#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
جاءتِ الرسائلُ المتبادلةُ في بكركي في يومِ الفصحِ الغربيِّ، بينَ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ورئيسِ الجمهوريةِ العماد ميشال عون،
حولَ الجهاتِ التي تعطِّلُ البلادَ، والتحقيقاتِ والتشكيلاتِ والمستقبلِ، لترسمَ معالمَ التحدياتِ المطروحةِ لمرحلةِ ما بعد الانتخاباتِ النيابيةِ، التي اكدَ الرئيس عون انها ستجري حُكماً...
فبقدرِ ما تأتي الاولويةُ للهمومِ الاقتصاديةِ والاجتماعيةِ والماليةِ، بقدرِ ما ان الملفَ السياسيَّ السياديَّ هو اولويةٌ...
فهل ستنجحُ الكتلُ النيابيةُ والمستقلونَ الآتونَ في طرحِ اجاندا الحيادِ وسيادةِ البلادِ ودولةِ القانونِ، على جداولِ اعمالِ الحركةِ السياسيةِ النيابيةِ والحكوميةِ..
وهلْ يمكنُ عزلُ ما قد يطرحُ عن اجواءِ ما يجري في المنطقةِ من تسوياتٍ ومصالحاتٍ، بانتظارِ ما ستؤولُ اليهِ المفاوضاتُ في فيينا.
صحيحٌ ان من يتابعُ الاحصاءاتِ وعملياتِ البوانتاج،
لا بدَّ ان يقلقَ من حجمِ النواب العائدينَ، ومن احتمالِ نموِّ كتلةِ فريقِ 8 اذار في مجلسِ النوابِ،
إلاَّ ان ثمَّةَ فريقاً يبدو حاضراً للمواجهةِ ولعدمِ الاستسلامِ.
وقد جاءَ كلامُ وليد جنبلاط مساءَ الاحد للاغترابِ ليرسمَ معالمَ هذهِ المواجهةِ، إن لجهةِ إستحقاقِ رئاسةِ الجمهوريةِ، او لجهةِ الحكومةِ المقبلةِ، او لجهةِ الوقوفِ لمقاومةِ إنحلال الدولةِ.
***
هلْ ستنجحُ هذهِ المحاولاتُ، وهلْ بامكانِ هذهِ المجموعاتِ ان تقلبَ موازينَ القوى عبرَ العملِ على الارضِ،
أم ان التطوراتِ الاقتصاديةَ والاجتماعيةَ ستسبقها على الارضِ، وترسمُ معالمَ مرحلةٍ جديدةٍ تأخذُ البلادَ نحو مؤتمرٍ وطنيٍّ، او مؤتمرِ حوارٍ، او مؤتمرٍ تأسيسيٍّ، يقالُ ان العملَ بدأ عليهِ خارجَ لبنانَ.
لا شكَّ اننا نعيشُ وسنعيشُ مرحلةً مفصليةً وتاريخيةً،
خصوصاً لجهةِ هويةِ ودورِ لبنانَ،
وقد جاءَ نداءُ الكاردينال الراعي في يومِ الفصحِ وتحذيرهُ من خطورةِ تغييرِ وجهِ لبنانَ الاقتصاديَّ والسياسيَّ عبرَ مشاريعِ القوانينِ المطروحةِ لجهةِ الكابيتال كونترول، او لجهةِ السرِّيةِ المصرفيةِ،
جاءتْ هذهِ الرسائلُ في حضورِ رئيسِ الجمهوريةِ، لتدقَّ ناقوسَ الخطرِ حولَ ما يُحضَّرُ للبلدِ تحت عنوانِ الاتفاقِ مع صندوقِ النقدِ الدوليِّ...
فمنْ يريدُ اخذَ البلدِ رهينةً بالمالِ والاقتصادِ، وبعدما تم أسرهُ بالسياسةِ وبالخياراتِ التي سلختهُ عن عالمهِ العربيِّ؟
***
وهلْ يقدِّمُ بعضُ اللبنانيينَ خدمةً لاجانداتٍ مشبوهةٍ للخارجِ اكثرَ ما يريدهُ هذا الخارجُ؟
وهلْ يتمُّ الانتقامُ من تاريخِ البلادِ عبرَ تدميرِ مستقبلها؟
وهلْ المطلوبُ إفقارُ اللبنانيينَ والدولةِ وافلاسُ كلِّ القطاعاتِ حتى نأخذهمْ الى خياراتٍ معينةٍ؟
السؤالُ الاساسيُّ، لماذا خطَّةُ التعافي وتوزيعِ الخسائرِ، لم تناقشْ مع المعنيينَ، ولماذا مصيرُ ودائعِ الناسِ تحدِّدهُ لجنةٌ وزاريةٌ، او لجنةٌ حكوميةٌ – مصرفيةٌ،
فيما الناسُ مغيَّبونَ، وممثلو المُودعينَ مغيَّبونَ... ما هذهِ الديكتاتوريةُ في التعاملِ مع الناسِ ومع مستقبلهمْ؟
ولماذا نذهبُ مسحوقينَ امام صندوقِ النقدِ الدوليِّ بالتفاوضِ من دونِ حدٍّ ادنى من الكرامةِ،
ومنْ قالَ ان الغاءَ قانونِ السرِّيةِ المصرفيةِ الذي صنعَ مجدَ لبنانَ الماليِّ والاقتصاديِّ، والمطلوبُ من قبل صندوقِ النقدِ الدوليِّ سيكونُ لمصلحة لبنانَ؟
وهلْ إذا الغيناهُ بالنصِ سيكونُ قابلاً للتطبيقِ مع قضاءٍ مسيَّسٍ وغيرِ مستقلٍ، ومع ادارةٍ معطَّلةٍ تسيطرُ عليها السياسةُ والنافذونَ؟
هلْ من يقدِّمُ هذه المشاريعَ هدايا مسبقةً للمجتمعِ الدوليِّ حتى يعودَ للسلطةِ بعدَ الانتخاباتِ؟
أوليس كلُّ ذلكَ على حسابِ لبنانَ واللبنانيين، او ربما على قاعدةِ Apres moi le deluge ،بمعنى من بعدي الطُوفانُ..
***
الايامُ ستكشفُ لنا ما يحضِّرهُ بعضُ متآمري الداخلِ مع مقتنصي الفرصِ في الخارجِ،
اما نحنُ، فلليومِ عاجزونَ عن حلِّ ازمةِ نفاياتٍ، والأنكى اننا نعيشُ في زمنِ "النكَّاشينَ" و "النبَّاشينَ" و"الباحثينَ" عمَّا يبيعونهُ من النفاياتِ.
فهلْ هناكَ اسوأُ ممَّا نعيشهُ؟