#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
ودعتْ حكومةُ "النجيبِ العجيبِ" اللبنانيينَ بجلسةٍ حُشرتْ فيها كلُّ البنودِ الملتهبةِ،
ورمت بكلِّ حممِ النارِ على المجلسِ النيابيِّ الجديدِ، وعلى ظهرِ الناسِ المُتعبينَ والمرهقينَ...
لمْ يشأ "النجيبُ العجيبُ" تركَ صورةٍ مشرقةٍ عنهُ امامَ الرأيِّ العامِ "فنكش" كلَّ شيءٍ كانَ عاجزاً عن تمريرهِ قبلَ الانتخاباتِ حتى لا يَلتهبَ الشارعُ ورماهُ كعادتهِ ليتلقفهُ مجلسُ النوابِ والشارعُ...
ها هو الدولارُ يقفزُ من جديدٍ وبشكلٍ هستيريٍّ،
وها هي الكهرباءُ التي سرحَ ومرحَ في مشاريعها وملفاتها اشهراً، من دونِ ان يقدِّمَ ايَّ امرٍ عمليٍّ سوى خططٍ معلوكةٍ وممجوجةٍ،
ها هي الكهرباءُ وباعترافِ مديرِ عامِ مؤسسةِ كهرباءِ لبنانَ، وقد استنفدتْ على الانتخاباتِ كلَّ إحتياطيِّ الفيولِ، وصارتْ الكهرباءُ تهدِّدُ البلدَ بالشللِ التامِ،
وبالعتمةِ تماماً كاولِ صيفِ العامِ الماضي، لا فيولَ عراقيَّ، لا غازَ مصريَّ ولا معاملَ انتاجٍ ولا دعمَ ولا اموالَ من مصرفِ لبنانَ للمحروقاتِ...
ماذا نفعلُ؟
وايُّ حكومةِ تصريفِ اعمالٍ بانتظارِ الحكومةِ الجديدةِ، إذا ولدتْ، قادرةٌ على فعلِ شيءٍ؟
ملفاتُ الدولارِ والمحروقاتِ والخبزِ والاتصالاتِ وادويةِ الامراضِ المستعصيةِ ملفاتٌ متفجرةٌ،
وقد كان الأقسى والاشدَّ وجعاً هو رفعُ سعرِ الدولارِ الجمركيِّ الى 20 الفاً او 30 ، فحسناً ان هذا البندَ سقطَ في الجلسةِ الاخيرةِ لمجلسِ الوزراءِ ، لأنه يطالُ كلَّ فئاتِ الشعبِ، فيما لا يرفُ جفنٌ "للنجيبِ العجيبِ"،
حكومتهُ لا يهمها اليوم من فازَ بالانتخاباتِ ومن سقطَ، بل تريدُ حلولاً سريعةً قبلَ ان يعودَ الناسُ ويستفيقوا من نشوةِ انتصارِ الانتخاباتِ، ويسكنوا الساحاتِ ويفجروا غضبهمْ؟
***
"النجيبُ العجيبُ" الذي همهُ الوحيدُ كيفَ يُرضي آخرَ موظفٍ صغيرٍ في سفارةٍ او وزارةِ خارجيةٍ اجنبيةٍ يبدو كصاحبِ المثلِ:
"من بعد حماري ما ينبت حشيش" او على الطريقةِ الاخرى:
"يا رايح كتر القبايح" او "العجايب".
يرمي بخطَّةِ التعافي واعادةِ هيكلةِ المصارفِ، وهما الاخطرُ على صعيدِ اموالِ المودعينَ، على مجلسٍ نيابيٍّ جديدٍ، تضيعُ فيهِ الاكثريةُ، ولا يبدو فيهِ تموضعُ النوابِ الجددِ قائماً او ثابتاً ليُعرفَ كيفَ ستدارُ الامورُ،
وهلْ يعقلُ لمجلسٍ نيابيٍّ جديدٍ ان يناقشَ خططاً ومشاريعَ لحكومةِ تصريفِ اعمالٍ؟
وهلْ تقبلُ ايُّ حكومةٍ جديدةٍ "تلبيكها" بمشاريعَ وقوانينَ ليستْ هي التي صاغتها؟
لم يفعلْ "النجيبُ العجيبُ" شيئاً.
