#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
كما كانَ متواضعاً في حياتهِ، الغائبُ فريد مكاري نائبُ رئيسِ مجلسِ النوابِ السابقِ، هكذا ارادَ ان يكونَ رحيلهُ، وأن تكونَ مراسمُ جنازتهِ... بسيطةً لا يحضرها إلاَّ العائلةُ والاصدقاءُ الاقربونَ، وحتى في النعيِ الذي صدرَ لم يُشرْ الى تاريخِ ولا ساعةِ الصلاةِ على جثمانهِ...
وكانتْ وصيةُ الراحلِ "الطيِّبِ" والنبيلِ أن لا يحضرَ جنازتهُ السياسيونَ، ولا ان يُقلَّدَ اوسمةً، ولا ان يَدَقَّ النفيرُ، ولا ان تُطلقَ الخطاباتُ..
ومع ذلكَ.. شاءتْ السلطةُ ان تجتاحَ الانسانَ حتى في مماتهِ وحتى في وصيَّتهِ وحتى وهو يعبرُ الى دنيا الآخرةِ، شاءتْ ان تهزَّ لحظاتِ الراحةِ الابديةِ وان تهزَّ مشاعرَ عائلتهِ او اصدقائهِ...
والاَّ فما معنى ان يذهبَ "النجيبُ" ليعزِّيَ وليقلِّدَ باسمِ الرؤساءِ الثلاثةِ الفقيدَ وسامَ الارزِ مُستبقاً ساعةَ الجنازِ، حتى لا يواجهَ الناسَ ولا حتى يستمعَ الى غضبهمْ ولا شكواهمْ..
هلْ هناكَ سلطةٌ اوقحُ من هذهِ السلطةِ التي تحكُمنا؟
وهلْ هناكَ اسوأُ مِمنْ يُديرونَ شؤوننا؟
وهلْ هناكَ غطرسةٌ اكثرُ من الغطرسةِ التي يتمرَّنُ بها المسؤولونَ بالناسِ، ويستخفُّونَ بعقولهمْ؟
***
كتبنا عن الدولارِ الجمركيِّ وعن تداعياتهِ.. ولم يسمعْ احدٌ...
لكنَ كلمةً واحدةً من خلالِ خطابِ السيد حسن نصر الله جعلتْ "النجيبَ" يُجمِّدُ كلَّ شيءٍ حتى إعادةِ النظرِ بالارقامِ...
ماذا يفعلُ هذا "العجيبُ" غيرَ تلقي التعليماتِ والتوجُّهاتِ والاوامرِ ولا يُبادرُ بشيءٍ؟
اينَ اصبحَ "للحديثِ صلةٌ" الذي تحدثَ عنهُ "العجيبُ" بعدَ لقائهِ رئيسَ الجمهوريةِ يومَ الاربعاءِ؟
وهلْ طارتْ حتى حظوظُ تعويمِ حكومتهِ او تطعيمها؟
وهلْ يحاولُ من جديدٍ ان يُضيِّعَ الوقتَ "بتمريكاتٍ سخيفةٍ مجَّها الناسُ وضجروا منها"؟
لا حكومةَ والفراغُ آتٍ.. وربما تعدُّدُ المواصفاتِ والمعاييرِ هو ما سيؤخِّرُ ويطيحُ الاستحقاقَ الرئاسيَّ...
ثمَّةَ مطالبُ تعجيزيةٌ، وثمَّةَ ناسٌ وافرقاءُ لم يتواضعوا ولم يتعلموا، ويعتبرونَ ان لديهمْ القدرةَ بعدُ على فرضِ اسماءٍ وشروطٍ ومعاييرَ.. منْ يحسمُ هذا الامرَ؟
ومَنْ لديهِ الشرعيةُ لطرحِ المعاييرِ والمواصفاتِ والاسماءِ؟..
صارتْ الرئاسةُ الاولى "مكسرَ عصا"، وصارَ يَعتبرُ ايُّ فريقٍ ان لهُ القدرةَ والشرعيةَ لفرضِ شروطٍ واسماءٍ وبرامجَ... واليومَ اضيفتْ الى اللائحةِ شروطُ نوابِ منْ يدَّعونَ التغييرَ، وهمْ عجزوا حتى الساعةَ عن اجتماعٍ موحَّدٍ،
حتى جاءَ اجتماعهمْ الاخيرُ وكأنهُ بالقوةِ وبقدرةِ قادرٍ او سفارةٍ، تمَّ جمعهمْ وكأننا نسينا انهُ قبلَ اسبوعٍ عقدوا اجتماعاً في غيابِ سبعةٍ منهمْ.
***
هذا في الداخلِ،
فماذا عن الخارجِ الغارقِ بينَ النوويِّ وبينَ الازماتِ الاقتصاديةِ والاجتماعيةِ وحربِ اوكرانيا وازمةِ الغازِ في اوروبا والبردِ القارسِ الآتي على حدودِ ايلول...؟
سيتمُ الاستفرادُ بنا لفرضِ شروطٍ ومعاييرَ غيرِ واقعيةٍ، رغمَ ان احلامنا اكبرُ بكثيرٍ من هذهِ الشروطِ... ولكنْ كيفَ تطبقُ.. وكيفَ تجري.
الخوفُ ان نكونَ ذاهبينَ بعدَ الاتفاقِ النوويِّ الى مزيدٍ من التفكُّكِ والهشاشةِ وتحلُّلِ معالمِ الدولةِ، ولنْ يُعيدَ ترميمَ كلِّ ذلكَ إلاَّ مؤتمرٌ تأسيسيٌّ لا احدَ يعرفُ نتائجهُ..
وقد يكونُ ذلكَ احدَ تداعياتِ تلزيماتِ الاتفاقِ للمنطقةِ..
فهلْ يُمكننا الانتظارُ؟
كيفَ، والى متى؟