#الثائر
- " اكرم كمال سريوي "
نشرت الولايات المتحدة الأمريكية طائرات "أواكس" فوق رومانيا، لزيادة فعالية مراقبة حركة القوات الروسية، وتزويد القوات الاوكرانية بكافة التفاصيل، عن مراكز وتجمعات وتحركات هذه القوات.
وتكثفت اجتماعات القادة العسكريين لحلف الناتو، فناقش رؤساء أركان جيوش الحلف، في اجتماعهم الأخير في قاعدة أمشتاين في المانيا، مع قائد قوات الحلفاء في أوروبا، الجنرال الأمريكي كريستوفر كافولي، زيادة الدعم العسكري لكييف.
تضغط الولايات المتحدة الأمريكية على حلفائها، لتزويد أوكرانيا بالأسلحة الثقيلة خاصة الدبابات .
وبحسب ما أفادت به وكالة رويترز، فإن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، ضغط على نظيره الألماني الجديد، بوريس بيستوريوس، لمنح الإذن لدول الناتو بتوريد دبابات ليوبارد-2 إلى أوكرانيا.
وأعلنت كل من بولندا والنروج عن عزمهما، إرسال ما بحوزتهما من دبابات ألمانية حديثة إلى أوكرانيا، حتى لو لم توافق المانيا على ذلك.
ما هو سبب امتناع أمريكا عن تزويد أوكرانيا بدبابات "أبرامز"، والضغط على حلفائها الأوروبيين لإرسال دباباتهم إلى كييف؟؟؟
لا تريد أمريكا المجازفة بسمعة دباباتها، وتسعى إلى التضحية بالدبابات الألمانية، لكن وكما كشفت صحيفة "Süddeutsche Zeitung" نقلا عن مصادر خاصة، الأربعاء الماضي، فإن المستشار الألماني أولاف شولتس، أوضح خلال محادثة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، الثلاثاء الماضي، بأن ألمانيا ستورّد دبابات "Leopard 2" إلى أوكرانيا فقط، بشرط تزويد واشنطن الجانب الأوكراني بدبابات "Abrams".
قد تُعزّز الدبابات الغربية قدرات القوات الأوكرانية للقيام ببعض العمليات القتالية، لكنها من الصعب أن تغيّر معادلة الحرب، فأوكرانيا كانت تملك في بداية الحرب أكثر من الف دبابة، غالبيتها من نوع ت-٦٤ المُحدّثة، التي لم يبعها السوفيات لأي دولة، ومن يعتقد أن عشرين أو مئة دبابة، ستغيّر مجرى الحرب، فهو لا يعلم سوى القليل عن الأسلحة والحرب.
إن الكلام في وسائل الإعلام عن دقة هذه الدبابات الغربية، في إصابة الأهداف على مسافة تصل إلى 5 كلم، هو من قبيل الدعاية الغربية فقط، فكل خبراء الأسلحة في العالم، يعلمون تفوّق الدبابات الروسية على نظيراتها الغربية.
تملك روسيا أخطر الصواريخ المضادة للدبابات في العالم، وهي من نوع كورنت-3، بمدى رمي يصل إلى 10 كلم، ودقة إصابة بنسبة 99% . مما يعني أن الدبابات الغربية ستحترق في أوكرانيا، كما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تماماً.
ورغم إعلان الدول الغربية عن زيادة دعمها لأوكرانيا، لكنهم يحاذرون التورط في أي نزاع مباشر مع روسيا.
تكمن المشكلة أن أمريكا وبعض قادة أوروبا، يريدون هزيمة بوتين، ويدفعون بالصراع في أوكرانيا إلى مستوى لا يمكنهم معه التراجع، محاولين إقناع أنفسهم وشعوبهم، بأن أي خطوة إلى الوراء، ستمثّل نصراً لروسيا وهزيمة للناتو.