اضاعَ اشهراً في ازمةٍ حكوميةٍ نتجتْ عن تحقيقاتِ إنفجارِ المرفأِ، وعادَ ضائعاً في المساوماتِ وتبويسِ اللحى واسترضاءِ فريقٍ على حسابِ فريقٍ،
وكانَ همُّهُ الوحيدُ كيفَ يُكْثرُ من صوَرِ البوماتهِ العائليةِ في سفراتهِ الخارجيةِ التي لم تنتجْ شيئاً للبلدِ.
صحيحٌ ان حكومةَ "النجيبِ العجيبِ" أنجزتْ انتخاباتٍ، وهو شخصياً لم يتجرَّأ على مواجهةِ الناسِ، بل على العكسِ انسحبَ من دعمٍ ايِّ لائحةٍ لتركَ المجالِ امامَ لائحةِ اشرف ريفي – القوات اللبنانية لكي تربحْ.
***
سترحلُ حكومةُ "النجيبِ العجيبِ" الى مجاهلِ التاريخِ، غيرَ مأسوفٍ عليها، وتنضمُ الى حكوماتٍ لا طعمَ ولا نكهةَ لها.
فيما رئيسها يستقتلُ لأنَ يعودَ من البابِ العريضِ الى السراي، بعدما اخرجتهُ الانتخاباتُ من الشباكِ... فهلْ يقبلُ المجتمعُ الدوليُّ برئيسِ حكومةٍ رماديٍّ، فيما المجلسُ النيابيُّ الذي كلفهُ هو مجلسٌ ثوريٌّ؟
وهلْ بهذهِ المواصفاتِ نستطيعُ مواجهةَ ازمةِ إنهيارِ الانظمةِ السياسيةِ والماليةِ والمصرفيةِ والاجتماعيةِ...
والسؤالُ بعدها، منْ سيكونُ رئيسَ الحكومةِ العتيدِ إذا انجزَ هذا المجلسُ النيابيُّ الجديدُ "طبخةَ البحصِ" في رئاسةِ المجلسِ النيابيِّ ونيابةِ رئاسةِ المجلسِ.
***
شاهدنا على التلفزيونِ احتفاليةً بالنوابِ "السياديينَ التغييريينَ" الجدُدِ،
ولكنْ لم يكنْ واضحاً كيفَ وما هو شكلُ وعددُ كتلةِ نوابِ التغييرِ،
وما إذا كانوا جميعاً سينضوونَ في كتلةٍ واحدةٍ.
لكنَ الاخطرَ كبدايةٍ، هو محاذرةُ هؤلاءِ ان يقاربوا ملفاتٍ كالسلاحِ وانتخاباتِ رئاسةِ المجلسِ، وصولاً الى الارتباكِ الواضحِ لدى سؤالِ بعضهمْ عن الاحوالِ الشخصيةِ والدولةِ المدنيةِ والزواجِ المدنيِّ.
ما شهدناهُ بقدرِ ما كانَ جميلاً، بقدر ما خلقَ ارباكاً وتوجُّساً.
ندخلُ اليومَ الى مجلسٍ نيابيٍّ جديدٍ، ومجلسٍ نيابيٍّ سابقٍ ودَّعناهُ مع كثيرِ من المفاجآتِ والنكساتِ..
وتدخلُ حكومةُ "النجيبِ العجيبِ" في يومها الاولِ من وضعيةِ تصريفِ الاعمالِ.
فالى متى ستستمرُ بالتصريفِ ومنْ سيتصرَّفُ، ويعملُ على همومِ الناسِ الكثيرةِ... واوَّلها كيفَ يستمرونَ.. لا احدَ حتى الساعةِ.