#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
يقولُ احدُ نوابِ بيروت، إنهُ بعدَ انتهاءِ ولايةِ الرئيسِ ميشال عون سنشهدُ لقاءً يَجمعُ ممثِّلي الكتلِ في احدى العواصمِ الاوروبيةِ لانتاجِ رئيسٍ للجمهوريةِ بمبادرةٍ سعوديةٍ – فرنسيةٍ اميركيةٍ.
هذا نائبٌ في مجلسِ النوابِ اللبنانيِّ الجديدِ يعلنُ بشكلٍ علنيٍّ أنهم غيرُ راشدينَ وأنهمْ بحاجةٍ الى اوصياءَ ومرشدينَ..
لم يخرجْ بعضٌ مَنْ في السلطةِ من ذهنيةِ الانتدابِ والوصايةِ وتركِ الامورِ للغيرِ، والاتِّكالِ على الغيرِ في صنعِ القراراتِ الداخليةِ... منذُ الاستقلالِ ولغايةِ اليوم لم تتغيَّرْ هذهِ الذهنيةُ التي تركتْ الرياحَ تعبثُ بالداخلِ اللبنانيِّ.
نحنُ نتكَّلمُ هنا عن دولٍ صديقةٍ اعطتْ لبنانَ وخدمتْ لبنانَ، ولكنْ ماذا عن الرياحِ التي اتتْ ودمَّرتْ البلادَ، وتركناها بقدراتنا الذاتيةِ تعبُثُ بنا؟
قد يكونُ الامرُ صحيحاً بمبادرةٍ خارجيةٍ لاجراءِ الاستحقاقِ اللبنانيِّ الرئاسيِّ بعدَ وقوعِ الشغورِ، لكنْ هلْ يمكنُ الاستسلامُ من دونِ ايِّ مبادرةٍ داخليةٍ، وهلْ يعقلُ ان نستمرَّ بسياسةِ الاتكالِ على الغيرِ؟
***
ننتظرُ الاتفاقَ النوويَّ لنرى انعكاساتهِ،
وننتظرُ الانتخاباتَ الاميركيةَ لنرى تداعياتها،
وننتظرُ احداثَ ايران لنرى إنعكاساتها..
ننتظرُ مساعداتِ وقروضَ الخارجِ لنعيشَ...
نشحذُ من صندوقِ النقدِ الدوليِّ وننسحقُ امامهمْ لندفعَ الرواتبَ، وقرضَ البنكِ الدوليِّ لشراءِ الخبزِ...
وهباتِ الصناديقِ العربيةِ للطرقِ والمدارسِ والمستشفياتِ... ماذا نفعلُ نحنُ؟
لا شيءَ.. مَنْ يستلمونَ المسؤولياتَ يسرقونَ ما يأتيهمْ... ويُسيئونَ استغلالَ السلطةِ..
***
الاسبوعُ المقبلُ ستكونُ هناكَ جلسةُ انتخابٍ... قد ترتفعُ اصواتُ النائب ميشال معوض،
إذا انعقدتْ الجلسةُ، لكنَ الاوراقَ البيضاءَ ستبقى كما هي.
لكنْ هلْ يكتملُ النصابُ... لا شيءَ مضموناً إن لجهةِ اكتمالِ النصابِ، او لجهةِ إنعقادِ الجلسةِ ومسارها..
اما الحكومةُ فتبدو اخبارها كما في حالةِ الغيبوبةِ فالقيلولةِ. اخبارٌ طالعةٌ واخبارٌ نازلةٌ، موجةُ تفاؤلٍ وموجةُ تشاؤمٍ..
ويبدو أننا سنتعايشُ طويلاً مع "النجيبِ"، إن كرئيسِ تصريفِ اعمالٍ، او رئيسٍ حقيقيٍّ لحكومةٍ تديرُ الشغورَ..
***
وبالانتظار، بدأ نواف سلام من جديدٍ حركتهُ في بيروتَ لعلَّ تطوُّراتٍ ما تسرِّعُ الامورَ ويأتي بعدَ انتخابِ رئيسٍ جديدٍ رئيساً للحكومةِ،
وهو بعدَ وليد جنبلاط التقى سمير جعجع في معراب، والذي سبقَ ان قالَ عنهُ انهُ لا يعرفهُ جيِّداً..
فهلْ دقَّتْ ساعةُ نواف ام ينسحبُ ككلِّ مرَّةٍ بانتظارِ "غودو"...
كلُّ ذلكَ ينتظرُ... اما نقاطُ الترسيمِ فبدورها بحاجةٍ لترسيمٍ ولنزعِ فتائلِ وافخاخٍ قبلَ التوقيعِ!