#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
المعطياتُ كُلها تُشيرُ إلى شغورٍ رئاسيٍّ طويلٍ.
ويبدو حسبَ مصادرَ ديبلوماسيةٍ عربيةٍ في بيروت، أن هناكَ مبالغةً في الحديثِ عن اتصالاتٍ دوليةٍ او عربيةٍ او اوروبيةٍ لانتخابِ رئيسٍ لجمهوريةِ الفشلِ اللبنانيةِ.
وحتى الساعةَ لم تفضِ الاتصالاتُ الى شيءٍ عمليٍّ...
خصوصاً ان التباعدَ كبيرٌ بينَ ما يطلبهُ محورٌ من مواصفاتٍ وما يطلبهُ محورٌ آخرُ من مواصفاتٍ مضَّادةٍ وغيرِ متطابقةٍ.
ومن الصعبِ كما تؤكِّدُ المصادرُ العربيةُ إيصالُ رئيسٍ محسوبٍ على فريقٍ ضدَّ فريقٍ، وفي الوقتِ عينهِ من المستحيلِ إيصالُ رئيسٍ لا يحملُ صفاتٍ إنقاذيةً على صعيدِ الوضعِ الداخليِّ وعلى صعيدِ العلاقةِ مع الخليجِ.
فكيفَ يمكنُ الملاءمةُ هنا بينَ مستحيلينِ وخيارينِ،
إلاَّ إذا كانَ المطلوبُ إيصالَ شخصيةٍ لا طعمَ ولا نكهةَ ولا رائحةَ لها،
وتبقي البلادَ متأرجحةً ومعلَّقةً، من دونِ إنقاذٍ.
وهنا يبدو الحسمُ ايضاً صعباً نظراً لانعدامِ التوازنِ في الملفاتِ الاقليميةِ واستمرارِ التأرجحِ على مستوى العلاقاتِ العربيةِ الاميركيةِ، والاميركيةِ الايرانيةِ، والايرانيةِ العربيةِ، من دونِ ايِّ إمكانيةٍ لفصلِ الملفِّ اللبنانيِّ عن هذا الشطرنجِ المترابطِ، وإذا لم يتمَّ كسرُ هذهِ الحلقةِ المُفرغةِ، بشكلٍ دراماتيكيٍّ وعبرَ سيناريو ما ليسَ معروفاً،
تَختمُ المصادرُ العربيةُ انَ لا إمكانيةَ لكسرِ الفراغِ على مستوى الرئاسةِ في لبنانَ، وعلى مستوى تعطُّلِ عملِ كلِّ المؤسساتِ، وتداعياتِ ذلكَ على البلادِ بأكملها...
***
وما دامتْ المسألةُ طويلةً وشاقةً رغمَ ان "النجيبَ" تحدَّثَ امامَ نقابةِ المحررينَ عن "شيءٍ ما يَعملُ عليهِ في الخارجِ"، فكيفَ يُدارُ الشغورُ ومَنْ يُديرهُ؟
وهلْ سنبقى عندَ إستحقاقِ كلِّ جلسةٍ طارئةٍ نعيشُ التوتُّرَ الطائفيَّ والمذهبيَّ والسجالاتِ حولَ احقيةِ إنعقادِ الحكومةِ وضرورةِ العجلةِ او عدمِها، والمراسيمِ الجوَّالةِ وتواقيعِ كلِّ الوزراءِ او بعضهمْ، او توقيعُ رئيسِ الجمهوريةِ؟
وإذا لم ينعقدْ مجلسُ الوزراءِ لحلحلةِ بعضِ امورِ الناسِ، فكيفَ تُحلُّ مسائلُ عاجلةٌ وضروريةٌ في بلدٍ كلُّ القطاعاتِ فيهِ منهارةٌ ومفلسةٌ.
ولعلَّ الاسوأَ ما يجري على صعيدِ لعبةِ الدولارِ وقد صارتْ اللعبةُ مكشوفةً على صعيدِ المصارفِ، وشراءِ وبيعِ الشيكاتِ،
والتجارةِ "باللبناني" او على صعيدِ الصرافينَ وشركاتِ تحويلِ الاموالِ ودورِ المصرفِ المركزيِّ.
والاسوأُ كما يُقالُ هو حركةُ الطلبِ على الدولارِ من قبلِ السوريينَ في كلِّ مناطقِ البقاع.
فلماذا زادَ الطلبُ ولمصلحةِ مَنْ؟
والى أينَ ستأخذنا هذهِ اللعبةُ الجهنميةُ من الان وحتى رأسِ السنةِ؟
وإذا كانَ الامرُ هكذا اليومَ ، فكيفَ سيُصبحُ عليهِ سعرُ الدولارِ اعتباراً من اولِ شباط، مع غرقِ السوقِ بالليرةِ اللبنانيةِ؟
ويُقالُ هنا أنهُ حتماً سيتجاوزُ سقفَ ألــ 55 الفَ ليرةٍ، فكيفَ يعيشُ الناسُ بعدَ سكرةِ الاعيادِ وعودتهمْ الى الحياةِ التي يُفترضُ ان تكونَ طبيعيةً، ولكنها ستكونُ "جهنميةً"!