أما روسيا وعلى لسان قادتها فهي أيضاً تقول إنها لا يمكنها التراجع والقبول بالهزيمة، حتى ولو اضطرت إلى استخدام السلاح النووي، هذا وفق ما أعلن نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري مدفيدف.
وشدّد الرئيس بوتين، ووزير خارجيته، في أكثر من مناسبة، على تشبيه التحالف الغربي ضد روسيا اليوم، بالحرب الوطنية العظمى ضد المانيا النازية في أربعينيات القرن الماضي، وكذلك بما ذكره الكاتب الشهير تولستوي، عن تحالف القوميات الأوروبية ضد بلاده، عام 1818 تحت قيادة نابليون بونابرت.
تُحضّر روسيا الأجواء داخلياً، لتصعيد جديد للنزاع في أوكرانيا، فبعد رفع مستوى قيادة العملية العسكرية وتعيين رئيس هيئة الأركان الجنرال فاليري غراسيموف قائداً عاماً للعملية ، بدأت نشر صواريخ سارمات النووية الحديثة، وأرسلت أفضل غواصاتها إلى المحيطين الأطلسي والهادئ، وهي غواصات مزودة بصواريخ "يوم القيامة" "بوسايدن" القادرة على إحداث تسونامي عملاق، يمكنه إغراق دولة كبريطانيا، ومحوها من الوجود خلال نصف ساعة، وتحدثت وسائل إعلام غربية، عن نشر أنظمة دفاع جوي "بانتسير" داخل العاصمة الروسية موسكو.
يريد بايدن دفع بوتين الى استخدام السلاح النووي في أوكرانيا، ليتسنى لأمريكا عزل روسيا ومحاصرتها، ودفع الصين والهند وعدة دول أُخرى إلى التخلي عنها.
لكن من يضمن بعد ذلك كيف سيتطور الصراع في العالم؟؟؟ لماذا هذه المجازفة بالصدام النووي؟؟؟ ولماذا هذه التضحية بالشعب الأوكراني؟؟؟ لماذا الإصرار على انضمام أوكرانيا إلى الناتو؟؟؟ ووضع صواريخ وقواعد عسكرية أمريكية على أعتاب موسكو؟؟؟ وهل يصدق الأمريكيون أن بوتين سيوافق على ذلك بكل سهولة؟؟
لقد سخر الرئيس الأوكراني زيلنسكي خلال الاجتماع الرباعي، الذي جمعه مع بوتين، وميركل، وماكرون، في باريس عام ٢٠١٩، من طرح الرئيس الروسي لمشروع سلام، وجهّز زيلنسكي جيشه لتحرير الدونباس بالقوة، فوقعت الحرب، وعاد الآن وكبّل نفسه بقانون اصدره هو بنفسه، يمنع أوكرانيا من التفاوض مع روسيا، ولم يترك مجالاً للحوار بينهما، سوى للغة المدفع في الميدان، ويحثّ حلفاءه الغربيين على تقديم مزيد من السلاح والدعم لبلاده، ويعِدهم ويعِد الشعب الأوكراني بالنصر على روسيا.
الجميع يعلم، أن التصعيد سيقابله تصعيد آخر، ويبدو أن لا أحد يريد التراجع، وقد يدفع جنون العسكريتارايا، كل العالم إلى الحرب النووية، وهاوية الدمار الشامل في أي لحظة.
فهل ما زال هناك من مجال للدبلوماسية والحوار ؟ وهل ما زالت الامم المتحدة، التي تم إنشاؤها للحفاظ على السلام العالمي، قادرة على لعب دور ما؟؟؟ أم أن الحرب باتت الخيار الوحيد، وأصبح هذا العالم يحتاج إلى إعادة تشكيل؟؟؟
إنها أسئلة برسم قادة؛ أوروبا، وأمريكا، وأوكرانيا، وروسيا، والعالم!!! فلماذا يدفع الجميع إلى تصعيد الصراع في أوكرانيا، بدل البحث عن السلام؟؟؟.