أشبهُ بأفخاخٍ لقتلِ الناسِ..
***
كانتْ صرخةُ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي صارخةً في مسألةِ الرئاسةِ والامنِ الاجتماعيِّ والقضاءِ والمصارفِ...
ولكنْ على منْ يقرأ مزاميرهُ طالما ان البلدَ فالتٌ وعلى طريقةِ زعماءِ الاحياءِ ، لكلِّ حيٍّ زعيمٌ وقوانينُ واجتهاداتٌ واجراءاتٌ وتدابيرُ وفتاوى...
ولعلَّ الأبرزَ في الصرخةِ ما قيلَ حولَ الرئاسةِ اللبنانيةِ وضرورةِ لبننةِ الاستحقاقِ،
علماً ان نيافةَ الكاردينال يعرفُ في قرارةِ نفسهِ ان هؤلاءِ النوابَ اعجزُ من ان يكونوا اسيادَ أنفسهمْ،
وهمْ ينتظرونَ إلتقاطَ الاشارةِ الخارجيةِ من باريس وواشنطن وطهران والرياض، والخوفُ ربما من جديدٍ من دمشق...
***
لم يتغيَّرْعليهمْ شيءٌ، وها هو خبرٌ يأخذهمْ بالطالعِ وخبرٌ يأخذهمْ بالنازلِ، وأسهمُ المرشحينَ للرئاسةِ الآتيةِ اسماؤهمْ من الخارجِ كالبورصةِ تبعاً للقاءٍ من هنا وللقاءٍ من هناك، او تسريبةٍ من هنا وتسريبةٍ من هناك...
الخطيرُ في كلامِ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ما جاءَ على لسانهِ حولَ المصارفِ والقضاءِ والمودعينَ...
وكلامهُ الذي يأتي عشيةَ إستئنافِ المصارفِ اعمالها لاسبوعٍ لتسهيلِ شؤونِ الناسِ، كما قالتْ، يحملُ في طياتهِ الكثيرَ من الغمزِ باتجاهِ القضاءِ الذي كما قالَ " لا يعرفُ من الاجراءاتِ الخيطَ القضائيَّ من الخيطِ السياسيِّ ومن الخيطِ الشخصيِّ..."
ومن الواضحِ ان البطريرك الراعي بشكلٍ او بآخرَ دخلَ وهو يحذَّرُ من المسِّ باموالِ المودعينَ،
دخلَ ليدقَّ ناقوسَ الخطرِ من خطورةِ المسِّ بالنظامِ المصرفيِّ والخشيةَ من خروجنا عن النظامِ الماليِّ العالميِّ والمسِّ بسمعةِ لبنانَ النقديةِ الخارجيةِ.
***
اساساً ماذا بقيَ من سمعةِ لبنانَ في الداخلِ وفي الخارجِ...؟
ومنْ دمَّرَ هذهِ السمعةَ اساساً غيرَ هذهِ المنظومةِ المجرمةِ والقاتلةِ، وها هو إنهيارُ المؤسساتِ وتشريعُ تهريبِ الاموالِ والحدودِ الفالتةِ،
يهدِّدُ بوضعِ لبنانَ على اللائحةِ الرماديةِ للبلدانِ غيرِ المتعاونةِ في مجالِ تبييضِ الاموالِ، كما كتبنا منذُ اربعةِ اشهرٍ،
يعني عملياً التضييقَ اكثرَ فاكثرَ على الحوالاتِ الآتيةِ من خارجِ لبنانَ والخارجةِ من لبنانَ والتدقيقِ بأيِّ قرشٍ يخرجُ حتى المتعلقُ باستيرادِ قمحٍ او دواءٍ او محروقاتٍ..
ومنْ قالَ انهُ في ضوءِ كلِّ ما يجري،
لنْ يتمَّ وقفُ حساباتِ المصارفِ اللبنانيةِ مع المصارفِ المراسلةِ،
التي لنْ تتحمَّلَ بالتأكيدِ الجنونَ اللبنانيَّ والمعلوماتِ في الاعلامِ وفي التقاريرِ عن تبييضِ اموالٍ وعن تهريبِ اموالٍ وعن مخدراتٍ وعن فسادٍ وغيرهِ...
هلْ يعرفُ احدٌ ماذا ينتظرنا بعدُ؟