#الثائر
ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، اليوم الخميس، في الجلسة العامة لمنتدى "فالداي"، كلمة تطرّق فيها للقضايا السياسية والاقتصادية الملحة التي يواجهها العالم.
وقال أنّ الموقف في العالم يتوجه نحو السيناريو الأسوأ، وأنّ الغرب أشعل الحرب في أوكرانيا وارتكب عددا من الأخطاء المنهجية ويتجاهل مصالح الدول الأخرى وقيمها وثقافاتها ويسعى لكي يخضع له الجميع.
وتابع: الأزمة تطال الجميع الآن وليس هناك أي أوهام.. أمام البشرية طريقان، إما المضي قدما نحو الانهيار أو العمل على نظام جديد معا. والأحداث دفعت بالقضايا البيئية إلى المشهد الخلفي، في الوقت الذي لم تختف فيه هذه التهديدات الأساسية ولا زال اختلال التوازن البيئي يمثل تحديا لنا جميعا.
وحذّر بوتين الغرب: من يبذر الريح يحصد زوبعة. وقال: من فرط ثقة الغرب في عصمته عن الأخطاء أصبح بين إلغاء وتدمير المعارضين خطوة واحدة.
وأردف قائلاً: الفيلسوف الروسي ألكسندر زينوفييف قال منذ عشرين عاما إن ما يحتاجه الغرب للحياة هو أن يكون كوكب الأرض وجميع موارد البشر تحت إمرته.
وانتقد عملية اغتيال قاسم سليماني من قبل الغرب، معتبراً أنّ الغرب قتل قاسم سليماني على أراضي دولة ثالثة، وأنّ الغالبية العظمى من الدول تطالب الآن بالديمقراطية في الشؤون الدولية، ولا تقبل الإملاءات المفروضة على الدول. مشيراً أنّ روسيا لديها مناطق يحتفلون فيها جميع المناسبات الخاصة بالديانات المختلفة: الإسلام والمسيحية والبوذية.
وتابع: من الوقاحة اعتراف الغرب الصريح بتمويل الانقلاب في أوكرانيا بالأرقام. ولن يكون بمقدور أي أحد أن يملي على روسيا نوع المجتمع الذي يجب أن يعيش فيه وأي قيم يتبعها. ولابد من فتح قنوات الحوار بين الحضارات، والبحث عن جوهر الوجود الإنساني الذي نلتقي فيه جميعا.
وقال بوتين: فليفعلوا ما يشاؤون في مسيرات المثليين وغيرها لكن ما لا يملكون الحق فيه هو إجبار الآخرين على الحياة في نفس الأطر. فروسيا ليست عدوا للغرب، والشخصية السياسية لأوروبا اليوم أصبحت محدودة للغاية. هناك الغرب التقليدي الذي يرتبط بالديانات وحتى بالتاريخ القديم، والذي تعده روسيا قريبا منها، وغرب آخر عدواني واستعماري بعيد عن القيم والمبادئ الروسية. وعلى عكس الغرب نحن ندخل البيوت من أبوابها لا من الفناء الخلفي.
وأردف بوتين: من المستحيل بالنسبة لروسيا تطبيق سيناريو التدمير أو تحويلها لأداة لتحقيق أهداف جيوسياسية. وروسيا حاولت بناء علاقات مع الغرب وحلف "الناتو"، وكانت رسالتها: "فلنعيش سويا". مواجهة الدكتاتورية في الشؤون الدولية غير ممكن سوى من خلال تطور البلدان والشعوب. وروسيا تسعى لإنشاء منصات مالية دولية جديدة في العالم لا تعتمد على مركز تحكم واحد. أمّا الولايات المتحدة والغرب فقد قضوا على مصداقية الدولار والعملات الاحتياطية من خلال الاستيلاء على الاحتياطيات الروسية.
وتابع بوتين: التسويات بالعملات الوطنية ستهيمن تدريجيا على العالم ويجب أن تستفيد الغالبية من التجارة العالمية وليس من "الشركات الفردية فائقة الثراء". ويجب التفكير في تغيير هيكل مجلس الأمن الدولي حتى يعكس التنوع في العالم. فالوضع محفوف بالصراعات وخطير على البشرية ونواجه العقد الأكثر خطورة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. والتطورات الأخيرة بما فيها أوكرانيا منذ بدء العمليات العسكرية هي تحولات تكتونية للنظام العالمي، وروسيا هي الدولة الوحيدة القادرة على ضمان سلامة الأراضي الأوكرانية.
وقال انّ انهيار الاتحاد السوفييتي أخل بتوازن القوى العالمي، الأمر الذي تسبب في تقوية الغرب، و انّ روسيا لا تعتزم أن تصبح قوة مهيمنة جديدة لكنها تدافع عن حقها في الوجود وسيتعين على مراكز النظام العالمي الجديدة و الغرب الشروع بالحوار عاجلاً.