#الثائر
جال وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض في طرابلس، على رأس وفد من الوزارة يرافقه ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان عبدناصر أبو بكر، نائبة ممثل "اليونيسف" في لبنان ايتي هيجنير، وفد من مفوضية شؤون اللاجئين في لبنان برئاسة يولي كيمشي، مدير مؤسسة مياه لبنان الشمالي خالد عبيد، مدير مستشفى طرابلس الحكومي ناصر عدرة، رئيس دائرة المستشفيات والمستوصفات في وزارة الصحة الدكتور هشام فواز، للاطلاع ميدانيا على الوضع الوبائي والإجراءات المتخذة للاستجابة لتفشي "الكوليرا" وتقييم الوضع وتحديد الاحتياجات.
المحطة الأولى كانت في محطة معالجة المياه المبتذلة، ثم مختبر الجامعة اللبنانية، واطلع الأبيض من المسؤولين على الاستعدادات التي اتخذت في المختبر لمواكبة تفشي الوباء واعطاء نتائح الفحوصات بالسرعة المطلوبة.
ثم عقد الأبيض اجتماعا في قاعة الاستقلال في سرايا طرابلس، مع لجنة ادارة الكوارث والازمات، حضره امينة سر المحافظة القائمقام ايمان الرافعي، رئيس بلدية طرابلس أحمد قمر الدين، رئيس اتحاد بلديات الفيحاء حسن غمراوي، وممثلون عن الصليب الاحمر والمجتمع المدني وعدد من اعضاء اللجنة.
وأشار الأبيض في مؤتمر صحافي إلى أنه "كان بحث في الاجتماع بالاجراءات المتخذة والتي ستتخذ لمكافحة تفشي الكوليرا ، وتم ايضا وضع خطة تحد من انتشار هذا الوباء والاتفاق على ضرورة فحص المياه من مراكز التعبئة في الصهاريج، ومن أصحاب الآبار الارتوازية ومختلف المدارس الرسمية والخاصة بالتنسيق مع مؤسسة مياه لبنان الشمالي وبدعم من الصليب الاحمر اللبناني الذي سيقوم بجولات على مراكز تعبئة المياه ، وذلك بالتعاون مع البلديات المعنية ومراقبي الصحة، وزيارتنا اليوم لطرابلس ومناطق الشمال من اجل المتابعة الميدانية لأزمة كوليرا، وكما اعلنت الوزارة بالامس ان عدد الحالات تخطى 50 مصابا و٧ وفيات".
وقال: "محطتنا الأولى محطة معالجة المياه المبتذلة، أن ازمة الكوليرا ليست محصورة بالشق الصحي بل تتجاوزه الى وضع الشبكات الصحية من تأمين مياه شفة الى وضع شبكات الصرف الصحي، ومن تأمين بيئة سليمة وآمنة من الجراثيم تسمح لنا ان نقوم على الاقل بالوقاية من هذا الوباء. نريد الاستمرارية في عملنا خاصة في شبكة تكرير وتصريف مياه الصرف الصحي، لذلك نحن بحاجة لطاقة كهربائية مستمرة، وسنواكب حال مراكز الرفع وسنعالج كافة التسريبات، أما الصهاريج التي تنقل الصرف الصحي من المدينة الى مركز المعالجة فسيتم تعقيمها من المصدر تفاديا لاي تلوث محتمل. والمحطة الثانية في جولتنا في مختبرات الجامعة اللبنانية الموجودة في طرابلس، ولدينا مؤسسات ومختبرات على مستوى عال من التكنولوجيا. هذه المختبرات لعبت دورا مهما في ازمة كورونا ونعتبرها جزءا من الفريق الذي نعمل معه لمواجهة ازمة الكوليرا. اما المحطة الثالثة فسرايا طرابلس حيث عقدنا اجتماعا في غرفة ادارة الكوارث والازمات، ونشكر جميع الحضور مشاركتهم معنا في العمل لمواجهة هذا الوباء.
أضاف: "تم وضع خطة عمل واجراءات ستتخذ منها:
- المنصة التي أطلقت منذ عدة أيام لإدارة الكوارث وهي منصة تشاركية تسمح بمشاركة المعلومات.
