#الثائر
القديس نعمة الله الحرديني ، كان معلم الرهبان ومن تلاميذه كبار القديسين وأوّلهم القديس شربل العظيم وقد حفظ لنا التقليد الشفهي بعض المقولات، والجمل، والكلمات المأثورة، التي تلَفّظَ بها الطوباوي نعمة الله، وأصبحت بعدَهُ مضرب مثل، يردّدها الخلَفُ عن السّلَفِ لما فيها من الحكمة، والبلاغة، وطيب الأحدوثة في شرف الحياة الرهبانيّة وخيورها.
ويقول القديس :
• “إنّ الراهب في ديره، مَلِكٌ في قصره، دولتُهُ رهبانيتُهُ، وجنودُهُ إخوتهُ، ومجدُهُ فضيلتُه، تاجهُ محبّة الله ورهبانيتهُ، صولجانُهُ عفّتُهُ وطهارتُهُ، سِلاحُهُ فقرُهُ وطاعتُهُ وصلاتَهُ، وبرفيرُهُ تواضُعُهُ ووداعَتُهُ.”
• “الحياةُ التوحيديّة والحياة الديريّة
إنَّ الذين يُجاهدون في العيشه الديريّة المُشتركة، لهم أكبر فضل؛ هناكَ الاحتمال، والصبر، وكسرُ الإرادة، واحتمالُ ضعف الضعفاء؛ وإنّ العيشةَ الديريّةَ المُشتركة تُعدّ، عندَ آباءِ الروح، مثلَ اشتشهادٍ دائمٍ، إذ لا يسوغُ للراهبِ أن يعمَلَ ما يُلائمُ ذوقَهُ وطبعَهُ وأخلاقَهُ، بل عليه أن يسهر دائماً وينتبه لئلا يشكّكَ الغير. هذه هيَ واجبات الراهب في الدير. وأمّا الحبيس، يا أخي، فهوَ وحدَهُ، ولا مُجرّب له من الخارج، يقضي أوقاتَهُ بصلاتِهِ، وبإتقانِ العملِ في هذا الكرمِ (كرم المحبسة). ومعَ ذلكَ، أقولُ لكَ، يا أخي، لكُلٍّ دعوتُهُ، وليسَ كلُّ الناس سواء. فهذا للخلوة، وذاك للعيشةِ الديريّة المشتركة. أمّا أنا، فهذه دعوَتي، وقد اعتَنقتُها منذُ زمنٍ طويل.”
• “ثلاث نصائح لترسيخ الحياة المشتركة
– لا يسوغ للراهب أن يعمل ما يلائم ذوقه وطبعَهُ، وأخلاقَهُ، بل عليه أن يسهر دائماً لئلاّ يمسَّ أو يكدّرَ إخوتهُ
– على الراهب أن ينتبه على سيرته ومسلكه؛ لئلا يُشكّكَ الغير.
– إذ كان لديك ما تقوله لأخيك، إذهب وعاتبه بروح المسيح، ولا تترك العنان للسانكَ للثّلْبِ والافتراء.”
ولن ننسى جملته الشهيرة : "الشاطر اللي بيخلّص نفسو."