#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
في جمهوريةِ القراصنةِ يُمكنُ الحديثُ عن كلِّ انواعِ الموبقاتِ والهندساتِ والخزعبلاتِ، ليسَ آخرها صيرفةٌ والمضارباتُ وتحوُّلِ جزءٍ من المواطنينَ الى لاعبينَ محترفينَ على صعيدِ التجارةِ بالاموالِ...
لكنْ أبرزَ مؤشراتِ جمهوريةِ القراصنةِ، هي تركيبُ "الطرابيشِ" كما يُسمى بالعاميةِ، بما يعني اخراجَ ارانبِ الفتاوى الدستوريةِ من الجيوبِ عندَ كلِّ حادثةٍ او زاويةِ ملفٍّ.
وهذا ما فعلهُ وزيرانِ في حكومةِ تصريفِ الاعمالِ يومَ الاربعاءِ حينَ حضرا واجتهدا دستورياً عن الحضورِ مبرِّرينَ السببَ فيما هما غابا عن الجلسةِ السابقةِ...
وهكذا ما أُعتبرَ ضربةَ كفٍ لرئيسِ التيارِ الوطنيِّ الحرِّ من حيثُ اكتمالِ النصابِ من حصتهِ،
ظهرَ للناسِ والرأيِ العامِ كم ان وزيرينِ فقدا المزيدَ من مصداقيتهما بمجرَّدِ الحضورِ وتبريرِ الاسبابِ التي لم تتغيَّرْ بينَ اسبوعٍ وآخرَ،
فيما كان حازماً موقفُ مجلسِ المطارنةِ الموارنةِ من لا دستوريةِ الجلسةِ،ومَنْ ضرورةِ الاستعجالِ لانتخابِ رئيسٍ للجمهوريةِ.
***
نداءٌ... كالعادةِ لم يسمعهُ من جاؤوا الى ساحةِ النجمةِ "للتسليةِ"...
فجلساتُ خميسِ الانتخابِ صارتْ رفعَ عتبٍ وجسِّ نبضٍ وتمريكٍ وتسجيلِ مواقفَ ورصدِ ارقامٍ بالطالعِ او بالنازلِ،
كما رفعُ "بصماتٍ" عن اصحابِ الشعاراتِ الرنَّانةِ التي تَنزلُ في صندوقةِ الاقتراعِ بشكلٍ هزليٍّ واستعراضيٍّ وفولكلوريٍّ او فيهِ الكثيرُ من المزايداتِ الرخيصةِ عن لبنانَ وحبِّ لبنانَ الحرِّ والموحَّدِ والعيشِ المشتركِ.
شعاراتٌ ممجوجةٌ لابطالِ نحرِ هذا النظامِ الذي لم يبقَ منهُ شيءٌ على يدِ رعاتهِ وحكامهِ.
بلدٌ يفقدُ اكثرَ فأكثرَ ما تبقَّى من سيادتهِ تحتَ ألفِ شعارٍ وشعارٍ،
وها هو القضاءُ الاوروبيُّ يأخذُ ما تبقَّى منا بعدَ ما تخلَّى بعضُ قضائنا عن ادوارهمْ لألفِ سببٍ وسببٍ.
فصولُ الفتاوى وتركيبِ الطرابيشِ لنْ تنتهيَ،
وغداً قد نكونُ مع فصلٍ جديدٍ.
لكنَّ امراً اكيدا واحداً يحدُثُ كلَّ يومٍ:
فصولُ إنهيارِ الليرةِ اللبنانيةِ تَزيدنا تعاسةً، مع تخطي الدولارِ عتبةَ الخمسينِ الفِ ليرةٍ لبنانيةٍ!