#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
هلْ هي مصادفةٌ ام مفارقةٌ ام معلومةٌ،
اطلقها امينُ عام حزبِ الله السيد حسن نصر الله، بالدعوةِ الى تشكيلِ حكومةٍ حقيقيةٍ كاملةِ الصلاحياتِ، خصوصاً ان هناكَ من يُبشِّرنا بفراغٍ رئاسيٍّ؟
قالها بصراحةٍ فلتشكَّلْ حكومةٌ جديدةٌ،
لأننا لنْ نقبلَ برئيسٍ يفرضهُ الفريقُ الآخرُ، الذي لنْ يقبلَ برئيسٍ نفرضهُ نحنُ...
وهذا هو الفراغُ بحدِّ ذاتهِ، الذي يجبُ ان تملأهُ حكومةٌ جديدةٌ كاملةُ الصلاحياتِ.
ولكنْ، أينَ "النجيبُ" من تشكيلِ الحكومةِ، وهو صعَّدَ بسجالهِ مع رئيسِ التيارِ الوطنيِّ الحرِّ السجالَ الى مرحلةِ العداءِ والصدامِ والقطيعةِ؟
وايُّ حكومةٍ تُشكَّلُ في آخرِ ثمانينَ يوماً تقريباً من عهدِ الرئيس ميشال عون؟
هلْ وعدنا سماحةُ السيد حسن نصر الله بالفراغِ الطويلِ الذي قد يملأهُ تصعيدٌ عسكريٌّ قريباً،
وسماحةُ السيد ابلغَ الجميعَ بحسبِ مصادرَ ديبلوماسيةٍ، انه لنْ ينتظرَ نتائجَ الانتخاباتِ الاسرائيليةِ الداخليةِ، حتى يتمَّ التوقيعُ على الترسيمِ...
قالها السيد حسن نصر الله بالفمِ الملآنِ:
"لا تُخطئوا مع لبنانَ ولا مع حزبِ اللهِ، لا في موضوعِ النفطِ والغازِ، ولا في موضوعِ الحدودِ البحريةِ، وحزبُ اللهِ وسلاحهُ اقوى من أيِّ زمنٍ مضى، واليدُ التي ستمتدُّ الى ايِّ ثروةٍ من ثرواتنا ستقطعُ،واقولُ لكلِّ اللبنانيينَ يجبُ ان نكونَ جاهزينَ لكلِّ الاحتمالاتِ".
***
عظيمٌ... منْ الذي سيكونُ جاهزاً!
وهلْ نحنُ شعبٌ يتلقَّى فقط ما يأتي من فوقٍ،ام عليهِ أن يكونَ مُشاركاً في قراراتِ الحربِ والسلمِ؟
حقوقنا نُريدها حتى آخرِ نفسٍ، ولكنْ ألم يعدْ هناكَ منطقٌ غيرُ منطقِ المواجهةِ العسكريةِ؟
هلْ نحنُ جاهزونَ، واعتباراً من 25 آب عتمةٌ شاملةٌ في البلادِ؟
هلْ نحنُ جاهزونَ، وفي المستشفياتِ والصيدلياتِ لا حبَّةَ دواءٍ، و 60 % من ادويةِ السرطانِ غيرُ متوفرةٍ،
ولا منْ يُبلسمُ جراحاً، ولا اطباءَ يُجرونَ عملياتٍ، ولا بنزينَ في سياراتِ الاسعافِ والدفاعِ المدنيِّ؟
هلْ نحنُ الناسُ، كلُّ الناسِ، جاهزونَ فعلاً،
والناسُ لمْ تتحملْ يوماً واحداً من اضرابِ المصارفِ التي تُشحدُ المودعينَ ليراتهمْ اللبنانيةَ بالقطارةِ؟
هلْ نحنُ جاهزونَ فعلاً، ونحنُ بالكادِ نؤمِّنُ يوماً بعدَ يومٍ القمحَ والطحينَ؟
هلْ نحنُ الناسُ، كلُّ الناسِ، جاهزونَ فعلاً في دولةٍ تختلفُ على سعرِ الصرفِ المُوحَّدِ بينَ 12 الفاً و 15 الفاً.. ولا موازنةَ حتى الساعةِ؟
هلْ نحنُ جاهزونَ والبلادُ مقسومةٌ، ومجلسُ النوابِ مشتَّتٌ، ومحاولاتُ جمعِ نوابِ التغييرِ تتعثَّرُ حتى ولو نجحتْ بالصورةِ...
ماذا نملكُ من مقوِّماتِ المواجهةِ والصمودِ،لا شيءَ، سوى الآفِ الصواريخِ،وارادةِ شعبٍ لمْ يتعوَّدْ يوماً على الاستسلامِ، ولكنْ الى متى؟
***
في كلِّ هذا المشهدِ...
اهي واقعيةٌ سياسيةٌ، ام مهادنةٌ، ام اقرارٌ بالهزيمةِ، دعوةُ وليد جنبلاط للحوارِ مع حزبِ اللهِ،
أم .. لعلَّ وليد جنبلاط قرأ في دفاترِ المنطقةِ من جنيف الى بغداد ففلسطين فبيروت...
فخضعَ لمراجعةٍ ذاتيةٍ قادتهُ الى الواقعيةِ؟