#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
صفحةٌ جديدةٌ من المواجهاتِ بينَ القضاءِ والمصارفِ التي قد تتجهُ الى الاضرابِ العامِ المفتوحِ.
وفي هذهِ الصفحةِ لنْ يكونَ هناكَ متضرِّرٌ إلاَّ المُودِعُ المسكينُ الذي يدفعُ ثمنَ كلِّ خطوةٍ تتمُ من دونِ ان يكونَ لهُ قدرةٌ على المواجهةِ او التحرُّكِ او اتخاذِ أيِّ اجراءٍ...
هكذا يبدو المواطنُ مستسلماً لقدرهِ في كلِّ شيءٍ، وخاضعاً للجنونِ والعبثيةِ إينما كانَ ...
لنْ ندخلَ هنا في تفاصيلَ مَن معهُ حقٌّ او لا، ومَن يملكُ الحقيقةَ ام لا ...
ما يهمُّنا اننا قد نكونُ امامَ إقفالٍ يزدادُ فيهِ الخطرُ على الاموالِ، بعدَ الهيركات اليوميِّ الذي تخضعُ لهُ الحساباتُ، وبعدَ التعاميمِ الهمايونيةِ التي تَصدرُ من البابِ العالي لحاكميةِ مصرفِ لبنانَ،
وبعدَ تجفيفِ الكاش بالعملةِ اللبنانيةِ، كما بالعملةِ الصعبةِ عن المودعينَ، لتُتوَّجَ الخطواتُ بطريقةِ الدفعِ في السوبرماركت والصيدلياتِ ومحطاتِ البنزينِ، وحفلاتِ السمسرةِ والتضييقِ والابتزازِ التي يخضعُ لها المواطنُ، حيثُ يتحتمُ عليهِ إذا ارادَ الدفعَ بالبطاقةِ دفعَ ما بينَ 15 % و 20 % زيادةً على الفاتورةِ،
فيما برزَ تطوُّرٌ امس عبرَ تلويحِ اصحابِ السوبرماركت بضرورةِ البدءِ بالقبضِ فقط بالكاش بعدَ عشرةِ ايامٍ.
***
الكلُّ رهنُ قرارٍ او اشارةٍ او تلويحةِ اصبعٍ من حاكمِ المركزيِّ، الذي تبينَ انهُ يملكُ اسلحتهُ ايضاً وصواريخهُ وادواتِ الضغطِ،
بحيثُ صارَ هو المسؤولُ عن قمحنا ودوائنا وفيولنا وكهربائنا وسفاراتنا وانتخاباتنا وجوازات سفرنا وجامعاتنا ومدارسنا، وصادراتنا ووارداتنا...
كلُّ ذلكَ وهو ممنوعٌ من السفرِ، ويتلقى في الوقتِ نفسهِ دعواتٍ من الخارجِ للمشاركةِ في اجتماعاتٍ للبنكِ الدوليِّ وحكامِ المصارفِ المركزيةِ، وهو غيرُ قادرٍ على السفرِ...
بلدٌ يعيشُ في الجنونِ والعبثيةِ وينتظرُ شعبهُ او نصفُ شعبهِ توزيعَ بطاقاتِ الدعمِ من وزارةِ الشؤونِ الاجتماعيةِ التي بدأتْ بالدفعِ ولو بتأخيرِ سنةٍ...
فيما البطاقةُ التمويليةُ صارتْ في خبرِ كانَ ...
***
لا تبدو الحكومةُ التي اتحفنا "نجيبها" بقرارٍ، وآخرُ همِنا عزوفهُ عن الترشُّحِ للانتخاباتِ،
مدركةً لحجمِ الانهياراتِ، ولا لمخاطرِ الحربِ الدائرةِ في اوكرانيا، بكلِّ تداعياتها الاقتصاديةِ والماليةِ والاجتماعيةِ على لبنانَ ..
وها هي ستناقشُ اليومَ خطَّةَ الكهرباءِ الممجوجةَ بانتظارِ الموافقةِ عليها، ويقالُ ان الامورَ لن تكونَ سهلةً امامها في مجلسِ الوزراءِ ...
فهل ينتهي الامرُ بالتصويتِ على خطَّةٍ صارتْ منقَّحةً ومعدَّلةً اكثرَ من عشرِ مراتٍ...؟
فلننتظرْ اشاراتِ الكهرباءِ من مجلسِ الوزراءِ، وفي الانتظارِ لا تزالُ العتمةُ في ديارنا عامرةً!