- أهمية فحص المياه ونشر حملات التوعية في المناطق كافة.
- ستتم متابعة صهاريج المياه من قبل الصليب الأحمر ومراقبة عملهم ونظافتهم وتعقيمهم".
وشكر "جميع المشاركين وكل من يبذل جهدا في سبيل مواجهة هذه الأزمة ، وأعتبر أن الجهود التي تبذلها وزارة الصحة ستحد من انتشار الوباء حتى لا نصل لعدد كبير من المصابين".
أضاف: "لقاؤنا اليوم لا بد أن يظهر للناس جديتنا في محاربة هذه الأزمة واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمواجهة الوباء، وإن اطلعنا على عدد المصابين بالكوليرا في لبنان، فهو لم يتجاوز ٢٣٠ مصابا، لكننا لا نريد ان تتحول هذه الحالات الى ازمة حقيقية مثل الدول المجاورة، لذلك يهمنا ان نتخذ الإجراءات اللازمة من الآن تفاديا لارتفاع أعداد المصابين على ابواب المستشفيات".
وردا على سؤال قال: "لقاح الكوليرا فعال ويؤخذ بالفم ويؤمن الحماية لمدة لا تقل عن ٧ أيام. اللقاح مهم واساسي ونعمل عليه مع شركائنا الدوليين منذ أسبوعين، والطلبات التي يجب ان تنفذ للحصول على اللقاح تم تجهيزها وإرسالها الى الشركات والمنظمات العالمية ، وكما تعلمون ان ازمة اللقاحات تجتاح العالم وهناك نقص في عدد الجرعات المتوفرة بسبب انتشار هذا الوباء في عدة دول، لكن نحن نعلن عن حجز كمية كبيرة للبنان ونتوقع أخبارا سارة بما يخص الحصول على اللقاحات قريبا. تم تأمين ما يقارب ١٠ آلاف جرعة حتى الآن وستصل خلال عشرة أيام الى لبنان وستكون موجهة بالدرجة الأولى للفرق الطبية والاسعافية التي تواجه بؤرة الكوليرا بشكل يومي وستخصص للاماكن التي فيها كثافة مثل السجون، ونتوقع أن تصلنا كميات كبيرة، وعندها يمكن ان نبدأ بنشرها في المدارس والمؤسسات الأخرى".
وتابع: "خلال الأعوام الثلاثة الماضية خسرنا العام الدراسي بسبب كورونا، ولا بد لكل من يفكر أن تقفل المدارس، بأن هناك مسؤولية كبيرة تجاه ابنائنا وتحصليهم الدراسي، لذلك وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي وبالتنسيق مع منظمة اليونيسف نعمل من اجل تأمين المعقمات اللازمة للمدارس، ناهيك عن المعقمات التي ما زالت حتى الآن منذ ازمة كورونا، لذلك لا بد أن نعمل بكل جهدنا لمنع انتشار الكوليرا، وعلينا أن نبذل اقصى جهد من أجل منع الجهل في مجتمعنا عن طريق وضع جهد صادق لإبقاء مدارسنا مفتوحة".
وختم: "المعابر غير الشرعية المنتشرة على الحدود اللبنانية - السورية والتي يصعب ضبطها، تشكل ازمة في الوضع الصحي إلا اننا بحثنا في هذا الموضوع مع وزارة الداخلية وننتظر ما يمكن فعله في هذا الصدد".
مستشفى طرابلس: وكان مستشفى طرابلس الحكومي في القبة محطة الابيض الرابعة حيث جال في الأقسام التي يتلقى فيها المصابون بالكوليرا العناية الصحية.
وعقد بعد جولة شملت أقسام المعاينة والطوارىء لقاء موسعا شارك فيه رئيس مجلس إدارة المستشفى الدكتور فواز حلاب ومدير المستشفى ناصر عدرة ورئيس مصلحة الصحة في الشمال سعدالله صابونة ورئيس مجلس إدارة مؤسسة مياه لبنان الشمالي خالد عبيد ومنسق تيار العزم في عكار هيثم عزالدين ووفد من "اليونيسف" والأطباء.
