#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
نجيب ميقاتي غيرُ مرغوبٍ بهِ في المملكةِ العربيةِ السعوديةِ، حتى إذا ارادَ الزيارةَ للحجِّ او للعمرةِ...
هذا ما جعلَ "النجيبَ IV " يعدِّلُ في مسارِ الطائرةِ من المملكةِ العربيةِ السعوديةِ الى المملكةِ المتحدةِ، حيثُ امضى اجازةَ الاضحى مع عائلتهِ...
وهكذا يعودُ "النجيبُ" حاملاً إنكساراتهِ وخيباتهِ مرَّةً جديدةً... فما نفعُ رضى السفاراتِ والابوابِ العاليةِ إذا كانتْ مرجعيةُ السنَّةِ السياسيةِ في لبنانَ، غيرَ راضيةٍ وغيرَ مرحبةٍ برئيسِ حكومةِ لبنانَ...
عملياً قد يردُّ "النجيب IV " بالنفي مبرِّراً انهُ اساساً لم يكنْ في نيتهِ الذهابُ للحجِّ،
ولكنْ لدينا الفُ سببٍ وسببٍ لنؤكِّدَ ما نكتبهُ.
لكنَّ السؤالَ الاكبرَ:
لماذا تُصنفُ المملكةُ "النجيب" بخانةِ غيرِ الصديقِ، وأينَ ذهبتْ آمالُ الاتصالِ الشهيرِ المشتركِ بينَ الرئيسِ ماكرون والامير محمد بن سلمان وميقاتي؟
وهلْ يُعقلُ رغمَ كلِّ اوراقِ الاعتمادِ التي يقدِّمها "النجيبُ" للمملكةِ من البياناتِ الى زيارةِ السفارةِ وغيرها، ان لا تبادلهُ المملكةُ هذا الاحترامَ؟ ما يجري يَطرحُ سؤالاً اساسياً:
هلْ تُسجِّلُ المملكةُ الاعتراضَ مرَّةً جديدةً على "النجيب IV" الذي اتى باصواتِ الثنائيِّ الشيعيِّ؟
ام هلْ تُوصِلُ لهُ رسالةً بضرورةِ عدمِ تمثيلِ حزبِ اللهِ في الحكومةِ المقبلةِ، ام تَرفعُ البطاقةَ الحمراءَ في وجههِ امامَ هذهِ الحكومةِ وحكومةِ العهدِ الجديدِ؟
***
ما يجري لا يُبشِّرُ بالخيرِ، وإذا كانَ "النجيب IV" يؤكِّدُ دائماً بأنَ التوقيعَ مع صندوقِ النقدِ الدوليِّ هو بمثابةِ المفتاحِ امامَ وصولِ المساعداتِ والهباتِ والقروضِ الاجنبيةِ والخليجيةِ تحديداً،
فكمْ هو مخطىءٌ، وهذا يعني عملياً اننا ذاهبونَ الى مزيدٍ من الحصارِ على البلدِ الذي ينتظرُ قرشاً من غيمةٍ، كما يُقالُ فكيفَ إذا كانَ بحاجةٍ الى اربعينَ مليارَ دولارٍ حتى يبدأ بالنهوضِ.
والانكى ان "النجيب IV" المحاصرَ عربياً محاصرٌ في الداخلِ، وهو يجدُ صعوبةً في لقاءِ الرئيسِ ميشال عون الذي رأى في تشكيلتهِ الحكوميةِ الاخيرةِ "لعبةً سخيفةً"،
فلمْ يعطهِ موعداً جديداً عندما طلبَ... وهكذا نحنُ في الدوَّامةِ والناسُ في دوَّامةٍ.. ووحدهُ مجلسُ النوابِ يحملُ في كواليسهِ مشاريعَ القوانينِ الوهميةِ والمفخَّخةِ التي ارسلها "النجيب IV"، كما هي مطلوبةٌ من صندوقِ النقدِ، من دون ان يراعي حداً ادنى من الخصوصيةِ اللبنانيةِ، او يحترمُ الحدَّ الادنى من السيادةِ اللبنانيةِ.
***
لعبٌ وجدٌّ ومزحٌ واكثرُ...
يذكِّرنا ما جرى بالفيلمِ المصريِّ الذي تختلطُ فيهِ الدموعُ بالضحكِ، بالجدِّ والمزحِ...
فيما الناسُ تئنُّ جوعاً وعطشاً وتغرقُ في العتمةِ...
ويعزِّيها كلامٌ في الصالوناتِ عن انتخاباتٍ رئاسيةٍ سيكونُ لكلِّ فريقٍ قوةُ التعطيلِ فيها،
وإنْ جرتْ فستكونُ حُكماً نتيجةَ توافقٍ كبيرٍ قد ترتسمُ معالمهُ بعدَ زيارةِ بايدن للمنطقةِ،
ومنْ قالَ ان تلويحَ سمير جعجع باسمِ جوزف عون للرئاسةِ ليسَ عن عبثٍ؟
الخياراتُ تضيقُ، ولكنْ هلْ سيتمُّ التوافقُ؟
وهلْ من بابِ الصدفةِ المناوراتُ المشتركةُ بينَ الجيش اللبنانيِّ والجيوشِ الاميركيةِ والبريطانيةِ والاردنيةِ في بحرِ لبنانَ تحتَ عنوانِ الاتحادِ الحازمِ؟