#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
كلُّ القادةِ في التاريخِ ، السياسيونَ منهمْ والعسكريونَ، كتبوا في مذكراتهمْ ان الحروبَ هي آخرُ الخياراتِ، فهناكَ التفاوضُ وهناكَ التحكيمُ، وآخرُ الدواءِ، وليسَ أولَ دواءٍ، هو الكيُّ، أي الحروبُ التي تزيدُ من المآسي والدَّمارِ والخرابِ .
***
ثم إن للحروبِ مستلزماتها:
منْ تحالفاتٍ إلى إمداداتٍ إلى مستلزماتٍ لوجستيةٍ، من ملاجئَ وأدويةٍ وخبزٍ ومياهٍ وكهرباءٍ ومحروقاتٍ واتصالاتٍ وغيرها .
لبنانُ، والحمدُ للهِ، لا يملكُ شيئاً ممَّا أنفَ ذكرهُ:
لا ملاجئَ، لا مستشفياتٍ مؤهلةً، لا أدويةَ، حتى ما يُسمَّى " دوا أحمر" للجروحِ الطفيفةِ، غيرُ موجودٍ، لا طحينَ لا مياهَ لا محروقاتٍ لا اتصالاتٍ. هلْ أُخِذتْ كلُّ هذهِ المعطياتِ بعينِ الاعتبارِ؟
***
ثم إذا اندلعتْ الحربُ، لا سمحَ اللهُ، فأيُّ دولةٍ او منظمةٍ او مؤسسةٍ مستعدةٌ لإمدادنا بمساعدةٍ او إعطائنا فلساً؟
في حربِ تموز ٢٠٠٦ التي يتذكَّرها اللبنانيونَ هذهِ الايامَ،
هبَّ الاشقاءُ العربُ لمساعدتنا، بعدَ الدمارِ الهائلِ الذي لحقَ بالعاصمةِ والضاحيةِ والجنوبِ وكلِّ لبنانَ،
جاءتْ الملياراتُ من الدولاراتِ من المملكةِ العربيةِ السعوديةِ ودولةِ الاماراتِ العربيةِ المتحدةِ والكويت والبحرين وقطر، ومع تلكَ المساعداتِ بقيَ لبنانُ بحاجةٍ الى مساعداتٍ أكثرَ،
وكانتْ كلها هبَاتٌ لا قروضٌ، وكما هو معلومٌ "ذهبتْ مع الريحِ"...!
اليومَ، إذا اندلعتْ الحربُ لا سمحَ اللهُ، لا أحدَ سيتطلَّعُ فينا:
لا هباتٍ ولا حتى قروضٌ.
وأكثرُ من ذلكَ، ان حجمَ الدمارِ الذي سيصيبُ لبنانَ من جراءِ ايِّ حربٍ،
لنْ تكفي لاعادةِ الاعمارِ اموالُ الغازِ الذي يمكنُ ان يستخرجَ .
***
حقُّنا كلبنانيينَ مقدَّسٌ، إن في البحرِ او على اليابسةِ،
والحرصُ على هذهِ الثروةِ واجبٌ إخراجها صحٌّ، والاصحُّ دونَ حربٍ،
بلْ بالتفاوضِ المثمرِ الذكيِّ.
وأكثرُ من ذلكَ، أليسَ قرارُ الحربِ والسلمِ هو في يدِ الدولةِ اللبنانيةِ التي على رأسها فخامةُ الرئيس العماد ميشال عون؟
إذا كانتْ ليستْ هناكَ ثقةٌ بالعماد عون، في الحفاظِ على ثرواتِ لبنانَ ، فبمَنْ تكونُ الثقةُ؟
التفاوضُ والاصرارُ واحقاقُ حقوقِ ثروةِ الوطنِ،
على لبنانَ الرسميِّ التوجُّهُ فوراً الى الاممِ المتحدةِ ومجلسِ الامنِ الدوليِّ.
كي لا نعطي ذريعةً للعدو الاسرائيليِّ، ليتوجَّهَ هو الى مجلسِ الأمنِ الدوليِّ بحجَّةِ شنِ حربٍ عليهِ .
نريدُ حقَّنا المقدَّسَ لأننا ندركُ ان تداعياتِ الحربِ اكثرُ كلفةٍ من ثروةِ الغازِ.
اللبنانيُّ مبدعٌ إينما كانَ،
فلماذا لا يكونُ العقلُ اللبنانيُّ الداخليُّ الابدعَ في المفاوضاتِ؟