بعد اللقاء قال الأبيض: "نحن هنا في المحطة الرابعة من جولتنا في منطقة الشمال ونتابع ميدانيا التطورات الصحية في ظل اتساع عدد الإصابات بالكوليرا. وفي الواقع ان مستشفى طرابلس الحكومي ومعه مستشفى حلبا الحكومي يواجهان الوباء الذي يتوسع، وغالبية المرضى من منطقة عكار".
أضاف: "نلاحظ ان تلوث المياه سبب رئيسي في الإصابات، إذ يتعذر الوصول الى مصادر مياه نظيفة او موثوقة، وفي بعض الأحيان يؤدي استخدام المياه غير النظيفة في الزراعة الى الإصابة بالكوليرا. ونسجل من خلال جولتنا سرعة في تغير حالة المصابين وحاجتهم بالتالي الى الامصال، وهذا الأمر يحتم علينا زيادة القدرة الاستيعابية للمستشفيات خاصة تلك التي في خط الدفاع الأعلى، سواء في طرابلس او المنية او حلبا او سير الضنية ، او في مناطق أخرى سنزورها غدا في عرسال والبقاع. هذه المستشفيات بحاجة الى دعم وهي فرصة لنحدد معها ما هي الأمور التي يجب أن يوفر الدعم من خلالها، وما رأيناه ان هذه المستشفيات تحتاج لدعم العامل البشري وقطاع التمريض والقطاع الطبي وتعزيز هذه القطاعات حتى تتمكن من القيام بالواجب المطلوب منها في هذه الظروف الصعبة، علما أن العاملين في هذه المستشفيات لم يقصروا على مدى سنتين في مواجهة كورونا، واليوم مطلوب منهم مواجهة الكوليرا. نحن من جهتنا ملتزمون بالوعود التي قطعناها لهم، وخلال هذا الاسبوع سنحرص على أن تلتزم وزارة المال بتعهداتها وتصفية مستحقات هذه الفئة، فنحن بصدد جندي مجهول معلوم، يجب أن نوفر له كل الدعم ليتمكن من الاستمرار بالقيام بواجباته".
وتابع: "هناك أمور عدة من المستلزمات المطلوبة للمستشفيات سواء في أقسام العناية او في الغرف العادية خاصة لمحاربة التلوث ومنع انتقال العدوى، ونحن حضرنا من جهتنا لوائح بهذه الطلبات وأمنا جزءا منها ، ونحن مستمرون مع شركائنا في توسعة القدرة الاستيعابية، وهذا ما يحصل في كل مستشفياتنا في حلبا وطرابلس وغيرها، وهناك مستشفيات أخرى تدخل على الخدمة، وأخيرا هناك مستشفيات ميدانية منها ما ندرس انشاءه في عرسال وبر الياس ومنطقة المنية".
وقال: "بالنسبة إلى الموضوع الأساسي أي الكوليرا، هناك حاجة للمسارعة الى المعالجة المبكرة عن طريق الامصال، ويمكننا ان ننقذ الكثير من الأرواح. ولا بد من التأكيد على توفر اللقاح، فإلى جانب الوقاية بتأمين المياه النظيفة والمساعدة في الصرف الصحي أيضا، يمكن ان نعتمد على اللقاح، فتوفيره ضروري للعاملين والمناطق التي تسجل نسبة كبيرة من الإصابات".
وختم: "ألفت ختاما الى أن الأزمة الحالية تسببت بها عقود من الإهمال وعدم تأمين الخدمات الأساسية لهذه المناطق، ونحن الآن كمواطنين ووزارة صحة ندفع ثمنا غاليا نتيجة عدم تأمين هذه الخدمات الأساسية، لذلك نرى وجوب أن تكون هذه الأزمة جرس إنذار لأزمات ممكن ان تأتي في المستقبل ما لم يتم الاستثمار الصحيح بقطاع الخدمات الأساسية، لأننا نعرف ان كل هذه الاوبئة كان من الممكن تجنبها لو توفر عندنا قطاع خدمات أساسية وبنى تحتية جيدة، وللأسف فان الأزمة الحالية ناتجة عن غياب هذا القطاع والمعنيون يعرفون أنفسهم سواء في لبنان او الشركاء الدوليين ، فنحن بحاجة ملحة الى الاستثمار في هذا القطاع لكي نتجنب المزيد من الأزمات في المستقبل".
