#الثائر
أكد وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض أن "وفد شركة توتال إنيرجي، الذي زاره بالأمس أعرب عن التزامه التام بالشروع، في أسرع وقت ممكن، وبالتزامن مع إنجاز اتفاقية ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، أعمال التنقيب عن الغاز في حقل قانا، وأن الجدول الزمني سيكون معجلا ومسرعا".
واعتبر أن "الانجاز، الذي تحقق، لا يتعلق بترسيم الحدود البحرية الجنوبية والحفاظ على الحقوق اللبنانية في الجغرافيا فحسب، بل في التزام التنقيب والمباشرة في أعماله".
وكشف عن "فتح المجال لباقي الشركات والدول المهتمة بقطاع النفط للمشاركة في هذا الاطار من خلال دورة التراخيص الثانية".
ووصف "اللحظة بالتاريخية، وهي تعتبر تتويجا لمسيرة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المعروفة في الدفاع عن حقوق لبنان وسيادته واستقراره على المدى العقود الماضية".
كلام الوزير فياض جاء خلال زيارته، بعد ظهر اليوم، قصر بعبدا، حيث استقبله الرئيس عون، واطلع منه على أجواء زيارة وفد شركة "توتال انيرجي" له أمس.
وهنأ فياض الرئيس عون ب"إنجاز ترسيم الحدود البحرية الجنوبية".
فياض
بعد اللقاء، قال فياض: "كان لي لقاء اليوم مع رئيس الجمهورية بناء على طلبي لتهنئته باللحظة التاريخية التي تعتبر تتويجا لمسيرته المعروفة في الدفاع عن حقوق لبنان وسيادته واستقراره على المدى العقود، والتي تترسخ اليوم بالوصول الى اتفاق فرضته وحدة الصف اللبناني والدعم الذي حصل عليه الرئيس من كل الجهات اللبنانية، لا سيما رئيسي مجلس النواب والوزراء وسائر الافرقاء الذين وقفوا صفا واحدا خلف فخامة الرئيس وقيادته للوصول الى هذه الاتفاقية في صيغتها النهائية والتي وافق عليها لبنان وننتظر موافقة الطرف الآخر، كي تترسخ".
أضاف: "استمعنا الى التهاني من الجانب الأميركي، لا سيما اتصال الرئيس جو بايدن بالرئيس عون الذي يأتي تتويجا لهذه المسيرة والنجاح في وضع لبنان، ولمرة نهائية، على خريطة الإنتاج النفطي في منطقة الشرق الأوسط، وذلك ليساهم في أمرين: أولا: تنمية ذاته اقتصاديا واكفاء حاجته من الغاز إن شاء الله في السنوات المقبلة لأغراض الطاقة والصناعة، والمساهمة الاقتصادية عبر تصدير الغاز وكل الاستثمارات المناطة بهذا الموضوع. لذلك، رغبت في تهنئة فخامة الرئيس ولبنان ككل بهذا الإنجاز وننتظر اللحظات الحاسمة كي تتبلور الأمور بشكل نهائي".
وتابع: "أطلعت الرئيس عون، في الوقت نفسه، على جو الزيارة التي قام بها وفد شركة "توتال انيرجي" المسؤولة عن الكونسورتيوم المنقب في الجنوب اللبناني، لا سيما حقل قانا، البلوك 9 والبلوك 4 أيضا. وأعرب الوفد عن التزامه التام الشروع في أسرع وقت ممكن وبالتزامن مع إنجاز الاتفاقية في أعمال التنقيب".
وأشار إلى أن "الجدول الزمني سيكون معجلا ومسرعا لما تقتضيه المصلحة الوطنية ومصلحة المنطقة والاقتصاد العالمي"، وقال: "هنا، نتحدث عن عدد من الأشهر لإنجاز التحضيرات اللازمة لأعمال التنقيب بعد إتمام الاتفاقية".
أضاف: "وفي هذه المناسبة، من المفيد التذكير بأن الإنجاز التاريخي هو ليس لترسيم الحدود والحفاظ على الحقوق اللبنانية في الجغرافيا عبر ترسيم الخط فحسب، بل هو انجاز في التزام التنقيب ومباشرة أعماله في قانا ترسيخا لمعادلة تتمثل بحاجة لبنان إلى اسكتشاف الغاز، مقابل ان يكون للطرف الأخر هذه الامكانية أيضا. وهذا أمر محوري وضروري، وهو جزء لا يتجزأ من الاتفاقية".
أضاف: "سنتابع في المرحلة المقبلة آليات التنفيذ، ومن ضمنها التعامل مع "توتال" والشركاء الأجانب الدوليين والمهتمين، إذ الآن سيفتح المجال لباقي الشركات والدول المهتمة بقطاع النفط للمشاركة. وهناك دورة التراخيص الثانية التي يمكن أن نستفيد منها وندعو باقي الشركات إلى المشاركة فيها".
