#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
عجيبٌ أمرهُ هذا "النجيبُ".
لهُ في كلِّ اسبوعٍ منبرٌ وكلامٌ وفي الكلامِ توصيفٌ لواقعِ الامرِ ووعودٌ على شكلِ تمنياتٍ بالمخارجِ والحلولِ...
منذُ اكثرَ من سنتينِ يتثاءبُ "النجيبُ" كلماتٍ كلماتٍ كلماتٍ ولا شيءَ.
وها هو اليومَ يطلُّ في مقابلةٍ تلفزيونيةٍ ليقولَ لا شيءَ.
بماذا سيعدُ؟
بالكهرباءِ لاربعِ ساعاتٍ وهي بحاجةٍ بعدَ شهرٍ لسلفةٍ جديدةٍ أيْ مجلسِ وزراءٍ جديدٍ.
وهنا هلْ انتبهَ المواطنونَ الى جنونِ تسعيراتِ الكهرباءِ الجديدةِ وكيفَ سيتمُّ تسعيرها ايضاً في المراحلِ المقبلةِ على صيرفةٍ التي ترتفعُ بدورها زائدُ عشرينَ بالمئةِ؟
بماذا سيعدُ؟
بالانتخاباتِ البلديةِ والاختياريةِ وهي حتى الساعةَ بحكمِ "الطايرة" لعدمِ حماسِ الاطرافِ عليها ولعدمِ وجودِ الاموالِ الكافيةِ لها؟
بماذا سيعدُ؟
بإعادةِ اموالِ المودعينَ وهو صارَ يكرِّرُ السماجاتِ نفسها منذُ اكثرَ من سنةٍ فيما لا خطةَ واضحةً ولا قوانينَ،
والمشروعُ الوحيدُ الموجودُ هو مشروعٌ هجينٌ للتوازنِ الماليِّ وهدفهُ الوحيدُ شطبُ الودائعِ كما شطبُ ديونِ الدولةِ من دونِ معرفةِ نسبِ توزيعِ الخسائرِ.
ولكنْ لم يقلْ لنا "النجيبُ" من أينَ ستوزَّعُ على المودعينَ الصغارِ اموالهمْ ومن أينْ تأتي؟
بماذا يعدُ "النجيبُ" اهالي ضحايا المرفأِ مع قضاءٍ إنقسمَ في ايامهِ وعجزَ عن فرضِ توافقٍ بينَ الجسمِ القضائيِّ او حتى بينَ قاضيينِ على الاقلَ، واينَ صارتْ الحقيقةُ وأينَ اصبحتْ العدالةُ؟
بماذا يعدُ "النجيبُ" الناسَ حولَ مستقبلِ عملتهمْ وهي تغرقُ اكثرَ فاكثرَ في القعرِ والدولارُ يحلِّقُ وحاكمُ المركزيِّ عاجزٌ عن التدخُّلِ،
ولا املَ يلوحُ بأيِّ قرشٍ من الخارجِ وهو معزولٌ عربياً واقليمياً ودولياً كرئيسِ حكومةِ تصريفِ اعمالٍ؟
لنْ نزيدَ عليهِ الكثيرَ من الاسئلةِ لأنَ لا قدرةَ لهُ حتى على الاستماعِ...
ولا يحبُ التفاعلَ مع انينِ الناسِ ولا مع نبضِ الموجوعينَ ولا صراخَ الجائعينَ..
***
الناسُ في بلدي يجوعونَ، ولكنَّهمْ يعضُّونَ على الجراحِ ويسكنونَ الغربةَ والوحشةَ والانينَ في منازلهمْ الباردةِ التي لا قدرةَ لهمْ على تدفئتها ولا إنارتها ولا مدِّها بالطعامِ ولا بالماءِ وحتى على دفعِ بدلاتِ ايجاراتها او سنداتِ ديونها.
الناسُ لا تعرفُ كيفَ تطبِّبُ المرضى ولا منْ أينَ تؤمنُ الدواءَ، ولا كيفَ تُدخِلُ محتاجاً لعمليةٍ جراحيةٍ الى مستشفى..
الناسُ حتى الاثرياءُ فهم سيموتونَ على ابوابِ المستشفياتِ التي بدورها تتراجعُ خدماتها بعدما كانَ لبنانُ مستشفى الشرقِ.
قوانا الامنيةُ والعسكريةُ والمتقاعدونَ منهمْ منهكونَ وكأنهُ لا يكفيهمْ ذلُّ العيشِ والطبابةِ، حتى يأتي تجارُ المخدراتِ ليغدروا بهمْ...
مدارسنا وجامعاتنا الخاصةُ تشهدُ على الكوارثِ التي يعيشها الاهلُ وهمْ يُعرَّون انفسهمْ ربما من اجلِ دفعِ الاقساطِ بالفريش دولار.
فيما التعليمُ الرسميُّ المدرسيُّ والجامعيُّ في خبرِ كانَ مع توقُّفِ التعليمِ واضرابِ الاساتذةِ وتراجعِ الخدماتِ والتعويضاتِ عن متقاعدي الجامعةِ.
اما الجامعُ المشتركُ لكلِّ هؤلاءِ فهو إنهيارُ قطاعِ النقلِ حيثُ لا الراكبُ ولا سائقُ السيارةِ او الحافلةِ او الباص المدرسيِّ لديهمْ القدرةُ على التعاملِ مع ارتفاعِ اسعارِ المحروقاتِ وغيابِ المالِ.
هذا غيضٌ من فيضٍ في دولةِ الانهيارِ ...
فعلى مَنْ ستقرأُ كلامكَ يا نجيبُ؟