#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
هي سنواتٌ تتراكمُ على ذكرى استقلالِ لبنان، من دونِ ان يكونَ هناكَ استقلالٌ ولا دولةٌ، بل ذكرى مناسبةٍ،
والخوفُ ان يُصبحَ ذكرى دولةٍ وكيانٍ.
كم هو حزينٌ هذا اليومُ الذي لم يعدْ يحتفلُ فيهِ الاَّ اطفالُ المدارسِ في اليومِ الذي يَسبقْ، واقفينَ ملوِّحينَ بالعلمِ لينشدوا بعدهُ نشيداً لم يعدْ يتذكَّرهُ احدٌ...
لا عرضَ عسكرياً اليوم، ولا احتفالاتٍ ولا استقبالاتٍ تماشياً مع الفراغاتِ في مواقع السلطةِ...
إن في الرئاسةِ الاولى، وإن على مستوى الحكومةِ...
فيما السلطةُ القضائيةُ مشلولةٌ، والسلطةُ التشريعيةُ قد تكونُ ذاهبةً الى تعليقِ التشريعِ بانتظارِ انتخابِ رئيسٍ..!
ماذا بقيَ ويبقى من لبنانَ الدولةِ والكيانِ؟
عملياً لم يبقَ إلأ مؤسسةُ الجيشِ المؤتمنةُ حتى الساعةِ على امنِ البلادِ، فيما الحدودُ الفالتةُ ونقاطُ التهريبِ ليستْ من مسؤوليتها،
بفعلِ غيابِ القرارِ السياسيِّ عن ضبطها، وبفعلِ قوى الامرِ الواقعِ المسيطرةِ على مراكزِ القرارِ..
***
في ذكرى الاستقلالِ ... نحنُ امامَ دولةٍ مُنحلَّةٍ سقطتْ فيها المؤسساتُ بفعلِ الانهياراتِ في كلِّ القطاعاتِ، ومؤشراتِ الامنِ الذاتيِّ والاداراتِ الذاتيةِ تتحكَّمُ في المفاصلِ...
من موتوراتِ الاحياءِ الى شركاتِ الامنِ الى الجزرِ الامنيةِ والتشريعاتِ المحليةِ، مروراً بالمخيماتِ، وصولاً الى المناطقِ المحظورةِ على الدولةِ المركزيةِ...
ايُّ استقلالٍ لدولةٍ ينتظرُ نُوابها كلمةَ السرِّ التي تأتي من الخارجِ لينتخبوا رئيساً، او لتكليفِ رئيسِ حكومةٍ؟
ايُّ استقلالٍ لدولةٍ تنصاعُ انصياعاً لشروطِ صندوقِ النقدِ الدوليِّ من دونِ نقاشٍ؟
ايُّ استقلالٍ لدولةٍ يتحكَّمُ السفراءُ بمفاصلها الاساسيةِ، من التعييناتِ الى القوانينِ والتشريعاتِ وصولاً الى الوزراءِ والنوابِ؟
ايُّ استقلالٍ لدولةٍ سلطتها القضائيةُ مشتَّتةً ومبعثرةً ولا قدرةَ لها على إصدارِ أيِّ قرارٍ في ايِّ ملفٍ كبيراً كان ام صغيراً،
إلاَّ إذا تدخلتْ القوى السياسيةُ لتتحكَّمَ في مسارِ التحقيقاتِ والاحكامِ؟
***
هلْ نطيلُ الكلامَ بعدُ، والجميعُ يعرفُ تفاصيلَ التفاصيلِ عن دولةٍ مفكَّكةٍ ومتحلِّلةٍ وفاشلةٍ ومنهارةٍ...!