#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
صارَ مُخجلاً ومقرفاً ومُحرجاً ومدعاةً للغضبِ مشهدُ النوابِ اللبنانيينَ يأتونَ الى مجلسٍ نيابيٍّ لانتخابِ رئيسٍ يعرفونَ سلفاً أنهُ لنْ يحصلَ، في كلِّ جلسةٍ ستُعقدُ وحتى اشعارٍ آخرَ،
سنسمعُ الخطاباتِ نفسها والمواقفَ نفسها بينَ سياديينَ وتقليديينَ وتغييريينَ ونصفِ تغيريينَ ومستقلينَ،
وصرنا نحفظُ على الغيبِ اسماءَ الجهاتِ المعطِّلةِ، وزعماءِ الجهاتِ الحريصةِ على البلادِ في إنقسامٍ حادٍ لم تعرفهُ البلادُ، وفي تشتُّتٍ في الاصواتِ قد لا ينجحُ في انتخابِ رئيسٍ حتى ولو اجتمعتْ كلُّ اممِ الارضِ.
كانَ التعويلُ على اجتماعٍ اوروبيٍّ عربيٍّ في باريس، سبقَ ان دعونا الى عدمِ المبالغةِ وانتظارِ نتائجَ منهُ، فإذا بالاجتماعِ في حكمِ الملغى أقلَّهُ في الوقتِ الحاضرِ.
ما دامتْ الامورُ على حالها في لبنانَ، وما دامَ التوتُّرُ الاوروبيُّ – الايرانيُّ يكبرُ،
وما دامَ العربُ لم يقرِّروا بعدَ كيفَ يتعاملونَ مع لبنانَ الذي بدورهِ لم يعرفْ كيفَ يتعاملُ معهمْ ومع نفسهِ.
***
وهكذا لا شيءَ يلوحُ في الافقِ على صعيدِ الرئاسةِ، وسنضيِّعُ اوقاتنا كلَّ اسبوعينِ او ثلاثةٍ في جدوى إنعقادِ مجلسِ وزراءٍ او لا،
وها هو "النجيبُ" وحسبَ مصادرَ ديبلوماسيةٍ حاولَ ادراجَ تسعةِ بنودٍ على جدولِ اعمالِ مجلسِ الوزراءِ الاستثنائيِّ، بينها الكهرباءُ والنفاياتُ وارسلَ الجدولَ الى حزبِ اللهِ، فإذا بالحزبِ يطلبُ التريُّثَ قبلَ اعطاءِ الموافقةِ،
على جلسةِ مجلسِ الوزراءِ حتى لا يخسرَ علاقتهُ بالوطنيِّ الحرِّ، طالباً مع ذلكَ حصرَ موضوعِ الجلسةِ إذا انعقدتْ بالكهرباءِ.
***
وهكذا نعيشُ على ما يَمدُّنا بهِ السياسيونَ من اوكسيجينْ لنتنفسَ،
وعلى ما يغدقهُ علينا "الحاكمُ بأمرِ الليرةِ والدولارِ" من بهلوانياتِ صيرفةٍ،
وعلى ساعاتِ تغذيةٍ بالكهرباءِ تأتينا من المولِّداتِ الخاصةِ واشتراكاتِ الاحياءِ والطاقةِ الشمسيةِ من دونِ ايِّ وجودٍ رمزيٍّ حتى لكهرباءِ الدولةِ.
هلْ نستحقُّ اكثرَ من هذا الرخاءِ؟
بالطبعِ لا؟
بالامسِ صرخَ الاساتذةُ في التعليمِ الرسميِّ وهمْ يُضربونَ لمدةِ اسبوعٍ ولم يسمعوا من رئيسِ حكومةِ بلدهمْ سوى وعودٍ سئموا منها...
كانَ لدينا التعليمُ والطبابةُ والخدماتُ نفتخرُ بها امامَ العالمِ.
خسرنا الخدماتِ والطبابةَ،
وها هو التعليمُ بعدَ ازمةِ كورونا ايضاً، يفقدُ اخرَ الحوافزِ للدورِ اللبنانيِّ!