#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
تَدخلُ البلادُ غيبوبةَ عملِ المؤسساتِ التي هي اساساً، في حالةِ شغورٍ، وبطالةٍ، ومنهكةٌ.
من رئاسةِ الجمهوريةِ المؤجلِ ملءِ موقعها حتى اشعارٍ آخرَ، الى تعليقِ التشريعِ في الرئاسةِ الثانيةِ،
مع مجلسٍ نيابيٍّ ضائعٍ ومشتَّتٍ ومفتَّتٍ،
الى رئاسةِ حكومةٍ وحكومةِ تصريفِ اعمالٍ تكتفي بلقاءاتٍ تشاوريةٍ لا تقدِّمُ ولا تؤخِّرُ في مسارِ البلادِ.
اما السلطةُ القضائيةُ، فلا تنتظرُ شيئاً من السلطاتِ الباقيةِ،
وهي بدورها معتكفةٌ ويجوعُ معها ليسَ فقط القضاةُ، إنما المحامونَ العاطلونَ عن العملِ مع توقُّفِ مسارِ القضاءِ...
اما باقي المؤسساتِ فحدِّثْ ولا حرجَ...
فكيفَ تسيرُ إدارةٌ رسميةٌ، إذا كانَ نصفُ موظفيها بالكادِ يؤمِّنونَ الدواماتِ وتغيبُ عنها الاوراقُ والطوابعُ الماليةُ التي تباعُ في السوقِ السوداءِ...
***
وحدهمْ تجارُ الدولارِ والمتلاعبونَ بالعملاتِ في حالةِ عملٍ دؤوبٍ يرفعونَ معها الدولارَ،
ليهدِّدَ بالوصولِ هذا الاسبوعَ الى سقفِ 45 الفَ ليرةٍ من دونِ أيِّ رادعٍ...
فيما الناسُ تتساءلُ كيفَ أُكِلتْ تحسيناتُ رواتبها وتعويضاتها بارتفاعِ الدولارِ وبارتفاعِ الدولارِ الجمركيِّ وبالضرائبِ،
التي حتى الساعةَ، ورغمَ كلِّ الاحاديثِ لم يتمَّ تعليقُ مفعولها الرجعيِّ بشكلٍ رسميٍّ بعدُ...
ولعلَّ الكارثةَ الاكبرَ هو الصمتُ او العجزُ او غيابُ الاجاباتِ لدى المسؤولينَ الماليينَ، من مصرفِ لبنانَ، والمصارفِ، ووزارةِ المالِ،
حولَ ما سيحلُّ بالقروضِ الاسكانيةِ بالدولارِ والتي كانَ يدفعها الناسُ على سعرِ صرفٍ 1500 ليرة وهي اليومَ حُكماً ستصبحُ على سعرِ صرفٍ 15 الفاً اعتباراً من اولِ شباط 2023،
فمنْ أينَ يأتي الناسُ المحجوزةُ اموالهمْ بالمصارفِ بالاموالِ على سعرِ 15 الفاً ليدفعوا للمصارفِ قروضهمْ؟
وهلْ يُعقلُ حتى انه مع رفعِ المنصَّاتِ من 8000 ليرةٍ الى 15 الفَ ليرةٍ ان يكونَ المواطنُ او المستدينُ يسحبُ ما تبقَّى من ودائعهِ على سعرِ المنصَّةِ الجديدِ ليدفعَ قرضهُ للمصرفِ على السعرِ الجديدِ؟
ألنْ يكونَ كلُّ الذينَ عليهمْ قروضٌ سكنيةٌ في حالِ تعثُّرٍ عن الدفعِ؟
واستطراداً ألنْ تكونَ المصارفُ، اذا سلَّمتْ بسعرِ الالفِ وخمسمايةِ ليرةٍ،
ان تكونَ هي ايضاً في حالةِ إفلاسٍ كونها مضطرةً لقلبِ ميزانياتها على سعرِ الصرفِ الجديدِ.
حتى الساعةَ، لا احدَ يتحدَّثُ، ولا حتى مصرفُ لبنانَ يتحدَّثُ عن مهلٍ زمنيةٍ للناسِ، او اعفاءاتٍ او ما شابهَ..
فألى مَنْ يلجأ المواطنُ مع دولةٍ مفكَّكةٍ ومفلسةٍ وعاطلةٍ عن العملِ ومنهارةٍ؟
***
ثمَّةَ مَنْ سيقولُ:
لا يهمُّ، البلدُ ماشي بلا مسؤولينَ وفي الاعيادِ حركةُ الطيرانِ الى لبنانَ ستكونُ في اوجها اعتباراً من اليومِ، واللبنانيونَ المغتربونَ سيأتونَ الى لبنانَ هذا الاسبوع بالآلافِ ليمضوا الاعيادَ مع اهلهمْ....
سيصرفونَ "الفريش دولار"، عظيمٌ، ولكنْ ماذا بعدَ الاعيادِ؟
وكيفَ يستمرُّ بلدٌ يعيشُ بالصدفةِ وعلى الحسناتِ الخارجيةِ؟
وحتى، صارتْ سمعتهُ، ان شعبهُ لم يعدْ يتحمَّلُ ان يدخلَ موكبٌ لقواتِ اليونيفل الى طريقٍ فرعيٍّ من دونِ إخذِ اذنِ العالمِ بأكملهِ.
نريدُ من العالمِ ان يساعدنا، ونحنُ لا نُساعدُ أنفسنا... لا بل نقتلُ من يأتي ليُساعدنا...
وربما نمشي في جنازتهِ!