#الثائر
" الهام سعيد فريحة "
لم يعتبرْ النجيبُ ان هناكَ داعياً لانعقادِ مجلسِ وزراءٍ للتباحثِ في إنهيارِ العملةِ الوطنيةِ بشكلٍ غيرِ مسبوقٍ واكتفي بعقدِ جلسةٍ ستتكرَّرُ في السراي مع وزيرِ المالِ وحاكمِ المركزيِّ،
وخلصَ الاجتماعُ الى لا شيءَ سوى طلعاتٍ ونزلاتٍ للدولارِ غيرِ مفهومةٍ وغيرِ مبرَّرةٍ..
وهكذا سنبقى رهينةَ إنهيارِ العملةِ وتداعياتهِ على اسعارِ كلِّ شيءٍ.
ولم يعتبرْ النجيبُ ان هناكَ داعياً لانعقادِ مجلسِ وزراءٍ للنظرِ في إنهيارِ الجسمِ القضائيِّ،
دعماً مثلاً لانعقادِ مجلسِ القضاءِ الاعلى لوضعِ اليدِ على الانقسامِ الكبيرِ والحادِ،
بعد ما جرى بينَ المحقِّقِ العدليِّ ومدعي عامِ التمييزِ وإنعكاساتِ ذلك على الشارعِ الذي يتحضَّرُ اليومَ لمرحلةٍ عاليةٍ من السخونةِ والتي لا يعرفُ احدٌ الى اينَ ستصلُ!
أجَّلَ النجيبُ جلسةَ مجلسِ الوزراءِ التي كانتْ مقرَّرةً الخميس،
لمناقشةِ الملفِّ التربويِّ المتفجِّرِ بدورهِ مع اضرابِ الاساتذةِ والذي يواكبهُ ايضاً تصعيدٌ من قبلِ الجامعاتِ على خلفيةِ فرضِ ضرائبَ على الاساتذةِ الذينَ يقبضونَ بالفريش دولار.
وعليهِ... كيفَ ينعقدُ مجلسُ الوزراءِ للضرورةِ، وهلْ الضرورةُ كانتْ لانعقادِ جلسةٍ،
لتوقيعِ سلفةِ الكهرباءِ لتيارٍ لنْ يأتينا الاَّ لثلاث ساعاتِ يومياً وعلى مدى شهرٍ،
وبعدَ شهرٍ سنعودُ الى الازمةِ نفسها والتواقيعِ نفسها والتوتُّراتِ نفسها.
***
كمْ نحنُ بحاجةٍ الى رجالاتِ دولةٍ في هذهِ الدولةِ التي تتحوَّلُ من دولةٍ فاشلةٍ الى دولةٍ مارقةٍ..
لم يبقَ احدٌ وإذا وجدوا فعلى عددِ اصابعِ اليدِ الواحدةِ،
اما الباقونَ فلصوصٌ وتجارٌ وسارقونَ وكذابونَ ومنافقونَ وزاحفونَ ومتواطئونَ ومتآمرونَ.
ندخلُ الى اسبوعٍ تختلطُ فيهِ العبثيةُ بالفوضى، بالجنونِ، بالانهياراتِ، بالنفاقِ، بالسجالاتِ والشعاراتِ...
اسبوعٌ ندخلُ فيهِ رسمياً بعدَ سنواتٍ طويلةٍ وعقودٍ الى سعرِ صرفٍ رسميٍّ جديدٍ،
هو بدورهِ سعرٌ وهميٌّ يقابلهُ سعرُ منصَّةِ صيرفةٍ وهميٌّ بدورهِ لدولارٍ يحلِّقُ في الاعالي،
فيما الناسُ يتوهَّمونَ ايضاً ان احوالهمْ ستتحسَّنُ مع حكامٍ ومسؤولينَ همْ أنفسهمْ لا يزالونَ يبيعونَ الاوهامَ!