في مختبر الجامعة اللبنانية:
وزار الابيض والوفد المرافق مختبر ميكروبيولوجيا الصحة والبيئة في الجامعة اللبنانية بطرابلس، وكان في اسقبالهم عميد المعهد العالي للدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا الدكتور نزيه المبيض ورئيس المختبر الدكتور منذر حمزة والاساتذة الباحثون والفنيون والموظفون.
وإطلع وزير الصحة ميدانيا على الوضع الوبائي والإجراءات المتخذة للاستجابة لتفشي "الكوليرا" وتقييم الوضع وتحديد الاحتياجات. ثم قام بجولة ميدانية في اقسام المختبر اعقبها اجتماع عمل أبدى خلاله وزير الصحة اعجابه بامكانات المختبر الفنية والبشرية واثنى على الدور الكبير الذي قام به المختبر خلال جائحة كورونا، "حيث كان منخرطا بقوة في اجراء التحاليل للوزارة".
ثم عرض الوزير الابيض الواقع الوبائي للكوليرا والإجراءات التي اتخذتها الوزارة لمواجهة تفشي المرض، وأكد "ضرورة استمرار التعاون العلمي والبحثي القائم بين الوزارة والمختبر، وبالتالي سيكون للمختبر دور اساسي في خطة المواجهة للكوليرا".
وشكر الدكتور حمزة للوزير الابيض والوفد المرافق زيارتهم، وأكد "متانة العلاقة بين المختبر والوزارة"، كما اكد "جهوزية المختبر التامة للاستجابة لاي طلب، سواء لتشخيص المرض بأحدث الطرق والتقنيات المتوافرة وأيضا لإجراء تحاليل المياه".
الى ببنين:
وتابع وزير الصحة جولته الشمالية، يرافقه رئيس قسم محافظة عكار لقمان الكردي، وتفقد نبع عين الفوار في بلدة ببنين واطلع من رئيس البلدية كفاح كسار والمختار زاهر كسار ومنسق تيار العزم في عكار هيثم عزالدين ونهاد سلمي والشيخ عماد السبسبي، على أوضاع مرضى الكوليرا في البلدة.
وقال: "الموضوع الأساسي حاليا تأمين المياه النظيفة، وفي ببنين هناك مصادر مياه غير موثوقة، وما يحصل الآن بغياب المياه المكررة التي تخضع للكلور من الدولة، أن المواطنين يضطرون للجوء الى المياه غير النظيفة وصهاريج المياه. ولكي يكون عندنا حل سريع، نعمل مع شركائنا الدوليين على توزيع الكلور للمنازل لتعقيم المياه أو اللجوء الى صهاريج مع الصليب الأحمر، بالتعاون مع البلدية، فنوزع الكلور عليها ونفحصها لنؤكد أن هذه المياه معقمة".
أضاف: "هناك موضوع مهم جدا، فحتى بهذه الحلول الموقتة استطعنا حل المشكلة. لا يمكن أن نغمض أعيننا وألا نطلع على الظروف المزمنة السيئة التي أوصلتنا الى هذه المشكلة، فهناك سبب لماذا ببنين من اكثر البلدات التي وصل اليها وباء الكوليرا؟ لذلك نرفع الصوت للجميع وخاصة للوزارات المعنية. يجب علينا ايجاد الحلول للمياه وللصرف الصحي، كي لا تتكرر المشكلة".
وأوضح أن "غالبية المصابين بالكوليرا من ببنين، وفي المستشفى الحكومي في طرابلس هناك أكثر من ١٨ مريضا، وفي مستشفى حلبا الحكومي هناك مرضى، والواضح ان عين العاصفة هنا، لذلك علينا ايجاد حلول صحية. ونحن ندرس امكانية انشاء مستشفى ميداني هنا في ببنين لمنع اي تأخير بوصول المرضى الى المستشفيات".