حوار
سئل: ما هي أبرز بنود الاتفاقية مع شركة "توتال"؟
أجاب: "إن الاتفاقية مع الشركة بموجب قانون التنقيب والعقد المبرم معها أي اتفاقية الاستكشاف والتنقيب وإنتاج الغاز تشكل نوعا من الشراكة بين الدولة اللبنانية والكونسورتيوم التي من خلالها هناك للدولة اللبنانية الحصة الأكبر من الإنتاج في مقابل حصة اصغر قليلا للكونسورتيوم. كل الحصص محددة في الاتفاقية الموجودة، ويتوجب على الشركة الآن القيام بتنفيذها، فالمانع كان سياسيا في وقت سابق، وان شاء الله، بعدما حلت القضايا السياسية تتم بدءا من الغد المباشرة بالأعمال التحضيرية التنفيذية للاتفاقية، لا سيما في البلوك رقم ،9 وهو ما عبر عنه أعضاء الوفد البارحة".
وعن النفط الإيراني، قال: "هنا نتحدث عن فيول يشكل حاجة شركة كهرباء لبنان لانتاج طاقة ارخص للبنانيين. وفي الوقت نفسه، ستكون هبة من ايران. وأعربنا عن رغبتنا في متابعة هذا الموضوع، خصوصا أنه لا يترتب عليه أي عقوبات كونه هبة. وحصلنا من وزارة الخارجية على تطمينات حول السير قدما في هذا الملف، وعلى توجيهات من رئيس الوزراء لمتابعته. ونحن في طور صياغة اتفاقية تفصيلية بالنسبة للهبة حول مواصفات الفيول للتأكد من كونه مناسبا لمحطاتنا. وعندما تجهز الاتفاقية تكون هناك إمكانية لتنفيذها، والطرف الإيراني يقوم بإعداد التفاصيل حولها".
وردا على سؤال عن الجدل الدائر حول تعرفة الكهرباء، أجاب: "لا جدل، فهناك اخبار خاطئة، لا بل أعدها مخربة وتتحدث عن انفاذ التعرفة الجديدة مع مفعول رجعي".
أضاف: "إن هذا الامر خطأ جملة وتفصيلا. وضعنا منذ بداية الربيع أو الصيف خطة لتأمين الكهرباء بكلفة أقل عبر شراء الفيول. وحسبنا الكلفة لتكون مرتبطة بسعر الفيول، فتبين لنا ان بإمكاننا تأمين التيار الكهربائي بسعر 27 سنتا على أن يكون اول شطر وحتى مئة كيلو واط ساعة بسعر مخفض يساوي عشرة سنتات، ما يسمح للناس بأن يكون لديها كهرباء حتى مئة كيلواط ساعة باقل من 500 الف ليرة، وذلك كشطر ثابت".
وتابع: "في الوقت نفسه، عندما يتأمن الفيول والكهرباء تصبح التعرفة قادرة على تغطية كلفة الفيول. ان هذا ما رسمناه وفق الخطة. وبعد ذلك، تبنته مؤسسة الكهرباء عبر قرار من مجلس ادارتها وطلبت فيه مصادقة وزير الطاقة، وقد اعطيناها إياها. كما طلبت مصادقة وزير المالية الذي اعطى نوعا من المصادق عندما قال أن لا مانع من السير قدما بهذه التعرفة، ثم اتى التوجيه من رئيس مجلس الوزراء بتنفيذ هذه التعرفة بدءا من تشرين الثاني. إن هذا المسار الذي نسلكه، لكننا نريد جهوزية فنية من مؤسسة الكهرباء لتتمكن من السير في هذا الموضوع".
وأردف: "إن شغلي الشاغل الآن تأمين الفيول من مصادر مختلفة. وبالنسبة إلى الفيول العراقي، اتخذ مجلس الوزراء قرارا بتجديده، ويتوقع أن تصل الشحنة الجديدة من الفيول العراقي في أوائل تشرين الثاني التي ستؤمن تقريبا ساعتين أو ثلاث ساعات كهرباء، ذلك أن كلفة الغاز اويل أصبحت اغلى عالميا. ونضيف الى ذلك ما يمكن ان نأتي به بفعل الهبة الإيرانية".
وختم: كما ستكون لي زيارة الى الجزائر في 18 الشهر المقبل بدعوة من وزير النفظ الجزائري للبحث باليات التعاون وبناء علاقة استراتيجية، فنطوي صفحة قديمة تخللتها شوائب وذلك لما فيه مصلحة لبنان و الجزائر الدولة الشقيقة الكبرى في عالم النفط والغاز".