#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
المدارسُ كما اعلنَ وزيرُ التربيةِ الى الخامسَ عشرَ من ايلول، و"النجيبُ" يُوصي بمتابعةِ الاستعداداتِ للعامِ الدراسيِّ.
هذا في الاعلانِ الرسميِّ الذي ضمَّ فيما ضمَّ تحذيراً للمدارسِ الخاصةِ من مغبةِ فرضِ الاقساطِ بالفريش دولار .. تحتَ طائلةِ الملاحقةِ...
ألم تتأخرْ هذهِ الوزارةُ وهذهِ الحكومةُ التي هي اساساً حكومةُ تصريفِ اعمالٍ،
في لجمِ الجنونِ الذي بدأنا الكتابةَ عنهُ منذُ ثلاثةِ اشهرٍ، وحذَّرنا من الوصولِ إليه في المدارسِ والجامعاتِ؟
ما هي الروادعُ والضوابطُ التي ستفرضها وزارةُ التربيةِ على هذهِ المدارسِ التي في نهايةِ المطافِ يمكنها القولُ أنها إذا لم تستوفِ جزءاً من الاقساطِ،
بالفريش دولار،فستقفلُ ابوابها وستكونُ عاجزةً عن الدفعِ للاساتذةِ وللتدفئةِ وللقرطاسياتِ وغيرها.
فما هي البدائلُ امامَ الاهلِ وسطَ ازدحامِ المدارسِ الرسميةِ،
واضطرارها لتأمينِ دواماتٍ للطلابِ السوريينَ النازحينَ بعدَ الظهرِ..؟
الاقساطُ ترتفعُ تسعةَ اضعافٍ، والاهالي استسلموا امامَ اسئلةِ مستقبلِ عائلاتهمْ...
لِمنْ الاولويةُ؟للمدارسِ؟للجامعاتِ؟ للصحةِ والدواءِ والاستشفاءِ؟ للطعامِ؟ للكهرباءِ؟ لجوازاتِ السفرِ؟ فلنضعْ أنفسنا مكانَ ايِّ ربِ عائلةٍ ماذا يفعلُ؟ وكيفَ يقاومُ، أم يستسلمُ ولا يبادرُ..
الامرُ نفسهُ تكرَّرَ مع الاستشفاءِ والدواءِ وشركاتِ التأمينِ.. في البدايةِ انتفضَ الجميعُ امامَ دولرةِ الاستشفاءِ ودولرةِ اموالِ شركاتِ التأمينِ، الى أن وصلَ الامرُ برضوخِ المرضى واهاليهمْ للامرِ الواقعِ.
إمَّا أن تدفعوا بالفريش دولار، وإلاَّ لا دواءَ ولا استشفاءَ، او تدفعونَ الفروقاتِ بالملايينِ. ومنْ أينَ تؤمَّنُ الملايينُ على اساسِ الدولارِ..؟
هلْ من المصارفِ التي تضعُ سقوفاتٍ على السحوباتِ بالليرةِ،
ام من تجارِ الشيكاتِ الذينَ يأخذونَ عمولاتٍ خياليةً على ايِّ شيكٍ لقبضهِ نقداً..
***
لا قضاءَ يلجأ إليهِ الناسُ لملاحقةِ ايِّ احدٍ، ولا مخفرَ فاعلاً ليقدِّمَ فيهِ الناسُ الشكاوى...
بلدٌ بكاملهِ في حالةِ تحلُّلٍ.. ولا من يُداوي.
وُصفتْ مقالاتنا اليوميةُ بأوراقِ النَّعي، من دونِ اشاراتِ املٍ. ولكنْ هلْ بالغنا باليأسِ منذُ اشهرٍ، أم خفَّفنا قدرِ الامكانِ من حجمِ الكوارثِ الآتيةِ حتى لا ييأسَ الناسُ...
***
هلْ نخبِّىءُ الحقائقَ عن الناسِ أم نعمِّمها؟
الحقائقُ هي ما يعيشهُ الناسُ الذينَ يطرحونَ كلَّ يومٍ السؤالَ نفسَهُ:
لماذا ولِمنْ الاولويةُ؟