#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
يومانِ وتقفلُ المهلةُ المفتوحةُ لتسجيلِ اللوائحِ الانتخابيةِ في وزارةِ الداخليةِ، وتبدأُ بعدها عملياتُ البوانتاجْ واحتسابِ النتائجِ والاصواتِ بشكلٍ مسبقٍ، كونُ إنسحابِ بعضِ المرشحينَ، وطريقةُ تشكيلِ اللوائحِ تعطي فكرةً مسبقةً واوَّليةً عمَّا ستؤولُ اليهِ الانتخاباتُ...
ولكنْ قد يسهو عن افكارِ البعضِ وخصوصاً بعضِ مستطلعي الآراءِ والارقامِ، ان نسبةَ المقاطعةِ في بعضِ المناطقِ ولا اتحدثُ حصراً عن المقاطعةِ او العزوفِ في المناطقِ ذات التعبئةِ السنِّيةِ وإنما في مناطقَ اخرى...
هذهِ المقاطعةُ قد تنسفُ الكثيرَ من النتائجِ، وقد تُخفِّضُ الحواصلَ الانتخابيةَ، بحيثُ قد تفرزُ الانتخاباتُ الى المجلسِ النيابيِّ وجوهاً لم نحلم بوصولها..
***
لماذا يقاطعُ الناسُ ربما؟
لأنهمْ والى قرفهمْ من هيمنةِ المنظومةِ السياسيةِ السابقةِ والحاليةِ على خارطةِ الانتخاباتِ إينما كانَ،
لم يلمسوا من قوى الثورةِ والمجتمعِ المدنيِّ رؤى متماسكةً ولوائحَ موحَّدةً ومترابطةً، وذاتَ برنامجٍ قويٍّ تفتحُ الطريقَ نحو مستقبلٍ آمنٍ...
تداخلتْ البرامجُ وتضاربتْ واختلطَ الحابلُ بالنابلِ،
وباتَ على المواطنِ الناخبِ غداً ان يُجري فحوصاتٍ مخبريةً ونفسيةً لأيِّ اسمٍ قبلَ ان يقترعَ...
فهل هذا ما طمحَ اليهِ الناس، وهل هذا ما نادتْ بهِ الساحاتُ، وهل هذا يحقِّقُ احلامَ الشبابِ بغدٍ افضلَ وبفرصِ عملٍ وبمستقبلٍ واعدٍ؟
وايُّ مجلسٍ نيابيٍّ سيتكوَّنُ، وايةُ خرائطَ سنراها على مقاعدِ ساحةِ النجمةِ؟
أليسَ الواصلونَ الذينَ يستحقونَ الوصولَ سيكونونَ مسحوقينَ امامَ محادلِ المنظومةِ التي كوَّنتْ نفسها من جديدٍ تحتَ اكثرِ من عنوانٍ؟
***
وهذا يدفعُ لطرحِ السؤالِ الاكبرِ:
هل لا يزالُ من الضروريِّ اجراءُ الانتخاباتِ النيابية إذا كانتْ لن تحدِثَ الفرقَ الكبيرَ؟
وماذا سيكونُ بمقدورِ هذا المجلسِ القادمِ المنسوخِ عن الحاليِّ ان يقدِّمَ اكثرَ مما "عطَّلهُ" المجلسُ الحاليُّ؟
ألنْ نعيشَ نفسَ تناقضاتِ المجلسِ الحاليِّ في التعاملِ مع خطَّةِ التعافي ومع الكابيتال كونترول ومع القوانينِ والمشاريعِ الاشكاليةِ؟
وهل سيكونُ هناكَ مكانٌ للاحلامِ السياديةِ في المجلسِ المقبلِ، من السلاحِ الى الحدودِ الى المخيماتِ الى النازخينَ وغيرها؟
وماذا عن اموالِ الناسِ التي يقرِّرُ الجميعُ عنهمْ في اموالهمْ، بينما هم غافلونَ ولا يعرفونَ كيفَ ستعودُ اموالهمْ... وهل ستعودُ؟
هل يغيِّرُ الانتخابُ ما كتبهُ القدرُ للبنانيينَ الذينَ حلَّتْ عليهمْ لعنةُ الحكامِ؟
***
تبدو الصورةُ حزينةً ويائسةً... والناسُ لا تفكرُ في 16 ايار ... تفكرُ في اليومِ الثاني من نيسان،
كيفَ تأكلُ وتشربُ وتسحبُ فُتاتَ ودائعها من المصارفِ.
تبدو الصورةُ حزينةً وقاتمةً عندما يسألُ الناسَ عن ادويةِ السرطانِ المفقودةِ، وعن طريقةِ تسديدِ فواتيرِ اتصالاتهمْ التي ستزيدُ 230 مرةً... هل انتبهتمْ على الرقمِ؟
من أينَ يدفعُ الناسُ؟
وهل سيفرِّطُ الناسُ بما تبقى من جيوبهمْ يومَ 15 ايار، ليدفعوا ثمنَ صفيحةٍ او صفيحتي البنزينِ لينتخبوا نواباً لنْ يغيِّروا شيئاً؟
أقرَّ مجلسُ النوابِ ثلاثماية مليارَ ليرةٍ لبنانيةٍ لكي يتمكنَ الامنُ العامُ من طباعةِ جوازاتِ سفرٍ جديدةٍ...
ألنْ تكونَ الهجرةُ افضلَ حلٍّ ما دامتْ فُرجت نسبياً ازمةُ الجوازاتِ؟