#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
والآنَ، اكتملتْ الصورةُ وصارتْ اللوائحُ الـ103، بمرشحيها الـ1001، جاهزةً للانتخاباتِ.
في انتخاباتِ 2018 تنافستْ 77 لائحةً فقط. والزيادةُ اليومَ تعني أمرينِ:
- الأولُ إيجابيٌّ،
وهو أن ثورةَ 17 تشرين الأول 2019 رفعت مستوى الحماسةِ والإصرارِ لدى مجموعاتِ التغييرِ لخوضِ غمارِ الانتخاباتِ، للمرَّةِ الأولى في تاريخِ لبنانَ.
- الثاني سلبيٌّ،
وهو أن هذهِ المجموعاتِ لم تنجحْ في توحيد صفوفها على برنامجٍ ولوائحَ موحَّدةٍ في الدوائرِ الـ15. وهذا يعني تشتُّتَ أصواتها وقدراتها في مواجهةِ قوى السلطةِ.
وعلى مدى العامينِ الفائتينِ، طالبنا كثيراً بتوحيدِ صفوفِ المعارضةِ وقوى الثورةِ والمجتمعِ المدنيِّ،
فهل ستذهبُ أحلامُ ثورةِ 17 تشرين ضحيةَ الترشُّحِ لمجردِ الترشُّحِ،دونَ رصِّ الصفوف، ويا للأسفِ الشديدِ!
في أيِّ حالٍ، ما حصلَ قد حصلَ، وإلى اللقاءِ في 15 أيار… مبدئياً...
***
خريطةُ المعركةِ للوهلةِ الأولى تبدو ملتبسةً.
فهناكَ لوائحُ تضمُّ بالكامل أحزابَ السلطةِ وقواها السياسيةَ، أي "الثنائي الشيعي" و"التيار الوطني الحرّ" والقوى الحليفةِ.
وهناكَ لوائحُ للقوى الحزبيةِ المعارضةِ، وأبرزها "القواتُ اللبنانيةُ" التي تبدو وحدها في هذا الصفِّ قادرةً على إيصال كتلةٍ وازنةٍ الى المجلسِ النيابيِّ.
وهناكَ لوائحُ للمجتمعِ المدنيِّ والثورةِ، ومعهم رموزٌ معارِضةٌ، كالنوابِ الذينَ استقالوا من المجلسِ النيابيِّ…
وهؤلاءُ، قد يعودونَ اليومَ إلى المجلسِ. فماذا سيحقِّقونَ بهذا الدخولِ؟ ولماذا خرجوا إذاً؟
وهناكَ لوائحَ يضيعُ فيها حابلُ السلطةِ بنابلِ المستقلينَ والمجتمعِ المدنيِّ…
وفي كلِّ لائحةٍ يقاتلُ المرشحُ ضدَّ شريكهِ في اللائحةِ، وليسَ واضحاً "مين مع مين، ومين ضد مين"!
***
كلُّ التحالفاتِ والمنافساتِ "على القطعةِ".
لقد نجحَ "حزبُ الله" في وساطتهِ، وجمعَ "التيار" وحركةَ "أمل" في بعبدا… لكنَ المنازلةَ في جزينَ شرسةٌ.
وفي الشمالِ الثانيةِ، "التيارُ" يتحالفُ مع القومي، لكنهما يفترقانِ في المتنِ، وسيتنافسانِ…
وأما في زحلة فتتنافسُ 8 لوائح للسلطةِ و"القواتِ اللبنانيةِ" والمجتمعِ المدنيِّ والمستقلينْ.
ويبقى خلطُ الأوراقِ عنيفاً في الدوائرِ السنِّيةِ الضائعةِ بسببِ انسحابِ "المستقبل"...
وأما في طرابلس فسجلت "السكور" بتنافسِ 11 لائحةً، ما يعني تشتيتاً كبيراً للأصواتِ… فلمصلحةِ مَنْ؟
ستكونُ المعاركُ ضاريةً، ولن يبرِّدها وجودُ 118 سيِّدةً... وهو رقمٌ قياسيٌّ في تاريخِ انتخاباتنا.
وسيقفُ الناسُ مُربكينَ حائرينَ. وغالباً، لن يعرفوا المرشحَ الأبيضَ من المرشحِ الأسودِ!
***
ولكنْ، فلنطرحْ بعضَ الأسئلةِ المشروعةِ:
هل ستجرى الانتخاباتُ فعلاً في موعدها، أم سيقفزُ فجأةً ما يُخبَّأُ تحتَ الطاولةِ؟
هل صحيحٌ أن عناصرَ الانهيارِ المتسارعةَ ستقودُ تلقائياً إلى التأجيلِ؟
هل هو فقدانُ أبسطِ الموادِّ اللوجستيةِ من إداراتِ الدولةِ مثلاً؟
هل هو عجزُ الناسِ عن تعبئةِ "الرزرفوار" بالبنزينِ يومَ الانتخاباتِ؟
هل هو التقنينُ الحتميُّ في الكهرباءِ، على رغمِ الوعدِ الذي أطلقهُ وزيرُ الداخليةِ بتدبيرِ المسألةِ؟
فمنْ أينَ ستؤمِّنُ التيارَ يا معالي الوزير؟
وإذا كانَ ممكناً تأمينهُ بهذهِ السهولةِ، فنرجوكمْ سارعوا إلى تأمينهِ للحاجاتِ القصوى اليوميةِ…
كالمستشفياتِ حيثُ فقدانُ الكهرباءِ يعني للمرضى فقدانَ الحياةِ!
وللتذكيرِ، رئيسُ الجمهوريةِ العماد ميشال عون لم يُوقِّعْ حتى الآنَ قانونَ تمويلِ الانتخاباتِ، كما أخبرتنا يا معالي الوزير. فعساهُ يكونُ خيراً…
وليسَ لنا إلاَّ الانتظارُ لتنجلي الصورةُ على حقيقتها، وينكشفَ المستورُ، لعلَّ وعسى…